أقرأ أيضاً
التاريخ: 31-07-2015
3747
التاريخ: 2023-04-25
1494
التاريخ: 2023-04-18
1176
التاريخ: 2023-04-16
1560
|
كان المتوكل يجتهد في ايقاع حيلة بعلي بن محمد (عليه السلام) ويعمل على الوضع من قدره في عيون الناس فلا يتمكن من ذلك منها ما رواه القطب الراوندي عن أبي سعيد سهل بن زياد قال: حدثنا ابو العباس فضل بن احمد بن اسرائيل الكاتب ونحن في داره بسامراء فجرى ذكر ابي الحسن (عليه السلام) فقال: يا ابا سعيد اني احدثك بشيء حدثني به ابي قال: كنا مع المعتز وكان ابي كاتبه فدخلنا الدار واذا المتوكل على سريره قاعد فسلم المعتز ووقف ووقفت خلفه وكان عهدي به اذا دخل رحب به ويأمره بالقعود فأطال القيام وجعل يرفع رجلا ويضع اخرى وهو لا يأذن له بالقعود ونظرت الى وجهه يتغير ساعة ويقبل الفتح بن خاقان ويقول: هذا الذي تقول فيه ما تقول ويردد عليه القول والفتح مقبل عليه يسكنه ويقول مكذوب عليه يا امير المؤمنين وهو يتلظّى ويقول: واللّه لاقتلن هذا المرائي وهو الذي يدَّعي الكذب ويطعن في دولتي ثم قال جئني بأربعة من الخزر جلافلا يفقهون فجيء بهم ودفع اليهم اربعة اسياف وامرهم ان يرطنوا بألسنتهم اذ دخل ابو الحسن (عليه السلام) ويقبلوا عليه بأسيافهم فيخبطوه وهو يقول واللّه لأحرقنه بعد القتل وانا منتصب قائم خلف المعتز من وراء الستر فما علمت الا بأبي الحسن (عليه السلام) قد دخل وقد بادر الناس قدامه وقالوا قد جاء والتفت فاذا انا به وشفتاه يتحركان وهو غير مكروب ولا جازع فلما بصر به المتوكل رمى بنفسه عن السرير اليه وسبقه وانكب عليه فقبل ما بين عينيه ويديه وسيفه بيده وهو يقول: يا سيدي يا ابن رسول اللّه يا خير خلق الله يا ابن عمي يا مولاي يا ابا الحسن وابو الحسن (عليه السلام) يقول اعيذك يا امير المؤمنين باللّه اعفني من هذا فقال ما جاء بك يا سيدي في هذا الوقت؟. قال جاءني رسولك فقال: المتوكل يدعوك ثم قال: كذب ابن الفاعلة ارجع يا سيدي من حيث شئت يا فتح يا عبد اللّه يا معتز شيعوا سيِّدكم وسيِّدي فلما بصر به الخزر خروا سجَّداً مذعنين فلما خرج دعاهم المتوكل ثم امر الترجمان ان يخبره بما يقولون ثم قال لهم: لِمَ لم تفعلوا ما امرتكم به؟ قالوا: شدة هيبته رأينا حوله أكثر من مئة سيف لم نقدر أن نتأملهم فمنعنا ذلك عما أمرت به وامتلأت قلوبنا من ذلك رعباً .
فقال المتوكل يا فتح هذا صاحبك وضحك الفتح في وجهه فقال: الحمد للّه الذي بيَّض وجهه وأنار حجته ؛ ومنها ما رواه المسعودي عن محمد بن عرفة النحوي عن المبرد قال: قال المتوكل لأبي الحسن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب (عليهم السلام): ما يقول ولد أبيك في العباس بن عبد المطلب؟ قال: وما يقول ولد ابي يا امير المؤمنين في رجل افترض اللّه طاعة نبيه على خلقه وافترض طاعته على نبيه فأمر له بمئة الف درهم وانما أراد ابو الحسن (عليه السلام) طاعة اللّه على نبيِّه فعرض فظن المتوكل انه (عليه السلام) أراد من طاعته على نبيه طاعة عمه العباس وانما أراد (عليه السلام) طاعة اللّه تعالى لا طاعة عمه وقد كان سُعي بأبي الحسن عليّ بن محمد (عليه السلام) الى المتوكل وقيل له: ان في منزله سلاحاً وكتباً وغيرها من شيعته فوجه اليه ليلاً من الاتراك وغيرهم من هجم عليه في منزله على غفلة ممن في داره فوجده في البيت وحده مغلق عليه وعليه مدرعة من شعر ولا بساط في البيت الا الرمل والحصى وعلى رأسه ملحفة من الصوف متوجهاً الى ربه يترنم بآيات من القرآن في الوعد والوعيد فأخذ على ما وجد عليه وحمل الى المتوكل في جوف الليل فمثل بين يديه والمتوكل يشرب وفي يده كأس فلما رآه اعظمه واجلسه الى جنبه ولم يكن في منزله شيء مما قيل فيه ولا حالة يتعلل عليه بها فناوله المتوكل الكأس الذي في يده فقال: يا امير المؤمنين ما خامر لحمي ودمي قط فاعفني منه فعفاه وقال: انشدني شعراً استحسنه فقال اني لقليل الرواية للأشعار فقال لا بد أن تنشدني فانشده :
