المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4870 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{ان أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه}
2024-10-31
{ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا}
2024-10-31
أكان إبراهيم يهوديا او نصرانيا
2024-10-31
{ قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله}
2024-10-31
المباهلة
2024-10-31
التضاريس في الوطن العربي
2024-10-31

انشاء مزرعة تسمين حيوانات اللحم
15-1-2018
David Gilbarg
25-12-2017
مرض الحمى القلاعية (أو مرض الفم والقدم) Foot and Mouth disease الذي يصيب الابقار
2024-10-11
أجزاء المجهر المركب
29-6-2016
Hybrid Individual
19-5-2016
الفخر
23-03-2015


الثواب والعقاب  
  
1375   10:17 صباحاً   التاريخ: 11-08-2015
المؤلف : ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ ﺍﻟﻔﺎﺿﻞ ﺍﻟﻤﻘﺪﺍﺩ ﺍﻟﺴﻴﻮﺭﻱ
الكتاب أو المصدر : النافع يوم الحشر في شرح الباب الحادي عشر
الجزء والصفحة : ص 293
القسم : العقائد الاسلامية / المعاد / الثواب و العقاب /

 اﻥ ﻣﻦ ﺟﻤﻠﺔ ﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﺑﻪ ﺍﻟﻨﺒﻲ (ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ) ﺍﻟﺜﻮﺍﺏ ﻭﺍﻟﻌﻘﺎﺏ (1) ﻭﻗﺪ ﺍﺧﺘﻠﻒ ﻓﻲ ﺃﻧﻬﻤﺎ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﻥ ﻋﻘﻼ ﺃﻡ ﺳﻤﻌﺎ، ﺃﻣﺎ ﺍﻷﺷﺎﻋﺮﺓ ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ ﺳﻌﻤﺎ، ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻤﻌﺘﺰﻟﺔ ﻓﻘﺎﻝ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺜﻮﺍﺏ ﺳﻤﻌﻲ ﺇﺫ ﻻ ﻳﻨﺎﺳﺐ ﺍﻟﻄﺎﻋﺎﺕ ﻭﻻ ﻳﻜﺎﻓﻲ ﻣﺎ ﺻﺪﺭ ﻋﻨﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻌﻢ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﻓﻼ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﺷﺊ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻠﺘﻬﺎ ﻭﻫﻮ ﻣﺬﻫﺐ ﺍﻟﺒﻠﺨﻲ، ﻭﻗﺎﻟﺖ ﻣﻌﺘﺰﻟﺔ ﺍﻟﺒﺼﺮﺓ ﺃﻧﻪ ﻋﻘﻠﻲ ﻻﻗﺘﻀﺎﺀ ﺍﻟﺘﻜﻠﻴﻒ ﺫﻟﻚ ﻭﻟﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الواقعة: 24]. ﻭﺃﻭﺟﺒﺖ ﺍﻟﻤﻌﺘﺰﻟﺔ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﻟﻠﻜﺎﻓﺮ ﻭﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ ﺣﺘﻤﺎ، ﻭﻗﺪ ﺗﻘﺪﻡ ﻟﻚ ﻣﻦ ﻣﺬﻫﺒﻨﺎ ﻣﺎ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﺏ ﺍﻟﺜﻮﺍﺏ ﻋﻘﻼ، ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﻓﻬﻮ ﻭﺇﻥ ﺍﺷﺘﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻄﻴﻔﺔ ﻟﻜﻦ ﻻ ﻳﺠﺰﻡ ﺑﻮﻗﻮﻋﻪ ﻓﻲ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻤﻮﺕ ﻋﻠﻰ ﻛﻔﺮﻩ.

ﻭﻫﻨﺎ ﻓﻮﺍﺋﺪ:

