المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
نظرية زحزحة القارات وحركة الصفائح Plate Tectonic and Drifting Continents
2024-11-24
نظرية ثاني اوكسيد الكاربون Carbon dioxide Theory
2024-11-24
نظرية الغبار البركاني والغبار الذي يسببه الإنسان Volcanic and Human Dust
2024-11-24
نظرية البقع الشمسية Sun Spots
2024-11-24
المراقبة
2024-11-24
المشارطة
2024-11-24

طريقة الايزوسيانات Isocyanate method
2024-03-02
محمد بن علي بن معمر الكوفي
5-2-2018
الاعراض السلوكية للطفل بعد فقدان الاب
30-4-2017
تحرير الآراء وتعيين رأي المشهور في القراءات
30-04-2015
أنواع الناقلات الأيونية
2024-01-20
باب التوبة مفتوح للجميع
3-4-2016


اليهود في الجزيرة العربية  
  
336   09:38 صباحاً   التاريخ: 2024-09-07
المؤلف : الشيخ علي الكوراني
الكتاب أو المصدر : السيرة النبوية عند أهل البيت عليهم السلام
الجزء والصفحة : ج1، ص57-63
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / قضايا عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-4-2017 3136
التاريخ: 2-7-2017 5411
التاريخ: 30-3-2017 3091
التاريخ: 28-6-2017 2871

1 . هاجر اليهود إلى الجزيرة ينتظرون النبي الموعود

هاجر جماعات من اليهود مع أحبارهم بعد المسيح ( عليه السلام ) إلى الجزيرة العربية ، بانتظار النبي الأخير الذي وعدهم أنبياؤهم « عليهم السلام » بأنه سيظهر فيها .

قال إسحاق بن عمار « الكافي : 8 / 310 » : « سألت أبا عبد الله ( عليه السلام ) عن قول الله تبارك وتعالى : وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ ؟ قال : كانوا قوماً فيما بين محمد وعيسى صلى الله عليهما ، وكانوا يتوعدون أهل الأصنام بالنبي ( صلى الله عليه وآله ) ويقولون : ليخرجن نبي فليكسرن أصنامكم ، وليفعلن بكم وليفعلن ، فلما خرج رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) كفروا به » .

وفي الكافي : 8 / 308 ، عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) قال : « كانت اليهود تجد في كتبها أن مهاجر محمد ( صلى الله عليه وآله ) ما بين عير وأحد ، فخرجوا يطلبون الموضع فمروا بجبل يسمى حَداد فقالوا : حداد وأحد سواء ، فتفرقوا عنده فنزل بعضهم بتيماء وبعضهم بفدك وبعضهم بخيبر ، فاشتاق الذين بتيماء إلى بعض إخوانهم ، فمرَّ بهم أعرابي من قيس فتكاروا منه وقال لهم أمرُّ بكم ما بين عير وأحد ، فقال له : إذا مررت بهما فآذنَّا بهما ، فلما توسط بهم أرض المدينة قال لهم : ذاك عير وهذا أحد ، فنزلوا عن ظهر إبله وقالوا : قد أصبنا بغيتنا ، فلا حاجة لنا في إبلك فاذهب حيث شئت ! وكتبوا إلى إخوانهم الذين بفدك وخيبر : أنا قد أصبنا الموضع فهلموا إلينا ، فكتبوا إليهم : أنا قد استقرت بنا الدار واتخذنا الأموال وما أقربنا منكم ، فإذا كان ذلك فما أسرعنا إليكم . فاتخذوا بأرض المدينة الأموال ، فلما كثرت أموالهم بلغ تُبَّعٌ فغزاهم فتحصنوا منه فحاصرهم ، وكانوا يَرِقُّونَ لضعفاء أصحاب تُبَّع فيلقون إليهم بالليل التمر والشعير ، فبلغ ذلك تُبَّع فرقَّ لهم وآمنهم ، فنزلوا إليه فقال لهم : إني قد استطبت بلادكم ولا أراني إلا مقيماً فيكم فقالوا له : إنه ليس ذاك لك ، إنها مهاجر نبي وليس ذلك لأحد حتى يكون ذلك فقال لهم : إني مخلف فيكم من أسرتي من إذا كان ذلك ساعده ونصره ، فخلف حيين الأوس والخزرج ، فلما كثروا بها كانوا يتناولون أموال اليهود وكانت اليهود تقول لهم : أما لو قد بعث محمد ليخرجنكم من ديارنا وأموالنا ، فلما بعث الله عز وجل محمداً ( صلى الله عليه وآله ) آمنت به الأنصار وكفرت به اليهود وهو قول الله عز وجل : وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللهِ عَلَى الكَافِرِينَ » .

