عمق الروابط الإقليمية والوطنية

إن حجم السكان وأرصدة البنوك، يمكن الاستعانة بها كمعيار للمقارنة بين 28 مركزاً حضرياً متروبولياً، كما هو مبين في (الشكل 100) بشكل متناثر، فالعلاقة الإيجابية القوية بين السكان والحجم وأرصدة البنوك مبينة في الشكل. لكل المدن ذات المراتب المتشابهة من حيث السكان والأرصدة البنكية Bank Deposits فالاستثناءات لهذا التعيمم في المدن الواقعة أعلى الخط البياني، أو الواقعة أسفل منه، حيث يشير هذا الخط إلى وضع المدن حسب مراتبها المطابقة لها. فالمدن الواقعة في أعلى الخط، لديها أرصدة بنكية أقل مما هو في حجمها. وتوضح مدن واشنطن وبلتيمور، وسينسناتي وسان ديجو، معظم التباين بهذا الصدد.

أما المدن التي لديها أرصدة بنكية أكثر مما هو متاح من حجمها، فتندرج أسفل هذا الخط البياني. فعنقود معظم المدن ينحصر تقريباً بالقرب من اتجاه الخط، حيث توضح كل من مدينتي بفلو Buffalo وكليفلند Cleveland معظم هذا الانحراف . وهاتان المدينتان الأخريان، تمتلكان من المراكز الصناعية التي تجعلهما مركزاً رئيسياً لتركز الثروة في بنوكهما.

أما المدن من المرتبة الثانية، فيتراوح حجمها ما بين 2.8 إلى 9.6 مليون نسمة، عام 1970 م، بينما فئة المدن ذات المرتبة الثالثة فيتفاوت حجمها ما بين 1 إلى 2.4 مليون نسمة لنفس العام. ويشير المكان المتجانس نسبيا لفئة المدن من المرتبة الثالثة (بما في ذلك المدن التي تخدم من المرتبة الأولى والثانية) إلى الشكل. فالشكل البياني يوضح الخريطة البيانية Cartogram، حيث يظهر عليها أراضي كل ولاية أمريكية طبقا لنسبة عدد سكانها عام 1970 م.

وسوف تظهر في خريطة تقليدية الفجوات في العدد وأماكن هذه المدن. حيث تركز هذه الخريطة على مساحة الأراضي في الجنوب والغرب الأمريكي حينما يصغر أو يزيد حجم الولايات في تلك الجهات، طبقا لنسبة سكانها. ويشير هذا الوضع إلى أن كل المراكز المدنية ذات المرتبة الثالثة مقارنة بحجم السوق، وبالتالي تصبح تلك المدن تؤدي وظائفها طبقا لهذا الدور. أما الولايات العالية الكثافة سكانيا حيث تكاد أن تنفجر في حجمها على الخريطة البيانية، لتقرب تأثير نفوذها السكاني الأعظم. وتمثل هذه التقنية الوسيلة النظرية الممتازة لوصف دور العاصمة الوطنية، حيث أن تلك المدن تنجز مهامها كمراكز حضرية من المرتبة الثالثة .