المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
نظرية الغبار البركاني والغبار الذي يسببه الإنسان Volcanic and Human Dust
2024-11-24
نظرية البقع الشمسية Sun Spots
2024-11-24
المراقبة
2024-11-24
المشارطة
2024-11-24
الحديث المرسل والمنقطع والمعضل.
2024-11-24
اتّصال السند.
2024-11-24

الوظائف الاقتصادية للنقود
29-1-2018
الثواب والعقاب
11-08-2015
الشعور برضا اللَّه‏ يملئ سكان الجنان
3-12-2015
نشأة الإمام الرضا ( عليه السّلام )
28-1-2023
GENDER
2023-12-19
تـكلفـة العمـل المـباشـر فـي المـصارف
2024-04-16


الطائف ترفض الرسالة الإسلامية  
  
1841   03:34 مساءً   التاريخ: 28-3-2022
المؤلف :  المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 1، ص104-105
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / قضايا عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-09-07 336
التاريخ: 3-4-2022 2258
التاريخ: 2-4-2017 3146
التاريخ: 28-5-2017 4284

الطائف ترفض الرسالة الإسلامية[1]:

أدرك رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) أن أذى قريش سيزداد ، وأن خطط المشركين ومساعيهم للقضاء على الرسالة لن تتوقف ، فقد زال غطاؤها الأمني بوفاة أبي طالب ولا بد للرسالة الإسلامية أن تنفتح على جبهة أوسع . وفي الوقت الذي استطاع فيه رسول اللّه أن يبني الإنسان الرسالي سعى لتهيئة قاعدة تتضح فيها معالم الاستقرار والنظام في محيط يمارس فيه الفرد حياته وعلاقاته مع ربه والناس ولينطلق بعد ذلك إلى بناء الحضارة الإسلامية الإنسانية وفق تعاليم السماء ، فوقع اختياره على الطائف حيث تقطن ثقيف كبرى القبائل العربية بعد قريش . ولما انتهى إليها وحده أو بمرافقة زيد بن حارثة أو بمرافقة زيد وعلي[2] ، عمد إلى نفر من ثقيف وهم يومئذ سادتها وأشرافها ، فجلس إليهم ودعاهم إلى اللّه ، وعرض عليهم المهمة التي جاء من أجلها وهي أن ينصروه في دعوته ويمنعوه من قومه فلم يعبأوا لدعوته وردوا عليه ساخرين فقال أحدهم : إنني أمزق ثياب الكعبة إن كان اللّه أرسلك ، وقال آخر : واللّه لا أكلمك أبدا ولئن كنت رسولا من اللّه كما تقول لأنت أعظم خطرا من أن أردّ عليك الكلام ولئن كنت تكذب على اللّه ما ينبغي لي أن أكلمك . وردّ الآخر قائلا : أعجز على اللّه أن يرسل غيرك ؟ ! [3].

بعد هذا الرد الجاف والعنيف قام ( صلّى اللّه عليه واله ) من عندهم بعد أن طلب منهم أن يكتموا ما جرى بينه وبينهم ؛ إذ كره أن يبلغ قريش ذلك فيجرّئهم عليه ، لكن زعماء ثقيف لم يستجيبوا لطلبه وأغروا به سفهاءهم وعبيدهم فأخذوا يسبّونه ويصيحون به ، ويرمونه بالحجارة ، فلم يكن يرفع قدما ويضع أخرى إلّا على الحجارة حتى اجتمع عليه الناس وألجأوه إلى بستان لعتبة وشيبة ابني ربيعة ، وكانا هناك فتفرق عنه سفهاء الطائف ، وقدماه تنزفان دما ، فعمد إلى ظل كرمة ونادى ربّه : « اللهم إليك أشكو ضعف قوتي ، وقلة حيلتي ، وهواني على الناس يا أرحم الراحمين ، أنت ربّ المستضعفين وأنت ربّي ، إلى من تكلني ؟ إلى بعيد يتجهمني أم إلى عدو ملكته أمري ؟ إن لم يكن بك غضب عليّ فلا أبالي ولكن عافيتك هي أوسع لي » .

ولم يلق رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) إلّا التفاتة عطف من رجل نصراني ضعيف وجد في رسول اللّه ملامح النبوة [4].

وحين انصرف رسول اللّه من الطائف راجعا إلى مكة بعد أن يئس من خير ثقيف كان محزونا حيث لم يستجب له أحد فنزل نخلة ( بين مكة والطائف ) . وفي جوف الليل وحين كان يصلّي مرّ به نفر من الجن واستمعوا للقرآن فلمّا فرغ من صلاته ولّوا إلى قومهم منذرين بعد أن آمنوا به وأجابوا إلى ما سمعوا ، وقصّ اللّه خبرهم عليه قائلا : وَإِذْ صَرَفْنا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ إلى قوله تعالى : وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ [5].

 


[1] كان خروجه ( صلّى اللّه عليه واله ) إلى الطائف لليال بقين من شوال سنة عشرة من البعثة .

[2] راجع شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : 4 / 127 و 14 / 97 .

[3] ( 1 ) السيرة النبوية : 1 / 420 ، بحار الأنوار : 19 / 6 و 7 و 22 ، إعلام الورى : 1 / 133 .

[4] ( 2 ) الطبري : 2 / 426 ، أنساب الأشراف : 1 / 227 ، تأريخ اليعقوبي : 2 / 36 السيرة النبوية : 1 / 420 .

[5] ( 3 ) تاريخ الطبري : 2 / 346 ، وسيرة ابن هشام : 2 / 63 ، والطبقات : 1 / 312 . راجع سورة الأحقاف : 29 - 31 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.