ﺍﻷﻭﻟﻰ: ﻳﺴﺘﺤﻖ ﺍﻟﺜﻮﺍﺏ ﻭﺍﻟﻤﺪﺡ ﺑﻔﻌﻞ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﻭﺍﻟﻤﻨﺪﻭﺏ ﻭﻓﻌﻞ ﺿﺪ ﺍﻟﻘﺒﻴﺢ ﺃﻭ ﺍﻻﺧﻼﻝ ﺑﻪ، ﺑﺸﺮﻁ ﺃﻥ ﻳﻔﻌﻞ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﻟﻮﺟﻮﺑﻪ ﺃﻭ ﻟﻮﺟﻪ ﻭﺟﻮﺑﻪ، ﻭﺍﻟﻤﻨﺪﻭﺏ ﻛﺬﻟﻚ ﻭﻛﺬﺍ ﻓﻌﻞ ﺿﺪ ﺍﻟﻘﺒﻴﺢ ﺃﻭ ﺍﻻﺧﻼﻝ ﺑﻪ ﻟﻘﺒﺤﻪ ﻻ ﻷﻣﺮ ﺁﺧﺮ ﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ، ﻭﻳﺴﺘﺤﻖ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺬﻡ ﺑﻔﻌﻞ ﺍﻟﻘﺒﻴﺢ ﻭﺍﻻﺧﻼﻝ ﺑﺎﻟﻮﺍﺟﺐ.

ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ: ﻳﺠﺐ ﺩﻭﺍﻡ ﺍﻟﺜﻮﺍﺏ ﻭﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﻟﻠﻤﺴﺘﺤﻖ ﻣﻄﻠﻘﺎ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﺣﻖ ﻣﻦ ﻳﻤﻮﺕ ﻋﻠﻰ ﺇﻳﻤﺎﻧﻪ، ﻭﻣﻦ ﻳﻤﻮﺕ ﻋﻠﻰ ﻛﻔﺮﻩ ﻟﺪﻭﺍﻡ ﺍﻟﻤﺪﺡ ﻭﺍﻟﺬﻡ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﺤﻘﺎﻥ ﺑﻪ، ﻭﻳﺤﺼﻞ ﻧﻘﻴﺾ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻟﻮ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﺇﺫ ﻻ ﻭﺍﺳﻄﺔ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻭﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻧﺎ ﺧﺎﻟﺼﻴﻦ ﻣﻦ ﻣﺨﺎﻟﻄﺔ ﺍﻟﻀﺪ، ﻭﺇﻻ ﻟﻢ ﻳﺤﺼﻞ ﻣﻔﻬﻮﻣﻬﻤﺎ، ﻭﻳﺠﺐ ﺍﻗﺘﺮﺍﻥ ﺍﻟﺜﻮﺍﺏ ﺑﺎﻟﺘﻌﻈﻴﻢ ﻭﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﺑﺎﻹﻫﺎﻧﺔ، ﻷﻥ ﻓﺎﻋﻞ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﻣﺴﺘﺤﻖ ﻟﻠﺘﻌﻈﻴﻢ ﻣﻄﻠﻘﺎ، ﻭﻓﺎﻋﻞ ﺍﻟﻤﻌﺼﻴﺔ ﻣﺴﺘﺤﻖ ﻟﻺﻫﺎﻧﺔ ﻣﻄﻠﻘﺎ.

ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ: ﺍﺳﺘﺤﻘﺎﻕ ﺍﻟﺜﻮﺍﺏ ﻳﺠﻮﺯ ﺗﻮﻗﻔﻪ ﻋﻠﻰ ﺷﺮﻁ، ﺇﺫ ﻟﻮﻻ ﺫﻟﻚ ﻟﻜﺎﻥ ﺍﻟﻌﺎﺭﻑ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﻊ ﺟﻬﻠﻪ ﺑﺎﻟﻨﺒﻲ (ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ) ﻣﺴﺘﺤﻘﺎ ﻟﻪ ﻭﻫﻮ ﺑﺎﻃﻞ، ﻓﺈﺫﻥ ﻫﻮ ﻣﺸﺮﻭﻁ ﺑﺎﻟﻤﻮﺍﻓﺎﺓ ﻟﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ} [الزمر: 65]، ﻭﻟﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ} [البقرة: 217].

ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ} [الأنعام: 82] ﺃﻭﻟﺌﻚ ﻳﺴﺘﺤﻘﻮﻥ ﺍﻟﺜﻮﺍﺏ ﺍﻟﺪﺍﺋﻢ ﻣﻄﻠﻘﺎ، ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﻔﺮﻭﺍ ﻭﻣﺎﺗﻮﺍ ﻭﻫﻢ ﻛﻔﺎﺭ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﻳﺴﺘﺤﻘﻮﻥ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﺍﻟﺪﺍﺋﻢ ﻣﻄﻠﻘﺎ، ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺁﻣﻦ ﻭﺧﻠﻂ ﻋﻤﻼ ﺻﺎﻟﺤﺎ ﻭﺁﺧﺮ ﺳﻴﺌﺎ، ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺴﺊ ﺻﻐﻴﺮﺍ ﻓﺬﻟﻚ ﻳﻘﻊ ﻣﻐﻔﻮﺭﺍ ﺇﺟﻤﺎﻋﺎ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻛﺒﻴﺮﺍ ﻓﺄﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﻮﺍﻓﻲ ﺑﺎﻟﺘﻮﺑﺔ ﻓﻬﻮ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺜﻮﺍﺏ ﻣﻄﻠﻘﺎ ﺇﺟﻤﺎﻋﺎ، ﻭﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﻮﺍﻑ ﺑﻬﺎ ﻓﺈﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﺛﻮﺍﺏ ﺇﻳﻤﺎﻧﻪ ﺃﻭ ﻻ، ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺑﺎﻃﻞ ﻻﺳﺘﻠﺰﺍﻣﻪ ﺍﻟﻈﻠﻢ، ﻭﻟﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ } [الزلزلة: 7]، ﻓﺘﻌﻴﻦ ﺍﻷﻭﻝ، ﻓﺄﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﺜﺎﺏ ﺛﻢ ﻳﻌﺎقب ﻭﻫﻮ ﺑﺎﻃﻞ ﺑﺎﻻﺟﻤﺎﻉ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻣﻦ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻻ ﻳﺨﺮﺝ ﻣﻨﻬﺎ، ﻓﺤﻴﻨﺌﺬ ﻳﻠﺰﻡ ﺑﻄﻼﻥ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﺃﻭ ﻳﻌﺎﻗﺐ ﺛﻢ ﻳﺜﺎﺏ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ، ﻭﻟﻘﻮﻟﻪ (ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ) ﻓﻲ ﺣﻖ ﻫﺆﻻﺀ: ﻳﺨﺮﺟﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﻫﻢ ﻛﺎﻟﺤﻤﻢ ﺃﻭ ﻛﺎﻟﻔﺤﻢ ﻓﻴﺮﺍﻫﻢ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻓﻴﻘﻮﻟﻮﻥ ﻫﺆﻻﺀ ﺟﻬﻨﻤﻴﻮﻥ (2) ﻓﻴﺆﻣﺮ ﺑﻬﻢ ﻓﻴﻐﻤﺴﻮﻥ ﻓﻲ عين ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻥ ﻓﻴﺨﺮﺟﻮﻥ ﻭﻭﺟﻮﻫﻬﻢ ﻛﺎﻟﺒﺪﺭ ﻓﻲ ﻟﻴﻠﺔ ﺗﻤﺎﻣﻪ.

 ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﺍﻟﺪﺍﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺎﺏ ﺍﻟﻌﺼﺎﺓ ﻭﺍﻟﻔﺠﺎﺭ ﻭﺧﻠﻮﺩﻫﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻓﺎﻟﻤﺮﺍﺩ ﺑﺎﻟﺨﻠﻮﺩ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﻜﺚ ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ، ﻭﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻟﻪ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻛﺜﻴﺮ، ﻭﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﺑﺎﻟﻔﺠﺎﺭ ﻭﺍﻟﻌﺼﺎﺓ ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﻮﻥ ﻓﻲ ﻓﺠﻮﺭﻫﻢ ﻭﻋﺼﻴﺎﻧﻬﻢ ﻭﻫﻢ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ، ﺑﺪﻟﻴﻞ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {أُولَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ} [عبس: 42]، ﺗﻮﻓﻴﻘﺎ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﺍﻟﺪﺍﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﺧﺘﺼﺎﺹ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﺑﺎﻟﻜﻔﺎﺭ ﻧﺤﻮ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ عَلَى الْكَافِرِينَ} [النحل: 27] ﻭﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻵﻳﺎﺕ. ﺛﻢ ﺍﻋﻠﻢ: ﺃﻥ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ ﺇﻧﻤﺎ ﻳﻌﺎﻗﺐ ﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﺤﺼﻞ ﻟﻪ ﺃﺣﺪ ﺍﻷﻣﺮﻳﻦ:

