المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الحديث المرسل والمنقطع والمعضل.
2024-11-24
اتّصال السند.
2024-11-24
ما يجب توفّره في الراوي للحكم بصحّة السند (خلاصة).
2024-11-24
من هم المحسنين؟
2024-11-23
ما هي المغفرة؟
2024-11-23
{ليس لك من الامر شيء}
2024-11-23



الاستغاثة والاستعانة به (عليه السلام)  
  
7427   04:07 مساءً   التاريخ: 3-08-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج2,ص650-654
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن الحسن المهدي / الغيبة الكبرى / تكاليف المؤمنين في الغيبة الكبرى /

يجب الاستعانة والاستغاثة عند الشدائد والأهوال والبلايا والأمراض وحلول الشبهات والفتن من مختلف الجوانب وطلب حلّ المشاكل والشبهات ورفع الكربات ودفع البلايا لأنّه (عليه السلام) وبحسب القدرة الالهية والعلوم اللدنيّة الربّانيّة عالم بأحوال العباد وقادر على اجابة مرادهم عامّ الفيض لا ولن يغفل عن النظر في أمور رعاياه وهو بنفسه قال في التوقيع الذي خرج إلى الشيخ المفيد : فانّا يحيط علمنا بأنبائكم ولا يعزب عنّا شي‏ء من أخباركم ومعرفتنا بالزلل الذي أصابكم .

وروى الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة بسند معتبر عن أبي القاسم الحسين بن روح النائب الثالث (رضى اللّه عنه) انّه قال: اختلف أصحابنا في التفويض وغيره فمضيت إلى أبي طاهر بن بلال في أيام استقامته فعرّفته الخلاف فقال: أخّرني فأخّرته أيّاما فعدت إليه فأخرج إليّ حديثا

باسناده إلى أبي عبد اللّه (عليه السلام) قال: إذا أراد اللّه‏ أمرا عرضه على رسول اللّه (صلى الله عليه واله) ثم أمير المؤمنين (عليه السلام) واحدا بعد واحد إلى أن ينتهي إلى صاحب الزمان (عليه السّلام) ثم يخرج إلى الدنيا وإذا أراد الملائكة أن يرفعوا إلى اللّه عز وجل عملا عرض على صاحب الزمان (عليه السلام) ثم يخرج على واحد واحد إلى أن يعرض على رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) ثم يعرض على اللّه عز وجل فما نزل من اللّه فعلى أيديهم وما عرج إلى اللّه فعلى أيديهم وما استغنوا عن اللّه عز وجل طرفة عين‏ .

ونقل السيد حسين المفتي الكركي سبط المحقق الثاني في كتاب دفع المناواة عن كتاب البراهين عن أبي حمزة عن الامام الكاظم (عليه السلام) انّه قال: ما من ملك يهبطه اللّه في أمر الّا بدأ بالامام فعرض ذلك عليه وانّ مختلف الملائكة من عند اللّه تبارك وتعالى إلى صاحب هذا الأمر.

وفي خبر أبي الوفاء الشيرازي انّ رسول اللّه (صلى الله عليه واله) قال له: وامّا صاحب الزمان فاذا بلغ السكين منك هكذا وأومأ بيده إلى حلقه فقل: يا صاحب الزمان أغثني يا صاحب الزمان أدركني‏ فانّه غياث المستغيثين وملجأ ومأوى لهم .

روى الشيخ الكشي والشيخ الصفار في البصائر عن رميلة انّه قال: وعكت وعكا شديدا في زمان أمير المؤمنين (عليه السّلام) فوجدت من نفسي خفة يوم الجمعة فقلت: لا أصيب شيئا أفضل من أن أفيض عليّ من الماء وأصلّي خلف أمير المؤمنين (عليه السّلام) ففعلت ثم جئت المسجد فلمّا صعد أمير المؤمنين (عليه السلام) المنبر عاد عليّ ذلك الوعك ؛ فلمّا انصرف أمير المؤمنين (عليه السلام) دخل القصر ودخلت معه فالتفت إليّ أمير المؤمنين (عليه السلام) وقال: يا رميلة ما لي رأيتك وأنت منشبك بعضك في بعض؟ فقصصت عليه القصة التي كنت‏ فيها والذي حملني على الرغبة في الصلاة خلفه ؛ فقال لي: يا رميلة ليس من مؤمن يمرض الّا مرضنا لمرضه ولا يحزن الّا حزنا لحزنه ولا يدعوا لّا أمنّا له ولا يسكت الّا دعونا له فقلت: يا أمير المؤمنين جعلت فداك هذا لمن معك في القصر  أ رأيت من كان في أطراف الأرض؟ قال: يا رميلة ليس يغيب عنّا مؤمن في شرق الأرض ولا غربها .

