خط التاريخ الدولي

لحساب التاريخ اصطلح على اتخاذ خط طول 180 درجة كبداية تشهد مولد كل يوم جديد يمر على العالم، ونهاية كل يوم ينصرم، ويمر هذا الخط في منتصف المحيط الهادئ، وهذا اختيار موفق من الناحيتين الفلكية والطبيعية، وهو بمثابة انطباق درجتي 180 درجة شرقاً وغرباً فلكياً. فهو بهذا المفهوم لا شرقي ولا غربي، أ أما من الناحية الطبيعية فإن امتداده في وسط المحيط الهادئ تقريباً، من شأنه أن لا يقطع من اليابس سوى مجموعات جزرية قليلة محدودة ولك، عزيزي الدارس، أن تتصور أن هذا الخط يمر بوسط كتلة يابسة كبرى، كالكتلة الأوروبية الافريقية. لتتخيل مدى اللبس الذي سوف يحدثه بالنسبة للسكان، على كلا الجانبين. فلو فرض ومر هذا الخط بمدينة القاهرة الواقعة على درجة طول 30 شرقاً، كان معنى ذلك أن تاريخ اليوم بعد منتصف الليل مباشرة بتلك المدينة سوف يكون 10/29 على سبيل المثال، بينما مدينة السلوم إلى الغرب يكون تاريخ اليوم فيها ما يزال 10/28.

المهم، عزيزي الدارس، أن تدرك بأن يوم الخميس مثلاً يبدأ على خط طول 180 درجة عند منتصف الليل تماماً، ويتجه زاحفاً مع الوقت غرباً من وسط المحيط تجاه سواحل شرقي آسيا وشرقي استراليا، فيدور حول العالم دورة كاملة، لينتهي عند نفس الخط بعد مرور أربع وعشرين ساعة تماماً، حيث ينتهي يوم الخميس، ويبدأ ميلاد يوم جديد هو يوم الجمعة على خط التاريخ الدولي عند منتصف الليل تماما.

وبناء على ما سبق، فمن الضروري أن يتغير تاريخ اليوم على كلا جانبي خط التاريخ الدولي، لذا فوضع الخط حيث هو حالياً أنسب ما يكون لحساب التقويم، ويلزم لمن يعبره شرقاً أو غرباً أو يغير تاريخ اليوم وفقاً لذلك.

فلو أن هناك طائرة انطلقت من جزر هاواي يوم 10/5 مثلاً متجهة غرباً وعبرت الخط كان على ركابها تقديم تاريخ اليوم بحيث يصبح 10/6، والعكس إذا كانت الطائرة آتية من جزر مارشال متجهة شرقاً يوم 10/6 فإنها عند عبورها خط التاريخ الدولي، يتعين على ركابها تأخير تاريخ اليوم ليكون 10/5، بمعنى أوضح: عند عبور الخط من الغرب إلى الشرق، يضاف يوم إلى التقويم، وعند عبوره من الشرق إلى الغرب يطرح منه يوم.

يفترق خط التاريخ الدولي عن خط الطول 180 درجة عند الطرف الأقصى لسيبيريا، جاعلاً كل الأراضي الروسية إلى الغرب منه، ثم عند مجموعة جزر كوريل جاعلاً إياها جميعاً إلى الشرق من موقعه، وأخيراً يحيد عن اتجاهه نحو الشرق عند جزر المحيط الهادي الجنوبي، جاعلاً معظم المجموعات الجزرية العديدة في تلك المنطقة تقع إلى الغرب من مساره، (شكل9).