أقول : يدل هذا الحديث على أن اليهود كانوا في المدينة قبل الأوس والخزرج ، وقد تحالفوا ، لكن الأنصار صاروا أقوى منهم لمحيطهم العربي ، فاحتاج اليهود إلى أن يتحالفوا معهم ويكونوا في جوارهم .

وفي المحتضر / 276 ، عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قال : « إن الله تعالى أخبر رسوله ( صلى الله عليه وآله ) بما كان من إيمان الأمم السابقة . وإن اليهود قبل ظهوره كانوا يستفتحون على أعدائهم بذكره والصلاة عليه ، وكان الله عز وجل أمر اليهود في أيام موسى وبعده إذا دهمهم أمرٌ ودهمتهم داهية أن يدعوا الله بمحمد وآله ( صلى الله عليه وآله ) ، وكانوا يفعلون ذلك ويستنصرون به ، حتى كانت اليهود من أهل المدينة قبل ظهور النبي ( صلى الله عليه وآله ) بسنين كثيرة يفعلون ذلك ، ويكفون البلاء والداهية الدهياء » .

وفي تفسير القمي : 1 / 32 : « فكانت اليهود يقولون للعرب قبل مجئ النبي ( صلى الله عليه وآله ) : أيها العرب هذا أوان نبي يخرج بمكة ويكون هجرته بالمدينة ، وهو آخر الأنبياء وأفضلهم ، في عينيه حمرة وبين كتفيه خاتم النبوة ، يلبس الشملة ويجتزي بالكسرة والتميرات ، ويركب الحمار عُرْيَةً ، وهو الضحوك القتال ، يضع سيفه على عاتقه ولا يبالي بمن لاقى . يبلغ سلطانه منقطع الخف والحافر ، وليقتلنكم الله به يا معشر العرب قتل عاد ، فلما بعث الله نبيه بهذه الصفة حسدوه وكفروا به كما قال الله : وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ » .

وفي تفسير الإمام العسكري ( عليه السلام ) / 393 : « قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : وكانت اليهود قبل ظهورمحمد ( صلى الله عليه وآله ) بعشر سنين تعاديهم أسد وغطفان ويقصدون أذاهم ، وكانوا يستدفعون شرورهم وبلاءهم بسؤالهم ربهم بمحمد وآله الطيبين ، حتى قصدتهم في بعض الأوقات أسد وغطفان في ثلاثة آلاف فارس إلى بعض قرى اليهود حوالي المدينة ، فتلقاهم اليهود وهم ثلاث مائة فارس ، ودعوا الله بمحمد وآله الطيبين الطاهرين فهزموهم وقطعوهم . . . فلما ظهر محمد ( صلى الله عليه وآله ) حسدوه ، إذ كان من العرب ، فكذبوه » !

وفي الدر المنثور : 1 / 88 : « كانت يهود بني قريظة والنضير قبل أن يبعث محمد يستفتحون الله به يدعون على الذين كفروا ويقولون : اللهم إنا نستنصرك بحق النبي الأمي إلا نصرتنا عليهم ، فينصرون » ! والإستفتاح على العدو : طلب النصر عليه ، ويشمل الاستعانة عليه بأحد ، أو شيء ، أو دعاء .

