المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27



إثبات غيبة المهدي (عج) وصحة امامته  
  
3672   03:09 مساءً   التاريخ: 2-08-2015
المؤلف : الشيخ ابي علي الفضل بن الحسن الطبرسي
الكتاب أو المصدر : إعلام الورى بأعلام الهدى
الجزء والصفحة : ج2 , ص257-260
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن الحسن المهدي / قضايا عامة /

تدل على إمامته (عليه السلام) ما أثبتناها من أخبار النصوص وهي على ثلاثة أوجه :

أحدها : النص على عدد الأئمّة الاثني عشر وقد جاءت تسميته (عليه السلام) في بعض تلك الأخبار ودلّ البعض على إمامته بما فيه من ذكر العدد من قِبَل أنه لا قائل بهذا العدد في الاُمّة إلاّ من دان بإمامته وكل ما طابق الحقّ فهو حق .

والوجه الثاني : النص عليه من جهة أبيه خاصّة .

والوجه الثالث : النصّ عليه بذكر غيبته وصفتها التي يختصها ووقوعها على الحدّ المذكور من غير اختلاف حتى لم يخرم منه شيئاً وليس يجوز في العادات أن تولد جماعة كذباً يكون خبراً عن كائن فيتفق لهم ذلك على حسب ما وصفوه وإذا كانت أخبار الغيبة قد سبقت زمان الحجّة (عليه السلام) لزمان أبيه وجدّه حتى تعلقت الكيسانية بها في إمامة ابن الحنفيَة والناووسية والممطورة في أبي عبدالله وأبي الحسن موسى (عليهم السلام) وخلّدها المحدّثون من الشيعة في أًصولهم المؤلّفة في أيّام السيدين الباقر والصادق (عليهما السلام) واثروها عن النبي (صلى الله عليه وآله) والأئمّة (عليهم السلام) واحداً بعد واحد صحّ بذلك القول في إمامة صاحب الزمان (عليه السلام) بوجود هذه الصفة له والغيبة المذكورة في دلائله وإعلام إمامته وليس يمكن لأحد دفع ذلك .

ومن جملة ثقات المحدّثين والمصنّفين من الشيعة : الحسن بن محبوب الزرّاد وقد صنّف كتاب المشيخة الذي هو في أُصول الشيعة أشهر من كتاب المزني وأمثاله قبل زمان الغيبة بأكثر من مائة سنة فذكر فيه بعض ما أوردناه من أخبار الغيبة فوافق الخبر الخبر وحصل كل ما تضمّنه الخبر بلا اختلاف .

الممطورة : هم من الواقفين على الامام موسى بن جعفر (عليه السلام) والذاهبين إلى أنه (عليه السلام) لم يمت وأنه هو المهدي الذي يخرج لإقامة العدل وإماتة البدع والأهواء وأنْ الأئمة (عليهم السلام) من بعده ليسوا إلا خلفاء له لا أئمة ينوبون عنه حتى ظهوره  وسموا بذلك الاسم من خلال جدال قام بين علي بن إسماعيل وبينهم حتى قال لهم بعد ان اشد الجدال فيما بينهم : ما أنتم إلاّ كلاب ممطورة أي أنهم أنتن من جيف ؛ لأن الكلاب إذا أصابها المطر تنبعث منها رائحة نتنة ومن جملة ذلك : ما رواه عن ابراهيم الخارقي عن أبي بصير عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال : قلت له : كان أبو جعفر (عليه السلام) يقول : لقائم آل محمد (عليه السلام) غيبتان واحدة طويلة والأخرى قصيرة  .

قال : فقال لي : نعم يا أبا بصير إِحداهما أطول من الاُخرى ثمّ لا يكون ذلك يعني ظهوره حتى يختلف ولد فلان وتضيق الحلقة ويظهر السفياني ويشتد البلاء ويشمل الناس موت وقتل و يلجأون منه إلى حرم الله تعالى وحرم رسوله (صلى الله عليه وآله) فانظر كيف قد حصلت الغيبتان لصاحب الأمر (عليه السلام) على حسب ما تضمنته الأخبار السابقة لوجوده عن آبائه وجدوده (عليهم السلام )، أمّا غيبته الصغرى منهما فهي التي كانت فيها سفراؤه (عليه السلام) موجودين وأبوابه معروفين لا تختلف الامامية القائلون بإمامة الحسن بن علي (عليه السلام) فيهم فمنهم : أبو هاشم داود بن القاسم الجعفري ومحمد بن علي ابن بلال وأبو عمرو عثمان بن سعيد السمّان وابنه أبو جعفر محمد بن عثمان وعمر الأهوازي وأحمد بن إسحاق وأبو محمد الوجناني وابراهيم بن مهزيار ومحمد بن ابراهيم في جماعة أُخر ربّما يأتي ذكرهم عند الحاجة إليهم في الرواية عنهم وكانت مدّة هذه الغيبة أربعاً وسبعين سنة وكان أبو عمرو عثمان بن سعيد العمري (قدس الله روحه) باباً لأبيه وجده (عليهما السلام) من قبل وثقة لهما ثم تولى الباقية من قبله وظهرت المعجزات على يده ولما مضى لسبيله قام ابنه أبو جعفر محمد مقامه رحمهما الله بنصه عليه ومضى على منهاج أبيه (رضي الله عنه) في آخر جمادى الأخرة من سنة أربع أو خمس وثلاثمائة وقام مقامه أبو القاسم الحسين بن روح من بني نوبخت بنصَ أبي جعفر محمد بن عثمان عليه وأقامه مقام نفسه ومات (رضي الله عنه) في شعبان سنة ست وعشرين وثلاثمائة وقام مقامه أبو الحسن علي بن محمد السمّري بنصّ أبي القاسم عليه وتوفّي في النصف من شعبان سنه ثمان وعشرين وثلاثمائة فروي عن أبي محمد الحسن بن أحمد المكتب أنه قال : كنت بمدينة السلام في السنة التي توفي فيها علي بن محمد السمري فحضرته قبل وفاته بأيام ؛ فاخرج إلى الناس توقيعاً نسخته : بسم اللهّ الرحمن الرحيم يا عليّ بن محمد السمري أعظم الله أجر اخوانك فيك فانّك ميّت ما بينك وبين ستّة أيّام فاجمع أمرك ولا توص إلى أحد يقوم مقامك بعد وفاتك فقد وقعت الغيبة التامّة فلا ظهور إلآ بعد أن يأذن الله تعالى ذكره وذلك بعد طول الأمد وقسوة القلوب وامتلاء الأرض جوراً وسيأتي شيعتي من يدّعي المشاهدة ألا فمن ادعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كذّاب مفتر ولا حول ولا قوة إلآ بالله العلي العظيم .

قال : فانتسخنا هذا التوقيع وخرجنا من عنده فلمّا كان اليوم السادس عدنا إليه وهو يجود بنفسه فقيل له : من وصيتك ؟ قال : لله أمر هو بالغة ؛ فقضى . فهذا آخر كلام سمع منه ؛ ثمّ حصلت الغيبة الطولى التي نحن في أزمانها والفرج يكون في آخرها بمشيئة الله تعالى .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.