المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9080 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
الاغسال الواجبة
2024-10-07
الاغسال المستحبة
2024-10-07
الاستحاضة واحكامها
2024-10-07
اقسام الحيض وجملة من احكامه
2024-10-07
أحوال المستحاضة الثلاثة
2024-10-07
احكام المياه
2024-10-07

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


عليّ (عليه السّلام) في معركة أحد  
  
6718   08:57 مساءً   التاريخ: 18-4-2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 2، ص81-77
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /

لم تكن قريش لتنسى هزيمتها الساحقة في معركة بدر ومقتل صناديدها ورجالها وكثير من أبطالها فعزمت على الثأر من المسلمين ردّا لاعتبارها الذي فقدته ، ولم يمض سوى عام حتى استكملت قريش عدّتها ، واجتمع إليها أحلافها من المشركين واليهود ، وانضمّ إليهم كلّ حاقد وناقم على الدين الإسلامي ، فاتّفقت كلمة الكفر ، واتّحدت قوى الباطل لمواجهة الحقّ ، وخرج جيش الكفر باتّجاه المدينة وقد تجاوز عدده ثلاثة آلاف ، وذلك في أوائل شوال من السنة الثالثة للهجرة ، وما أن وصل خبرهم إلى مسامع النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) حتى جمع المسلمين واستشارهم في الموقف المناسب الذي يجب أن يتّخذوه ، تمّ خطب فيهم وحثّهم على القتال والصبر والثبات ، ووعدهم بالنصر والأجر ، وتجهّز للخروج بمن معه وكانوا ألفا أو يزيدون ، ودفع لواءه لعليّ بن أبي طالب ( عليه السّلام ) ووزّع الرايات على وجوه المهاجرين والأنصار ، وأبى النفاق إلّا أن يأخذ دوره في إضعاف المسلمين ، فرجع عبد اللّه ابن ابيّ بمن تبعه في منتصف الطريق ، وكان عددهم يناهز الثلاثمائة[1].

واستمرّ النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) في مسيره قدما حتى بلغ أحدا ، فأعدّ أصحابه للقتال ووضع تخطيطا سليما محكما للمعركة يضمن لهم النصر ، حيث أمر خمسين رجلا من الرماة أن يكونوا من وراء المسلمين إلى جانب الجبل ، وأكّد عليهم بأن يلزموا أماكنهم ولا يتركوها حتى لو قتل المسلمون جميعا [2].

ووصلت قريش إلى « أحد » وأعدّوا أنفسهم للقتال ، فقسّموا الأدوار ووزّعوا المهام كما بدا لهم ، وأعطوا لواءهم لبني عبد الدار ، وأوّل من استلمه منهم طلحة بن أبي طلحة ، ولمّا علم النبيّ بذلك أخذ اللواء من عليّ ( عليه السّلام ) وسلّمه إلى مصعب بن عمير وكان من بني عبد الدار ، وبقي معه إلى أن قتل ، وحينئذ ردّه النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) إلى عليّ ( عليه السّلام )[3] ، وكانت معركة « أحد » قد وقعت في شوال من العام الثالث من الهجرة .

وفي اللحظة التي كمل فيها التنظيم انطلقت شرارة المعركة عندما برز كبش الشرك وحامل رايتهم طلحة بن أبي طلحة الذي كان يعدّ من شجعان قريش ، يتقدّم نحو المسلمين رافعا صوته متحدّيا لهم مستخفّا بجمعهم قائلا : يا معشر أصحاب محمد ! إنّكم تزعمون أنّ اللّه يجعلنا بسيوفكم إلى النار ويعجلكم بسيوفنا إلى الجنّة ؛ فهل أحد منكم يعجله سيفي إلى الجنّة أو يعجلني سيفه إلى النار ؟

فخرج اليه عليّ ( عليه السّلام )[4] وبرزا بين الصفّين ورسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) جالس في عريش اعدّ له يشرف على المعركة ويراقب سيرها ، فضرب عليّ طلحة فقطع رجله وسقط على الأرض وسقطت الراية ، فذهب علي ليجهز عليه فكشف عورته وناشده اللّه والرحم ، فتركه عليّ ( عليه السّلام ) فكبّر رسول اللّه وكبّر معه المسلمون فرحا بنتيجة هذه الجولة .