باتوا على قلل الاجبال تحرسهم *** غلب الرجال فما اغناهم القلل
واستنزلوا بعد عز عن معاقلهم *** فاودعوا حفراً يا بئس ما نزلوا
ناداهم صارخ من بعدما قبروا *** اين الاسرة والتيجان والحلل
اين الوجوه التي كانت منعمة؟ *** من دونها تضرب الاستار والكلل
فأفصح القبر عنهم حين ساءلهم *** تلك الوجوه عليها الدود يقتتل
قد طال ما اكلوا دهراً وما شربوا **** واصبحوا بعد طول الاكل قد اكلوا
وطالما عمروا دوراً لتحصنهم *** ففارقوا الدور والاهلين وانتقلوا
وطالما كنزوا الاموال وادخروا *** فخلفوها على الاعداء وارتحلوا
اضحت منازلهم قفراً معطلة *** وساكنوها الى الاجداث قد رحلوا
قال فاشفق من حضر على عليّ (عليه السلام) وظنوا ان بادرة تبدر منه اليه قال واللّه لقد بكى المتوكل بكاءً طويلاً حتى بلت دموعه لحيته وبكى من حضره ثم أمر برفع الشراب ثم قال له يا ابا الحسن اعليك دين ؟.
قال : نعم اربعة آلاف دينار فأمر بدفعها اليه ورده الى منزله من ساعته مكرَّماً .
ومنها ما عن القطب الراوندي عن زرارة حاجب المتوكل قال: اراد المتوكل ان يمشي علي بن محمد بن الرضا (عليهم السلام) يوم السلام فقال له وزيره: ان في هذا شناعة عليك وسوء قالة فلا تفعل قال: لا بد من هذا قال: فان لم يكن بد من هذا فتقدم بأن يمشي القواد والاشراف كلهم حتى لا يظن الناس انك قصدته بهذا دون غيره ففعل ومشى (عليه السلام) وكان الصيف فوافى الدهليز وقد عرق قال فلقيته واجلسته في الدهليز ومسحت وجهه بمنديل وقلت: ابن عمك لم يقصدك بهذا دون غيرك فلا تجد عليه في قلبك فقال: ايهاً عنك تمتعوا في داركم ثلاثة ايام ذلك وعد غير مكذوب قال زرارة وكان عندي معلم يتشيع وكنت كثيراً ما امازحه بالرافضي فانصرفت الى منزلي وقت العشاء وقلت تعال يا رافضي حتى احدثك بشيء سمعته اليوم من إمامكم قال لي وما سمعت؟ فأخبرته بما قال فقال: اقول لك فاقبل نصيحتي قلت هاتها قال: ان كان علي بن محمد (عليه السلام) قال بما قلت فاحترز واخزن كل ما تملكه فان المتوكل يموت او يقتل بعد ثلاثة ايام فغضبت عليه وشتمته وطردته من بين يديّ فخرج فلما خلوت بنفسي تفكرت وقلت: ما يضرني ان آخذ بالحزم فان كان من هذا شيء كنت قد اخذت بالحزم وان لم يكن لم يضرّني ذلك قال فركبت الى دار المتوكل فاخرجت كل ما كان لي فيها وفرقت كل ما كان في داري الى عند اقوام اثق بهم ولم اترك في داري الا حصيراً اقعد عليه فلما كانت الليلة الرابعة قتل المتوكل وسلمت انا ومالي وتشيعت عند ذلك فصرت اليه ولزمت خدمته وسألته ان يدعو لي و تواليته حق الولاية.
اقول : وقصته (عليه السلام) مع زينب الكذَّابة بحضرة المتوكل ونزوله (عليه السلام) الى بركة السباع وتذللها له ورجوع زينب عما ادعته مشهورة اغنانا شهرتها عن ذكرها .
قال القطب الراوندي : وأما عليّ بن محمد الهادي (عليه السلام) فقد اجتمعت فيه خصال الإَمامة وتكامل فضله وعلمه وخصاله الخيِّرة وكانت اخلاقه كلها خارقة للعادة كأخلاق آبائه وكان بالليل مقبلا على القبلة لا يفتر ساعة وعليه جبة صوف وسجادته على حصير .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|