وجبل حَدَد « معجم البلدان : 2 / 229 » « مطل على تيماء . . قال النابغة : ساق الرفيدات من جَوْشٍ ومن حَدَدِ » واحتمل المجلسي تصحيفه عن حداد ، وقد يكون الشاعر خففه .

هذا ، وقول أهل البيت « عليهم السلام » إن هجرة اليهود إلى الجزيرة كانت بعد المسيح ( عليه السلام ) يرد ما زعمه بعض الكتاب الغربيين من أنه كان في الجزيرة مواطنون يهود كأبناء إسماعيل ( عليه السلام ) . كما أن تُبَّعاً ملك اليمن والعرب ، كان بعد عيسى ( عليه السلام ) وقد أسكن الأنصار في المدينة ، فكثروا فهابهم اليهود وتحالفوا معهم .

2 . أخبر اليهود العرب بولادة النبي الموعود ( ( صلى الله عليه وآله ) )

اشتهر خبر الحاخام يوسف اليهودي من مكة ، ففي كمال الدين / 196 ، عن علي بن إبراهيم عن رجاله : « كان بمكة يهودي يقال له يوسف ، فلما رأى النجوم يقذف بها وتتحرك قال : هذا نبي قد ولد في هذه الليلة ، وهو الذي نجده في كتبنا أنه إذا ولد وهو آخر الأنبياء ، رُجمت الشياطين وحجبوا عن السماء .

فلما أصبح جاء إلى نادي قريش فقال : يا معشر قريش هل ولد فيكم الليلة مولود ؟ قالوا : لا . قال : أخطأكم والتوراة ، ولد إذاً بفلسطين ، وهو آخر الأنبياء وأفضلهم ! فتفرق القوم فلما رجعوا إلى منازلهم أخبر كل رجل منهم أهله بما قال اليهودي فقالوا : لقد ولد لعبد الله بن عبد المطلب ابنٌ في هذه الليلة ، فأخبروا بذلك يوسف اليهودي فقال لهم : قبل أن أسألكم أو بعده ؟ قالوا : قبل ذلك ، قال : فاعرضوه عليَّ ، فمشوا إلى باب آمنة فقالوا : أخرجي ابنك ينظر إليه هذا اليهودي ، فأخرجته في قماطه فنظر في عينيه ، وكشف عن كتفيه فرأى شامة سوداء بين كتفيه وعليها شعرات ، فلما نظر إليه وقع على الأرض مغشياً عليه ، فتعجب منه قريش وضحكوا منه فقال : أتضحكون يا معشر قريش ، هذا نبي السيف ، ليبيرنكم ، وقد ذهبت النبوة من بني إسرائيل إلى آخر الأبد . . الخ . » .

كما انتشر بين العرب خبر بَحِيرا الراهب الآتي ، وإخباره بنبوة نبينا ( صلى الله عليه وآله ) وتحذيره عمه أبا طالب « رحمه الله » من خطر اليهود عليه ! ومن جهة أخرى : ملأت آذان الأوس والخزرج بشائر حلفائهم اليهود بالنبي ( صلى الله عليه وآله ) ، فكان ذلك سبب إيمانهم به . وروت المصادر قصة أسعد بن زرارة ، أحد زعماء الأوس ، لما ذهب إلى مكة ليتحالف مع قريش ضد الخزرج ، فرأى النبي ( صلى الله عليه وآله ) وأسلم :

قال الطبرسي في إعلام الورى : 1 / 138 : « وكان أسعد وذكوان وجميع الأوس والخزرج يسمعون من اليهود الذين كانوا بينهم النضير وقريظة وقينقاع ، أن هذا أوان نبي يخرج بمكة يكون مهاجره بالمدينة ، لنقتلنكم به يا معشر العرب . .

فلما سمع أسعد هذا قال له : أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله . . . والله يا رسول الله لقد كنا نسمع من اليهود خبرك ويبشروننا بمخرجك ، ويخبروننا بصفتك ، وأرجو أن تكون دارنا دار هجرتك وعندنا مقامك ، فقد أعلمنا اليهود ذلك ، فالحمد لله الذي ساقني إليك ، والله ما جئت إلا لطلب الحلف على قومنا ، وقد آتانا الله بأفضل مما أتيت له » !