ﺍﻷﻭﻝ: ﻋﻔﻮ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺮﺟﻮ ﻣﺘﻮﻗﻊ، ﺧﺼﻮﺻﺎ ﻭﻗﺪ ﻭﻋﺪ ﺑﻪ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ} و{وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} [الشورى: 25،30] {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء: 48]، {وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ} [الرعد: 6](3)، ﻭﺧﻠﻒ ﺍﻟﻮﻋﺪ ﻏﻴﺮ ﻣﺴﺘﺤﺴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻮﺍﺩ ﺍﻟﻤﻄﻠﻖ، ﻭﻟﺘﻤﺪﺣﻪ ﺑﺄﻧﻪ ﻏﻔﻮﺭ ﺭﺣﻴﻢ ﻭﻟﻴﺲ ﺫﻟﻚ ﻣﺘﻮﺟﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺼﻐﺎﺋﺮ ﻭﻻ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻜﺒﺎﺋﺮ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ﻟﻺﺟﻤﺎﻉ ﻋﻠﻰ ﺳﻘﻮﻁ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﻓﻴﻬﻤﺎ ﻓﻼ ﻓﺎﺋﺪﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻔﻮ ﺣﻴﻨﺌﺬ ﻓﺘﻌﻴﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻠﻜﺒﺎﺋﺮ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ (4) ﻭﺫﻟﻚ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ.

ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ: ﺷﻔﺎﻋﺔ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ (ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ) ﻓﺈﻥ ﺷﻔﺎﻋﺘﻪ ﻣﺘﻮﻗﻌﺔ، ﺑﻞ ﻭﺍﻗﻌﺔ ﻟﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} [محمد: 19]. ﻭﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ ﻣﺆﻣﻦ ﻟﺘﺼﺪﻳﻘﻪ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ (ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ) ﻭﺇﻗﺮﺍﺭﻩ ﺑﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﺑﻪ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻫﻮ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ، ﺇﺫ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻫﻮ ﺍﻟﺘﺼﺪﻳﻖ ﻭﻫﻮ ﻫﻨﺎ ﻛﺬﻟﻚ، ﻭﻟﻴﺴﺖ ﺍﻵﻣﺎﻝ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺔ ﺟﺰ ﻣﻨﻪ ﻟﻌﻄﻔﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﻤﻘﺘﻀﻲ ﻟﻤﻐﺎﻳﺮﺗﻬﺎ ﻟﻪ، ﻭﺇﺫﺍ ﺃﻣﺮ ﺑﺎﻻﺳﺘﻐﻔﺎﺭ ﻟﻢ ﻳﺘﺮﻛﻪ ﻟﻌﺼﻤﺘﻪ، ﻭﺍﺳﺘﻐﻔﺎﺭﻩ ﻷﻣﺘﻪ ﻣﻘﺒﻮﻝ ﺗﺤﺼﻴﻼ ﻟﻤﺮﺿﺎﺗﻪ ﻟﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى} [الضحى: 5]، ﻫﺬﺍ ﻣﻊ ﻗﻮﻟﻪ (ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ): ﺍﺩﺧﺮﺕ ﺷﻔﺎﻋﺘﻲ ﻷﻫﻞ ﺍﻟﻜﺒﺎﺋﺮ ﻣﻦ ﺃﻣﺘﻲ (5).

ﻭﺍﻋﻠﻢ: ﺃﻥ ﻣﺬﻫﺒﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﻷﺋﻤﺔ (ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺴﻼﻡ) ﻟﻬﻢ ﺍﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﻓﻲ ﻋﺼﺎﺓ ﺷﻴﻌﺘﻬﻢ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﻟﺮﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ (ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ) ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻓﺮﻕ ﻷﺧﺒﺎﺭﻫﻢ (ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺴﻼﻡ) ﺑﺬﻟﻚ ﻣﻊ ﻋﺼﻤﺘﻬﻢ ﺍﻟﻨﺎﻓﻴﺔ ﻟﻠﻜﺬﺏ ﻋﻨﻬﻢ.

