المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

velar
2023-12-04
القضاء الكامل
12-6-2016
Liouville,s Conformality Theorem
1-11-2018
General Considerations of Infrared Spectroscopy
10-1-2022
‏الصناعات النووية
16-10-2016
فلسفة كتابة الوحي
17-2-2019


تقبل أصدقاء أطفالك حتى لو لم يعجبوك  
  
1756   01:13 صباحاً   التاريخ: 13-2-2022
المؤلف : ريتشارد تمبلر
الكتاب أو المصدر : قواعد التربية
الجزء والصفحة : ص187-188
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-1-2016 2641
التاريخ: 11-7-2022 2170
التاريخ: 12-8-2017 1677
التاريخ: 6-9-2017 2177

هل لدى أطفالك أصدقاء لا يعجبونك؟ مثل ذلك الطفل الشقي زميل ابنك في الحضانة، والذي يجذب شعر زملائه حين لا تراه المدرسة. او تلك الفتاة في الصف الخامس التي تصاحب زميلاتها يوما ثم تخاصمهم اليوم التالي؟ ام ذلك الفتى ذو الخمسة عشر عاما الذي يتهرب من اداء واجباته المدرسية (والذي تشك ايضا في انه يدخن السجائر)؟

أجل، عبر مسار ابنائك الدراسي سيكون لهم اصدقاء تتمنى الا يصادقوهم مطلقا. ربما تشعر بانهم يضايقون ابناءك، أو ان لهم "تأثير سيئا" عليهم، او يجعلونهم يحدثون المدرسين بوقاحة او يتهربون من واجباتهم. كانت امي تكره أي اصدقاء لي كانوا لا يتحدثون بصورة "لائقة" (وهو شيء صعب في تلك المدرسة الواقعة جنوب لندن، التي كنت اذهب اليها)...

ما الذي يمكنك فعله حيال هذا الامر اذن؟ حسنا، بما انك قرأت عنوان قاعدتنا هذه فسأفترض انك تعلم ما سأقول. صحيح – فقط تقبلهم. ان طفلك بحاجة الى تعلم كيفية اختيار اصدقائه بنفسه، حتى اذا لم تعجبك اختياراته تلك. لابد ان تقرر طفلتك بنفسها انها ملت من صديقتها "كريستي" التي تصاحبها يوما وتخاصمها اخر، وان يقرر ابنك ما اذا كان التهرب من حصة اللغة الفرنسية بصحبة "جيك" فكرة طيبة ام لا.

وفي النهاية سوف تنبع قراراتهم من القيم التي غرستها انت فيهم؛ وهذا سيحتاج الى بعض الوقت – حيث سيكون عليهم ان يجربوا بعض الاصدقاء السيئين اولا حتى يتعرفوا على الاصدقاء الصالحين. لذا لا تتأزم بشدة حين ترى ابنك يخرج بصحبة اطفال اشقياء في السادسة من العمر. وفي النهاية سوف تؤتى التربية السليمة أكلها؟

اما في الوقت الحالي فان اطفالك يتعلمون الكثير من الامور من اصدقائهم، سواء كانت جيدة ام سيئة؛ فالرسوب في اختبار اللغة الفرنسية بسبب تهربه المتواصل من الحصص سيعلمه درسا مؤثرا. ربما اكثر من حضوره المنتظم واجتياز الاختبار(1). ان الصحبة السيئة تعلم اطفالك الكثير، خاصة اذا كنت قد ربيتهم تربية صالحة.

وعموما، كيف لك ان تعرف ان اصدقاء اطفالك سيئون؟ ربما يكون لطفلك رغبة في كسر بعض القواعد وتلك الصحبة تساعد على ذلك، حتى لو كنت لا يعجبك هذا. وربما يكون ذلك الطفل الذي يدخن هو أكثر الاصدقاء الذين سيجدهم ابنك اخلاصا وربما تكون تلك الصديقة التي تتلاعب بمشاعر طفلك هي الوحيدة التي تقف معها وتدافع عنها امام من يتنمرون عليها بالفصل، او حتى تستطيع اضحاكها حين تمر بيوم سيء. بالطبع انت غير مجبر على تقبل فكرة ان يدخن طفلك او يخرب السيارات، لكن الصديق الذي يفعل مثل هذه الامور قد يكون صديقا جيدا.

كيف لك ان تعرف ان اصدقاء اطفالك سيئون؟

بالنسبة لي، وبالرغم من تفضيلي لبعض اصدقاء ابنائي على غيرهم، الا انني اتقبلهم جميعا، وحتى هؤلاء الذين احبهم بدرجة اقل، الا انهم يمنحون اطفالي شيئا قيما. ان كل مشكلاتي في الواقع مع بعض اباء هؤلاء الاطفال.

____________________________

1ـ رغم انه لن يتعلم القدر الكبير من الفرنسية حينذاك بالطبع. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.