3 . سبب معاداة اليهود للنبي ( ( صلى الله عليه وآله ) ) أنه من بني إسماعيل !

صرح اليهود بأن سبب عدائهم للنبي ( صلى الله عليه وآله ) أنه من غيرهم وهم يريدونه منهم ! وقد أغمي على الحاخام يوسف لما ولد ( صلى الله عليه وآله ) لأن النبوة كما قال : ذهبت من

بني إسرائيل إلى الأبد ! « وقالوا : إنما كانت الرسل من بني إسرائيل ، فما بال هذا من بني إسماعيل » ! أسباب النزول / 17 .

وطلبوا منه ( صلى الله عليه وآله ) أن يعلن أنه رسولٌ خاص لهم ليؤمنوا به !

ففي أمالي الصدوق / 254 ، عن علي ( عليه السلام ) : « جاء نفر من اليهود إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقالوا : يا محمد ، أنت الذي تزعم أنك رسول الله ، وأنك الذي يوحى إليك كما أوحي إلى موسى بن عمران ؟ فسكت النبي ( صلى الله عليه وآله ) ساعة ، ثم قال : نعم ، أنا سيد ولد آدم ولا فخر ، وأنا خاتم النبيين وإمام المتقين ورسول رب العالمين .

قالوا : إلى من ، إلى العرب أم إلى العجم أم إلينا ؟ فأنزل الله عز وجل هذه الآية : قُلْ « يا محمد » يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً » .

ونشط اليهود من أول بعثة النبي ( صلى الله عليه وآله ) في تعليم قريش الخطط لعدائه ( صلى الله عليه وآله ) وقتله ! فكانوا يتبادلون معهم المشورة . ففي تفسير الطبري : 15 / 238 : « بعثت قريش النضر بن الحارث ، وعقبة بن أبي معيط إلى أحبار يهود بالمدينة ، فقالوا لهم : سلوهم عن محمد وصفوا لهم صفته وأخبروهم بقوله ، فإنهم أهل الكتاب الأول ، وعندهم علم ما ليس عندنا من علم الأنبياء » .

وتطور تعاونهم حتى وصل إلى تحشيد الأحزاب لغزو المدينة واستئصال محمد وبني عبد المطلب ، بزعمهم . ثم واصلوا عملهم مع قريش بعد هزيمة الأحزاب ، وكانوا يضعون الخطط لقتله ( صلى الله عليه وآله ) وأخذ خلافته ، وإبعاد عترته !

لذا يجب علينا في دراسة السيرة رصد نشاط اليهود في حياة النبي ( صلى الله عليه وآله ) وتأثيرهم على قادة قريش ، ورصد مجموعة الصحابة الذين كانوا يدرسون عندهم ، ويتصلون بهم وقد ابتكر لهم النبي ( صلى الله عليه وآله ) اسم « المُتَهَوِّكِين » وحذر المسلمين منهم !

وقوله تعالى يكشف اتفاقية سرية بين قريش واليهود ضد النبي ( صلى الله عليه وآله ) ! قال تعالى : إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ . ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الأمر وَاللهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ .

محمّد : 25 - 26 .

وقد بقي اليهود في جزيرة العرب خمسة قرون ، وتكلموا العربية ، وكان العرب يحترمونهم ويرجعون إليهم في مسائل التنبؤ بالمستقبل ، واستمر ذلك في الصحابة حتى بعد بعثة النبي ( صلى الله عليه وآله ) !

فقد كانت عائشة زوجة النبي ( صلى الله عليه وآله ) وأبوها معجبين بالثقافة اليهودية !