ﺍﻟﺨﺎﻣﺴﺔ: ﻳﺠﺐ ﺍﻻﻗﺮﺍﺭ ﻭﺍﻟﺘﺼﺪﻳﻖ ﺑﺄﺣﻮﺍﻝ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻭﺃﻭﺿﺎﻋﻬﺎ ﻭﻛﻴﻔﻴﺔ ﺍﻟﺤﺴﺎﺏ ﻭﺧﺮﻭﺝ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﻗﺒﻮﺭﻫﻢ ﻋﺮﺍﺓ ﺣﻔﺎﺓ، ﻭﻛﻮﻥ ﻛﻞ ﻧﻔﺲ ﻣﻌﻬﺎ ﺳﺎﺋﻖ ﻭﺷﻬﻴﺪ، ﻭﺃﺣﻮﺍﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻭﺗﺒﺎﻳﻦ ﻃﺒﻘﺎﺗﻬﻢ ﻭﻛﻴﻔﻴﺔ ﻧﻌﻴﻤﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺄﻛﻞ ﻭﺍﻟﻤﺸﺮﺏ ﻭﺍﻟﻤﻨﻜﺢ ﻭﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ، ﻣﺎ ﻻ ﻋﻴﻦ ﺭﺃﺕ ﻭﻻ ﺃﺫﻥ ﺳﻤﻌﺖ ﻭﻻ ﺧﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺐ ﺑﺸﺮ، ﻭﻛﺬﺍ ﺃﺣﻮﺍﻝ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﻛﻴﻔﻴﺔ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﺃﻧﻮﺍﻉ ﺁﻻﻣﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻭﺭﺩﺕ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﻭﺍﻷﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ، ﻭﺃﺟﻤﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﻷﻥ ﺫﻟﻚ ﺟﻤﻴﻌﻪ ﺃﺧﺒﺮ ﺑﻪ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﻣﻊ ﻋﺪﻡ ﺍﺳﺘﺤﺎﻟﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻓﻴﻜﻮﻥ ﺣﻘﺎ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ.

_______________ 

(1) ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺟﻌﻔﺮ (ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ) ﻗﺎﻝ ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ (ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ) ﺧﻤﺲ ﺃﻥ ﺃﺩﺭﻛﺘﻤﻮﻫﻦ ﻓﺘﻌﻮﺫﻭﺍ ﻣﻨﻬﻦ ﺑﺎﻟﻠﻪ، ﻟﻢ ﺗﻈﻬﺮ ﺍﻟﻔﺎﺣﺸﺔ ﻓﻲ ﻗﻮﻡ ﻗﻂ ﺣﺘﻰ ﻳﻌﻠﻤﻮﻧﻬﺎ ﺇﻻ ﻇﻬﺮ ﻓﻴﻬﻢ ﺍﻟﻄﺎﻋﻮﻥ ﻭﺍﻷﻭﺟﺎﻉ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻓﻲ ﺃﺳﻼﻓﻬﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻣﻀﻮﺍ، ﻭﻟﻢ ﻳﻨﻘﺼﻮﺍ ﺍﻟﻤﻜﻴﺎﻝ إﻻ ﺃﺧﺬﻭﺍ ﺑﺎﻟﺴﻨﻴﻦ ﻭﺷﺪﺓ ﺍﻟﻤﺆﻭﻧﺔ ﻭﺟﻮﺭ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ، ﻭﻟﻢ ﻳﻤﻨﻌﻮﺍ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﺇﻻ ﻣﻨﻌﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻄﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻭﻟﻮﻻ ﺍﻟﺒﻬﺎﺋﻢ ﻟﻢ ﻳﻤﻄﺮﻭﺍ، ﻭﻟﻢ ﻳﻨﻘﻀﻮﺍ ﻋﻬﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻋﻬﺪ ﺭﺳﻮﻟﻪ (ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ) ﺇﻻ ﺳﻠﻂ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻋﺪﻭﻫﻢ ﻭﺃﺧﺬﻭﺍ ﺑﻌﺾ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺃﻳﺪﻳﻬﻢ، ﻭﻟﻢ ﻳﺤﻜﻤﻮﺍ ﺑﻐﻴﺮ ﻣﺎ ﺃﻧﺰﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻻ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺄﺳﻬﻢ [ﺑﻴﻨﻬﻢ](ﺃﺻﻮﻝ ﺍﻟﻜﺎﻓﻲ. ﺑﺎﺏ ﻋﻘﻮﺑﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﻲ ﺍﻟﻌﺎﺟﻠﺔ ﺡ 1 (2 / 373).

(2) ﺍﻧﻈﺮ ﺗﻔﺴﻴﺮﺍﺕ ﻓﺮﺍﺕ ﺹ 156.

(3) [ﻓﺎﺋﺪ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺭﻭﺍﻳﺎﺕ ﻟﺒﻴﺎﻥ ﻣﺎ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﻣﻄﺎﻟﺐ].

(ﺁ) ﻋﺪﺓ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺑﻨﺎ ﻋﻦ ﺳﻬﻞ ﺑﻦ ﺯﻳﺪ ﻋﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﺳﺒﺎﻁ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ [ﻋﺮﻓﺔ] ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺍﻟﺤﺴﻦ (ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ) ﻗﺎﻝ ﺇﻥ ﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻭﻟﻴﻠﺔ ﻣﻨﺎﺩﻳﺎ ﻳﻨﺎﺩﻱ ﻣﻬﻼ ﻣﻬﻼ ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻦ ﻣﻌﺎﺻﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻠﻮﻻ ﺑﻬﺎﺋﻢ ﺭﺗﻊ ﻭﺻﺒﻴﺔ ﺭﺿﻊ ﻭﺷﻴﻮﺥ ﺭﻛﻊ ﻟﺼﺐ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﺻﺒﺎ ﺗﺮﺻﻮﻥ ﺑﻪ ﺭﺻﺎ.

(ﺏ) ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺟﻌﻔﺮ (ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ) ﻗﺎﻝ ﻣﺎ ﻣﻦ ﻋﺒﺪ ﺇﻻ ﻭﻓﻲ ﻗﻠﺒﻪ ﻧﻜﺘﺔ ﺑﻴﻀﺎﺀ ﻓﺈﺫﺍ ﺃﺫﻧﺐ ﺧﺮﺝ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻜﺘﺔ ﻧﻜﺘﺔ ﺳﻮﺩﺍﺀ ﻓﺈﻥ ﺗﺎﺏ ﺫﻫﺐ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ ﻭﺇﻥ ﺗﻤﺎﺩﻯ ﻓﻲ ﺍﻟﺬﻧﻮﺏ ﺯﺍﺩ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ ﺣﺘﻰ ﻳﻐﻄﻲ ﺍﻟﺒﻴﺎﺽ ﻓﺈﺫﺍ ﻏﻄﻰ ﺍﻟﺒﻴﺎﺽ ﻟﻢ ﻳﺮﺟﻊ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﺇﻟﻰ ﺧﻴﺮ ﺃﺑﺪﺍ ﻭﻗﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ  {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [المطففين: 14] (ﺃﺻﻮﻝ ﺍﻟﻜﺎﻓﻲ).

(ﺝ) ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻗﺎﻝ ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ (ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ) ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻭﻋﺰﺗﻲ ﻭﺟﻼﻟﻲ ﻻ ﺃﺧﺮﺝ ﻋﺒﺪﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﺭﺣﻤﻪ ﺣﺘﻰ ﺃﺳﺘﻮﻓﻲ ﻣﻨﻪ ﻛﻞ ﺧﻄﻴﺌﺔ ﻋﻤﻠﻬﺎ ﺑﺎﻟﺴﻘﻢ ﻓﻲ ﺟﺴﺪﻩ ﻭﺃﻣﺎ ﺑﻀﻴﻖ ﻓﻲ ﺭﺯﻗﻪ ﻭﺃﻣﺎ ﺑﺨﻮﻑ ﻓﻲ ﺩﻧﻴﺎﻩ ﻓﺈﻥ ﺑﻘﻴﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺷﺪﺩﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻤﻮﺕ، ﻭﻋﺰﺗﻲ ﻭﺟﻼﻟﻲ [ﻻ] ﺃﺧﺮﺝ ﻋﺒﺪﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﻋﺬﺑﻪ ﺣﺘﻰ ﺃﻭﻓﻴﻪ ﻛﻞ ﺣﺴﻨﺔ ﻋﻤﻠﻬﺎ، ﺃﻣﺎ ﺑﺴﻌﺔ ﺭﺯﻗﻪ ﻭﺑﺎﻟﺼﺤﺔ ﻓﻲ ﺟﺴﻤﻪ ﻭﺇﻣﺎ ﺑﺄﻣﻦ ﻓﻲ ﺩﻧﻴﺎﻩ ﻓﺈﻥ ﺑﻘﻴﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻘﻴﺔ ﻫﻮﻧﺖ ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻤﻮﺕ (ﺃﺻﻮﻝ ﺍﻟﻜﺎﻓﻲ) (1 / 444) ﺝ 3.

