أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-1-2022
![]()
التاريخ: 29-3-2017
![]()
التاريخ: 21-1-2022
![]()
التاريخ: 21-4-2017
![]() |
إن ما عرضناه للتو يشكّل أساس ترتيبات الحصر الأكثر فعالية، إلّا أننا لم ننظر حتى الآن إلا إلى حركة الجسيم الواحد، ويبقى أن ننظر إلى ما يحدث حين يسكن هذه الأجهزة عدد كبير من الجسيمات التي تتفاعل بشدة فيما بينها . النتيجة الأولى عادية جدا؛ إذ تصطدم الجسيمات العديدة اصطدامات عديدة بصورة فوضوية؛ مما يسفر عن انتشارها ببطء نحو الخارج، فكل ما يدور يحدث وكأن الجهاز مسامي إلى حد ما، وهذا الانتشار أمر متوقع حقًّا ، بل إنّ ما ينجم عن ذلك من نفاذ الجسيمات أمر مقبول تماما ، ونظرًا لإمكانية توليد الحقول المغناطيسية القوية التي بتنا قادرين على تكوينها ، فإن حجم هذا الهروب ضئيل جدًّا. ثمة أثر آخر أكثر إثارة للاضطراب؛ إذ يصبح الوسط البلازمي مسرح اضطرابات ذات آثار سلبيّة جدًّا في الحصر، ولندرس هذه الظاهرة البالغة الأهمية عن كثب. تحدث إلكترونات البلازما المتحركة بسرعة فائقة والمضطربة باستمرار، تأرجحًا متنوعًا ، وإذا تفرّقت الأيونات والإلكترونات قليلًا على الصعيد المحلّي، نتج عن ذلك مجال كهربائي متأرجح مثل كثافة الجسيمات، وإذا انتظمت حركة الإلكترونات، ظهرت تيارات كهربائية محلية تسفر بدورها عن حقول مغناطيسية متأرجحة. تشكل هذه المجالات والتيارات المتنوعة الأصل اضطرابات تؤثر في الحصر في الجهاز؛ لذلك لا ينبغي النظر إلى «القفص المغناطيسي» على أنه قفص محكم القضبان، وقد سبق أن أشرنا إلى أن هذا الأسر مكوّن من مادة مسامية، وهذه المادة مضطربة؛ فضلًا عن كونها مساميّة، وهنا تتمثل معضلة الحصر الحقيقية؛ ففقدان الجسيمات - ومن ثم الطاقة - هو أعظم بكثير مما كان يوحيه نمط الاصطدامات العادي. إضافة إلى ذلك، فإن هذا الإعداد المغناطيسي معرض للتحطّم في حال نمت هذه الحركة العشوائية بصورة مفرطة، وبلغت البلازما الجدران، وقد حظيت هذه المسائل كافّة ولا تزال بالبحث الذي تعكف عليه يوميا المختبرات العلمية في مجال الاندماج النووي. هناك أثر ثالث يتدخل في ترتيبنا هذا، وهو الأثر الملاحظ حين نباشر تصعيد درجة حرارة البلازما بعمليات تسخين إضافية، وهو أثر كريه جدا؛ فإضافة تسخين مساعد يقوّض من جودة الحصر، ذلك أن حقن البلازما بالطاقة من شأنه زيادة الاضطراب القائم أصلا. لكن الدواء هنا من الداء؛ فقد أثبتت التجربة أنّه لدى تجاوز حد ما من الطاقة التي تحقن بها البلازما، نجد إحدى حالتين منفصلتين تماما، وهو ما يعرف بنمطي الحصر. يعرف النمط الأول بالنمط إلى mode L (مشتق من الإنجليزيةlow أي منخفض) الذي يتمثل باستمرار التدهور المشار إليه. بيد أننا قد نبلغ نمط حصر آخر يعرف بالنمط إتش mode H (مشتق من الإنجليزية high أي عال) ذي المواصفات الأكثر مؤاتاةً مع عدم تحقق أوجه الفعالية الكاملة التي يؤديها الحصر الجيد، نجد خصائص حصر مقبولة تماما ؛ لذلك تنطوي التجارب الكبرى على وسائل التسخين كافة، التي تتيح تجاوز حد القوة المذكور، بحيث تحقق الحصر الجيد مع تسخين البلازما. أسفرت الأبحاث التي تناولت هذه المسائل عن نتائج أخرى. بالرغم من عدم اكتشافنا تماما سر وجود النمط إتش إلا أن الخلاصة العامة هي بالبحث عن سر هذا التحسن في آلية تحد من حجم الخلايا التي يظهر فيها الاضطراب ويتطوّر فيها، ومن شأن كل ما يجنبنا أي توسع حيزي للاضطراب أن يسفر عن تحسين آلية حصر البلازما، وإذا تذكرنا أن عمليات التسخين الإضافية قادرة على إحداث دوران البلازما أو توليد تيار محلي، تبين لنا سبب تعمدنا أن تكون السرعة أو التيار الناجمين غير منتظمين، بحيث يمكن التوصل إلى تمزق خلايا الاضطراب، ودراسة أنماط الحصر المعزّز بصورة أكثر من النمط إتش. تسفر هذه الإمكانات التي تتيحها آليات التسخين عن إسهام مهم في سبيل معالجة تحديات الحصر، ويمكن تصوّر مدى أهمية الأعمال النظرية الجارية وتعقيدها في هذا الصدد.
|
|
التوتر والسرطان.. علماء يحذرون من "صلة خطيرة"
|
|
|
|
|
مرآة السيارة: مدى دقة عكسها للصورة الصحيحة
|
|
|
|
|
نحو شراكة وطنية متكاملة.. الأمين العام للعتبة الحسينية يبحث مع وكيل وزارة الخارجية آفاق التعاون المؤسسي
|
|
|