روى مالك في الموطأ : 2 / 943 : « أن أبا بكر دخل على عائشة وهي تشتكي ويهودية ترقيها ! فقال أبو بكر : إرقيها بكتاب الله » . فهي تثق بدعاء العجوز اليهودية أكثر مما تثق بنفسها وما علمها النبي ( صلى الله عليه وآله ) ! وسواء قصد أبوها : إرقيها بكتاب الله ، القرآن ، أو التوراة ، فهو يعلن أن اليهودية بمستوى أن ترقي زوجة النبي ( صلى الله عليه وآله ) !

وقد قلد فقهاء السلطة عائشة وأفتوا بأنه يجوز للمسلم أن يسترقي اليهودي !

والخلاصة : أن اليهود كانوا مقربين ولهم كلمتهم في « دار الخلافة » في المدينة ، وفي « بلاط الخلافة » بالشام . وكان حاخاماتهم مستشارين ثقافيين وسياسيين للخليفة ، فأثروا في سياسة الدولة وفي ثقافة الأمة تأثيراً كبيراً !

4 . كتب النبي ( ( صلى الله عليه وآله ) ) عهداً مع اليهود للتعايش

عندما هاجر النبي ( صلى الله عليه وآله ) إلى المدينة ، كتب مع فئات اليهود معاهدة تعايش :

أما بنو قينقاع الصاغة ، فنقضوا الصلح ، فسار إليهم النبي ( صلى الله عليه وآله ) بعد عشرين يوماً من وقعة بدر ، فتحصنوا فحاصرهم خمسة عشر يوماً حتى نزلوا على حكمه فأوثقهم كتافاً ، ووهبهم لحليفهم المنافق عبد الله بن سلول ، وأمرهم أن يخرجوا من المدينة ، فخرجوا إلى أذرعات الشام ، وكانوا ست مئة مقاتل .

وأما بنو النضير ، فتآمروا على النبي ( صلى الله عليه وآله ) ليقتلوه ونزلت فيهم سورة الحشر ، فبعث إليهم أن أخرجوا من المدينة ولا تساكنوني بها ، فأرسل إليهم عبد الله بن أبي ،

أن لا تخرجوا من دياركم ، فإن معي ألفين يموتون دونكم وينصركم بنو قريظة وحلفاؤكم من غطفان ، فبعث رئيسهم حيي بن أخطب إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) : إنا لا نخرج من ديارنا فاصنع ما بدا لك ! فكبر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وكبر أصحابه !

وأمر علياً ( عليه السلام ) بالمسير إليهم فحاصرهم وقتل نخبة فرسانهم ، ولم ينصرهم عبد الله بن أبيّ ، ولا بنو قريظة ، ولا حلفاؤهم من غطفان !

وبعد أيام من الحصار قالوا للنبي ( صلى الله عليه وآله ) : نخرج من بلادك فأعطنا أموالنا فقال : لا ، ولكن تخرجون ولكم ما حملت الإبل ، فخرجوا إلى وادي القرى والشام .

وأما بنو قريظة ، فبقوا على صلحهم مع النبي ( صلى الله عليه وآله ) حتى ذهب زعماؤهم إلى مكة وتحالفوا مع أبي سفيان لغزو المدينة في حرب الأحزاب ، ثم تجولوا على قبائل نجد والجزيرة يحثونهم على حرب النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، ويعدونهم بتمر خيبر .

وعندما حاصرالأحزاب المدينة مزق بنو قريظة عهدهم مع النبي ( صلى الله عليه وآله ) لكنهم طلبوا من الأحزاب رهائن حتى لا يذهبوا ويتركوهم وحدهم مقابل النبي ، فلم يعطوهم ، ولما انهزم الأحزاب سار إليهم النبي ( صلى الله عليه وآله ) فحاصرهم حتى نزلوا على حكم حليفهم سعد بن معاذ ، فحكم بقتل من حرض منهم وكانوا ثلاث مئة .

وأما يهود خيبر ، فكانوا أكبر قوة لليهود ، وقد شاركوا في مؤامراتهم على النبي ( صلى الله عليه وآله ) فقصدهم في السنة السابعة للهجرة ، وأخضعهم وانتصر عليهم .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.