وروى الشيخ الصدوق والصفار والشيخ المفيد وغيرهم بأسانيد كثيرة عن الامام الباقر والصادق (عليهما السّلام) قال: انّ اللّه تبارك وتعالى لم يدع الأرض الّا وفيها عالم يعلم الزيادة والنقصان فاذا زاد المؤمنون شيئا ردّهم‏ وإذا نقصوا شيئا أكمله لهم ولولا ذلك التبست على المؤمنين أمورهم وفي رواية: ولم يفرق بين الحق والباطل‏ .

 وروي في تحفة الزائر للمجلسي ومفاتيح النجاة للسبزواري: من كانت له حاجة فليكتبها في رقعة ويقذفها في ضريح احد الائمة (عليهم السّلام) أو يمهرها ويضعها في طين طاهر ويقذفها في نهر أو بئر عميق أو غدير ماء كي تصل إلى يد صاحب الزمان (عليه السلام) وهو(عليه السلام) يتولى قضاء حاجته وإليك نص الرقعة: بسم اللّه الرحمن الرحيم كتبت يا مولاي صلوات اللّه عليك مستغيثا وشكوت ما نزل بي مستجيرا باللّه عز وجل ثم بك من أمر قد دهمني وأشغل قلبي وأطال فكري وسلبني بعض لبّي وغيّر خطير نعمة اللّه عندي أسلمني عند تخيّل وروده الخليل وتبرّأ منّي عند ترائي إقباله‏ إليّ الحميم وعجزت عن دفاعه حيلتي وخانني في تحمّله صبري وقوّتي فلجأت فيه إليك وتوكّلت في المسألة للّه جلّ ثناؤه عليه وعليك في دفاعه عنّي علما بمكانك من اللّه ربّ العالمين وليّ التدبير ومالك الأمور واثقا بك في المسارعة في الشفاعة إليه جلّ ثناؤه في أمري متيقّنا لإجابته تبارك وتعالى ايّاك بإعطائي سؤلي وأنت يا مولاي جدير بتحقيق ظنّي وتصديق أملي فيك في أمر كذا وكذا وتذكر حاجتك بدل كذا وكذا فيما لا طاقة لي بحمله ولا صبر لي عليه وإن كنت مستحقا له ولأضعافه بقبيح أفعالي وتفريطي في الواجبات التي للّه عز وجل فأغثني يا مولاي صلوات اللّه عليك عند اللهف وقدّم المسألة للّه عز وجل في أمري قبل حلول التلف وشماتة الأعداء فبك بسطت النعمة عليّ واسأل اللّه جلّ جلاله لي نصرا عزيزا وفتحا قريبا فيه بلوغ الآمال وخير المبادي وخواتيم الأعمال والأمن من المخاوف كلّها في كلّ حال انّه جلّ ثناؤه لما يشاء فعّال وهو حسبي ونعم الوكيل في المبدأ والمآل‏ ؛ ثم يأتي الغدير أو النهر ويعتمد على أحد الوكلاء امّا عثمان بن سعيد العمري أو ابنه محمد بن عثمان أو الحسين بن روح أو عليّ بن محمد السّمري فينادي أحدهم ويقول: يا فلان بن فلان سلام عليك أشهد انّ وفاتك في سبيل اللّه وانّك حيّ عند اللّه مرزوق وقد خاطبتك في حياتك التي لك عند اللّه عز وجل وهذه رقعتي وحاجتي إلى مولانا (عليه السّلام) فسلّمها إليه وأنت الثقة الأمين ثم يقذفها في النهر أو البئر أو الغدير فتقضى حاجته .