(ﺩ) ﻭﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﻜﻠﻴﻨﻲ ﻋﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﺈﺳﻨﺎﺩﻩ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ (عليهﺍﻟﺴﻼﻡ) ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻴﺮﻓﻊ ﺑﻤﻦ ﻳﺼﻠﻲ ﻣﻦ ﺷﻴﻌﺘﻨﺎ ﻋﻤﻦ ﻻ ﻳﺼﻠﻲ ﻭﻟﻮ ﺃﺟﻤﻌﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻟﺼﻠﻮﺍ... ﻭﺫﻛﺮ ﻣﺜﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﻭﺍﻟﺤﺞ ﻭﻗﺎﻝ: ﻭﻟﻮﻻ ﺩﻓﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﺒﻌﺾ ﺍﻵﻳﺔ (ﺃﺻﻮﻝ ﺍﻟﻜﺎﻓﻲ 1 / 451).

(4) ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ﻭﺍﻟﺬﻧﻮﺏ - ﻋﻦ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﺑﻦ ﻭﻫﺐ ﻗﺎﻝ ﺳﻤﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ (ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ) ﻳﻘﻮﻝ ﺇﻥ ﺗﺎﺏ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺗﻮﺑﺔ ﻧﺼﻮﺣﺎ ﺃﺣﺒﻪ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﺳﺘﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻘﻴﻞ ﻭﻛﻴﻒ ﻳﺴﺘﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﺎﻝ ﻳﻨﺴﻲ ﻣﻠﻜﻴﻪ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺎ ﻳﻜﺘﺒﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻳﻮﺣﻲ ﺇﻟﻰ ﺟﻮﺍﺭﺣﻪ ﻭﺇﻟﻰ ﺑﻘﺎﻉ ﺍﻷﺭﺽ ﺃﻥ ﺍﻛﺘﻤﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺫﻧﻮﺑﻪ ﻓﻴﻠﻘﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺣﻴﻦ ﻟﻘﺎﻩ ﻭﻟﻴﺲ ﺷﺊ ﻳﺸﻬﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺸﺊ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻧﻮﺏ - ﺃﺻﻮﻝ ﺍﻟﻜﺎﻓﻲ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ﺡ 1 (2 / 431) (2 / 436 ﺡ 12). - ﻋﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﺴﻠﻢ ﻋن ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ (ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ) ﻓﻲ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ {فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ} [البقرة: 275] ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﻮﻋﻈﺔ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ - (ﺃﺻﻮﻝ ﺍﻟﻜﺎﻓﻲ 2 / 432). - ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻋﺒﻴﺪﺓ ﺍﻟﺤﺬﺍﺀ ﻗﺎﻝ ﺳﻤﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺟﻌﻔﺮ (ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ) ﻳﻘﻮﻝ: ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﺷﺪ ﻓﺮﺣﺎ ﺑﺘﻮﺑﺔ ﻋﺒﺪﻩ ﻣﻦ ﺭﺟﻞ ﺃﺿﻞ ﺭﺍﺣﻠﺘﻪ ﻭﺯﺍﺩﻩ ﻓﻲ ﻟﻴﻠﺔ ﻇﻠﻤﺎﺀ ﻓﻮﺟﺪﻫﺎ، ﻓﺈﻧﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﺷﺪ ﻓﺮﺣﺎ ﺑﺘﻮﺑﺔ ﻋﺒﺪﻩ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺮﺟﻝ ﺑﺮﺍﺣﻠﺘﻪ ﺣﻴﻦ ﻭﺟﺪﻫﺎ (ﺃﺻﻮﻝ ﺍﻟﻜﺎﻓﻲ) (2 / 435 ﺡ 8) ﻭﻣﺜﻠﻪ (13 / 2 / 436) - ﻋﻦ ﺯﺭﺍﺭﺓ ﻗﺎﻝ ﺳﻤﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ (ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ) ﻳﻘﻮﻝ ﺇﻥ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺇﺫﺍ ﺃﺫﻧﺐ ﺫﻧﺒﺎ ﺃﺟﻞ ﻣﻦ ﻏﺪﻭﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻓﺈﻥ ﺍﺳﺘﻐﻔﺮ ﻟﻢ ﻳﻜﺘﺐ ﻋﻠﻴﻪ - ﺃﺻﻮﻝ ﺍﻟﻜﺎﻓﻲ (2 / 437).

(5) )3( ﺃﻣﺎﻟﻲ ﺍﻟﺼﺪﻭﻕ (2 / ﺹ 7) ﻭﺍﻟﻌﻴﻮﻥ ﺑﺎﺏ ﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ (136) ﻭﻣﺜﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺼﺎﻝ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺴﺒﻌﺔ.




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.