ثمّ تقدّم أخوه عثمان بن أبي طلحة فحمل الراية فحمل عليه حمزة بن عبد المطلب فضربه فقتله ، فحمل اللواء من بعده أخوهما أبو سعيد ، فحمل عليه عليّ ( عليه السّلام ) فقتله ، ثمّ أخذ اللواء أرطاة بن شرحبيل فقتله عليّ ، وهكذا تعاقب على حمل اللواء تسعة من بني عبد الدار قتلوا بأجمعهم بسيف عليّ [5] أو سيف حمزة ، وكان آخر من حمل اللواء هو غلام لبني عبد الدار يدعى « صواب » فحمل عليه عليّ وقتله ، وسقط اللواء من بعده في ساحة المعركة ولم يجرؤ أحد أن يحمله ، فدبّ الرعب في قلوب المشركين ، وانهارت معنوياتهم ، وانكشف المشركون لا يلوون على شيء حتى أحاط المسلمون بنسائهم ، وبدت المعركة وكأنّها قد حسمت لصالح المسلمين .

وهنا عصفت النازلة العظمى بالمسلمين حيث ترك الرماة موقعهم فوق الجبل ، وانحدروا يشاركون إخوتهم غنائم المعركة ، ولم يثبت على الجبل إلّا عشرة رماة .

فنظر خالد بن الوليد - وكان على خيل المشركين - خلوّ الجبل وقلّة الثابتين صاح بخيله ، وكرّ يحمل على الرماة وتبعه عكرمة فقتلوهم ، وهنا تغيّر ميزان القوة ورجحت كفّته لصالح المشركين ، فاستطاعوا أن ينفذوا ويشقّوا صفوف المسلمين [6]، وكانت المأساة التي لم يعرف المسلمون لها مثيلا ، فارتبك المسلمون وضاع صوابهم ، فكانت هزيمة بعد نصر وانكسارا بعد انتصار ، وتفرّق الناس كلّهم عن رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) وأسلموه إلى أعدائه بعد أن استشهد عمّه حمزة ومصعب بن عمير ، ولم يبق معه أحد إلّا عليّ ونفر قليل من المهاجرين والأنصار .

في هذه اللحظات الحاسمة والحرجة سجّل التأريخ موقف الصمود والفداء الذي وقفه عليّ ( عليه السّلام ) من رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) ، وقف ليدافع عن النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) بكلّ قوة وبسالة وهمّه سلامة الرسول والرسالة ، إذ كان يحمل الراية بيد والسيف بالأخرى يصدّ الكتائب ويردّ الهجمات عن الرسول ، وكأنّه جيش بكامل عدّته وعدّته ، وكان الرسول كلّما رأى جماعة تهجم عليه قال لعليّ ( عليه السّلام ) : يا عليّ احمل عليهم ، فيحمل عليهم ويفرّقهم ، فلم يزل عليّ يقاتل حتى أثخنته جراحات عديدة في وجهه ورأسه وصدره وبطنه ويديه[7].

فأتى جبرئيل ( عليه السّلام ) النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) فقال : إنّ هذه لهي المواساة ، فقال رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) : إنّه منّي وأنا منه ، فقال جبرئيل : وأنا منكما ، فسمعوا صوتا في السماء ينادي : لا سيف إلّا ذو الفقار ولا فتى إلّا عليّ[8].

وهكذا استطاع أمير المؤمنين ( عليه السّلام ) أن يحافظ على حياة الرسول الأكرم ( صلّى اللّه عليه وآله ) ، وأن يوصل نتيجة المعركة إلى حالة من التوازن دون أن يحرز أحد الطرفين نصرا حاسما .

 

[1] الكامل في التأريخ : 2 / 150 ، وسيرة ابن هشام : 3 / 64 .

[2] مغازي الواقدي : 1 / 224 ، والكامل في التأريخ : 2 / 152 ، وسيرة ابن هشام : 3 / 66 .

[3] تأريخ الطبري : 2 / 199 ط مؤسسة الأعلمي .

[4] سيرة ابن هشام : 3 / 73 .

[5] الكامل في التاريخ : 2 / 152 - 154 .

[6] تأريخ الطبري : 2 / 194 ط مؤسسة الأعلمي .

[7] الكامل في التأريخ : 2 / 154 ، وأعيان الشيعة : 1 / 288 ، وبحار الأنوار : 20 / 54

[8] الكامل في التأريخ : 2 / 154 ، وفرائد السمطين للحمويني : 1 / 257 الحديث 198 ، 199 ، وتأريخ دمشق لابن عساكر : 1 / 148 ، وروضة الكافي : الحديث : 90 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.