ويستفاد من هذا الخبر الشريف انّ هؤلاء الاربعة المذكورين كما كانوا الواسطة بين صاحب الزمان (عليه السلام) وبين الناس في الغيبة الصغرى في عرض الحوائج والرقاع وأخذ الجواب وابلاغه فكذلك حالهم في الغيبة الكبرى فهم في ركابه (عليه السلام) ومن المفتخرين بهذا المنصب الشريف فعلم انّ مائدة احسانه (عليه السلام) وجوده وكرمه وفضله ونعمه منتشرة في كلّ قطر من أقطار الأرض وباب كرمه مفتوح والطريق إليه واضح لكلّ آيس ومضطرب وضالّ ومتحيّر وجاهل وحيران الذي جاء بصدق وعزم واضطرار وصفاء مع اخلاص فان كان جاهلا علّم وان كان ضالّا هدي وإن كان مريضا عوفي كما يظهر هذا من الحكايات والقصص السالفة .

وخلاصة الحال انّ صاحب الأمر (عليه السلام) حاضر بين العباد وناظر إلى أعمالهم وأحوالهم وقادر على كشف البلايا عنهم وعالم بأسرارهم وخفاياهم ولم يكن معزولا عن منصب الخلافة بسبب غيبته واستتاره عن الناس ولم يترك (عليه السلام) الرئاسة الالهيّة ولم يظهر العجز عن قدرته الرّبانية وإن شاء (عليه السلام) حلّ مشاكل القلوب من دون أيّ سعي وفعاليّة وإن شاء شوّق قلب المضطر لكتاب أو العالم عنده دواء دائه أو يلهمه دعاء أو يعلّمه دواءه في المنام وما رأي وسمع من أنّ بعض المضطرين وأصحاب الحوائج مع صدق الولاء والاقرار بالامامة وقد دعوا وتضرّعوا وشكوا أمرهم إليه (عليه السلام) ولم تقض حوائجهم فهذا بالاضافة لوجود موانع الدعاء والقبول فيه امّا أن يزعم انّه مضطر وليس كذلك أو يزعم انّه ضال متحيّر وقد هدي إلى الطريق وعلّم كالجاهل بالأحكام العملية الذي ارجع إلى العالم كما جاء في التوقيع المبارك عن مسائل اسحاق بن يعقوب حيث قال: وامّا الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا فانّهم حجّتي عليكم وأنا حجة اللّه عليهم‏ ؛ فاذا أمكن وصول الجاهل للعالم وإن كان بالهجرة والسفر أو الحصول على كتابه في الأحكام لم يكن مضطرا وكذلك العالم الذي يمكن أن يحلّ المشاكل ويدفع الشبهات عنه بالرجوع إلى الظواهر ونصوص الكتاب والسنة والاجماع لا يسمّى عاجزا وهكذا من وسّع في نفقاته ومعاشه خارج الحدود الالهية والموازين الشرعيّة ولم يكتف بالمقدار الممدوح في الشرع ولم يقنع بما في يده طلبا لما هو زائد عن قوام معاشه لم يكن مضطرا وقس على هذا الموارد التي يعتقد الانسان بانّه مضطر أو عاجز فيها فلو تأمّل بصدق لرأى خلافه ؛ وحتى إذا كان هذا الشخص صادق في اضطراره فلعلّ قضاء حاجته لا تكون في مصلحته أو مصلحة النظام الكلّي ولم يرد وعد باجابة دعاء كلّ مضطر نعم لا يقدر على قضاء الحوائج الّا اللّه أو خلفاءه وليس معنى هذا اجابة كلّ مضطر وكثيرا ما كان من أصناف المضطرين والعجزة والموالي والمحبّين في ايّام حضور الحجج في مكة والمدينة والكوفة يسألون قضاء حوائجهم فلم تقض ولم تجب ولم يكن الأمر كذلك بانّ كل عاجز يجاب وتقضى حاجته في أيّ زمان ومهما كانت فانّ في هذا اختلال النظام ورفع الأجر والثواب العظيم الجزيل لأصحاب البلاء والمصاب فانّهم إذا رأوا ثوابهم يوم القيامة تمنّوا أن تتقطّع لحومهم بالمقاريض في الدنيا كي يصلوا إلى ثواب اكثر وأجر أوفر ولكن اللّه تعالى مع قدرته الكاملة وغنائه المطلق وعلمه المحيط بذرّات وأجزاء الموجودات لم يؤاخذ خلقه بمثل ذلك .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.