ترجع البدايات المبكرة لاستخدام البحوث الكمية في مجال الإعلام إلى استطلاعات الرأي العام، وتلى ذلك استخدامها في استكشاف الظواهر المرتبطة بالاتصال والإعلام من خلال إبراز بعض المؤشرات الكمية مثل التكرارات والمدة الزمنية، والمنطقة الجغرافية، وغيرها، وربما كانت البداية في دراسة مضمون الجرائد، وبعد لازويل وزملاؤه من ابرز الباحثين الذين قاموا بدراسة مضمون الجرائد على أساس تسجيل عدد مرات ذكر رموز معينة.

وتتنوع مجالات التحليل الكمي في الدراسات الإعلامية بين التحليل الوصفي للمحتوى والتحليل الاستدلالي له. فالتحيل الوصفي يكشف عادة عن مراكز الاهتمام في المحتوى من خلال رصد تكرار النشر أو الإذاعة والمقارنة خلال فترة معينة، والكشف عن وظائف الإعلام وترتيبها وبحث علاقتها بعضها ببعض، بما يعكس اهتمام وسائل الإعلام بهذه الوظائف أيضاً يهدف التحليل الوصفي إلى الكشف عن تدفق المعلومات ومصادرها من جوانب متعددة والكشف عن اتجاهات التبادل الإخباري، فضلاً عن دراسة الفنون في المحتوى، وتحديد الاستمالات المختلفة والإجابة عن الأسئلة الخاصة بهذه الاستمالات.

أما التحليل الاستدلالي للمحتوى فيتجاوز حدود الوصف إلى الاستدلال، حيث يعتمد هذا النوع من التحليل على رصد حركة الظاهرة وهو ما يعرف أحياناً بعلم دلالات الألفاظ حيث يتناول هذا العلم مقارنة المفردات اللغوية التي استخدمت في معنى معين ولمؤلف بالذات بمفردات اللغة الشائعة أي لغة الكلام، ويهتم أيضاً بالتحليل الداخلي للنص