أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-1-2016
2196
التاريخ: 11-1-2016
2307
التاريخ: 28-6-2021
2695
التاريخ: 28-6-2017
3145
|
((في غياب التفكر غالباً ما يعيد التاريخ نفسه... لقد أثبتت البحوث بوضوح أن ارتباط أطفالنا بنا سيتأثر بما جرى لنا ونحن صغار ما لم نشرع في معالجة تلك التجارب وفهمها)).
ـ دان سیجل
طرح عالم النفس الشهير د. و. وينيكات عديدا من الملاحظات الحكيمة حول الآباء والأطفال الملاحظة المفضلة لديَّ هي أن الأطفال ليسوا بحاجة إلى المثالية من آبائهم. كل ما علينا فعله هو أن نتجنب إيذاءهم، وأن نمنحهم ((التفاني العادي)) الذي لطالما كان مطلوبًا من الوالدين.
ذلك ليس سهلا كما يبدو، من سوء الحظ. أولا لأن لا شيء عادي في التفاني. التفاني كما يعرفه الآباء هو ذرع الغرفة ذهابًا وإيابًا بلا كلل أو ملل في الثانية صباحًا مع حمل طفل يصرخ من التهاب في أذنه. التفاني هو إجبار نفسك على الذهاب إلى المطبخ لإعداد العشاء لأطفالك بعد يوم طويل، في حين أن كل ما ترغبين فيه فعلا هو التكور على الأريكة والانزواء بعيدا.
التفاني هو خلع معطفك في ليلة باردة لتدثر به طفلا نائما في المقعد الخلفي بالسيارة. ذلك التفاني العادي هو نفسه الحب القوي الذي حدا بالآباء عبر تاريخ البشرية إلى أن يلقوا بأنفسهم بين أطفالهم والخطر، سواء كان ذلك الخطر زجاجا متطايرًا أو جنودًا أعداء.
لكن حتى إذا أبدينا تفانينا باستعدادنا لوضع أطفالنا أولا، فما زال صعبا أن يكون المرء أبًا ((جيدًا كفاية)). حتى الأم والأب المتفانيان غالبًا ما يؤذيان الطفل أو يجرحانه عن غير قصد. وذلك يشمل الآباء الذين يعشقون أطفالهم، والذين هم على أهبة الاستعداد للتصرف ببطولية ونكران تام للذات إذا استدعى الموقف ذلك. ما سبب الفجوة بين نياتنا وأفعالنا إذن؟ السبب هو أنه في حين أننا لن نؤذي طفلنا عن قصد أبدا، فإن قدرًا كبيرًا من التربية، شأنها شأن كل العلاقات، يحدث خارج إدراكنا الواعي.
الحقيقة هي أننا جميعًا بصفة عملية قد جُرحنا في الصغر، وإن لم نداوِ تلك الجروح، فسوف تحول بيننا وبين تربية أطفالنا بالطريقة التي نريدها حقا. إذا تندبت منطقة ما منك وأنتَ طفل، ثق بأن تلك المنطقة ستسبب لك الأسى وأنتَ أب - وسوف تصيب طفلك بالجروح كذلك.
يمكننا جميعا تذكر أمثلة على ذلك: الأب الذي يكرر مع ابنه عن غير قصد أسلوب أبيه الانتقادي في التربية. الأم التي تعجز عن وضع حدود لسلوك أطفالها، لأنها لا تحتمل غضبتهم عليها، فينتهي بها الأمر إلى تنشئة أطفال أنانيين وقلقين. الآباء الذين يعملون ساعات أطول مما ينبغي في وظائفهم لأنهم يشكون في قدرتهم على الاهتمام بتفاصيل أطفالهم (أو بالأحرى: قدرتهم على حب أطفالهم). إن المهمة الرئيسية بالنسبة إلينا جميعا هي أن نفحص ندوبنا عن وعي - البسيط منها والمؤلم - لكيلا نلحق ندوبًا جديدة بأطفالنا.
الخبر السار هو أن وضعنا بوصفنا آباء يمنحنا خريطة بأماكن تلك الندوب، وفرصة للتنقيب عميقا ومداواة أنفسنا. يتمتع الأطفال بقدرة عجيبة على تبيان أماكن جروحنا، واستخراج مخاوفنا وغضبنا. يمنحنا الأطفال فرصة مثالية للنمو والشفاء، باحترافية تفوق أفضل المعلمين الروحانيين والمعالجين النفسيين. يقول معظم الآباء إن حبهم لأطفالهم غيَّرهم، وجعلهم أكثر صبرًا، وأشد عطفًا، وأكثر نكرانا لذواتهم. سنعاني على الدوام حساسية زائدة تجاه المسائل التي شكلت بواكير نفسياتنا، لكن بينما نعالج الإصابات العالقة، لن يعود سلوكنا مدفوعا بها، وسوف نجد أن هذه الندوب تنير فكرنا وتحفزنا، وتجعل منا آباء أفضل.
كيف يمكنك إذن أن تتصدى لمشكلات طفولتك وأن تصير أبا أو تصيري أما أفضل لأطفالك؟
• التربية بوعي. إذا انتبهنا سنرصد اللحظة التي يلعب فيها الطفل على أوتارنا الحساسة. ولا يعني ذلك أن الأطفال لن يتصرفوا بوصفهم أطفالا - هم دائمًا يفعلون. هكذا تقتضي سنهم. لكن ما يزعج بعض الآباء قد يرحب به آباء آخرون بهدوء ودفء وروح دعابة تجعل الأطفال راغبين في التأدب. إننا في كل مرة ((نُستفز)) نتعثر في شيء يحتاج إلى المداواة. لست أمزح. كلما يمس طفلك وترا حساسًا يُريك
مشكلة عالقة من طفولتك الخاصة.
. اكسر الحلقة. استخدم زر الإيقاف الداخلي لديك. لست مضطرا إلى إحياء ماضيك مع أطفالك. حتى وإن كنت بالفعل سائرا في منتصف الطريق الخطأ، توقف. خذ نفسًا عميقا، واضغط زر الإيقاف. ذكر نفسك بما سيحدث ما لم تختر دربًا آخر. أغلق فمك ولو كنت في منتصف الجملة لا تخجل، فأنت تضرب مثالا يُحتذى به في حسن إدارة الغضب. ادخر شعورك بالحرج للوقت الذي تمر فيه أنت بنوبة غضب.
. افهم الطريقة التي تعمل بها العواطف. الغضب رسالة مفادها أنه يوجد خطب ما في حياتنا. المشكلة أن الغضب هو أيضا حالة بيولوجية تصعب علينا إيجاد الحلول المُثلى. عندما نعلق في قبضة الاستجابات الكيميائية التي تجعلنا ((غاضبين))، نفعل ونقول أشياء ما كنا لنختارها أبدا في حالتنا الطبيعية. عندما يعلق جسمك وعواطفك في وضع القتال أو الهروب، يبدو طفلك دائما كأنما هو العدو. خذ نفسًا، وانتظر حتى تهدأ قبل اتخاذ أي قرارات أو إبداء أي تصرفات.
. اضغط زر إعادة التشغيل لـ«قصتك». إذا كنت قد مررت بطفولة مؤلمة، لن تستطيع تغيير ذلك. لكن ما تستطيع تغييره هو ما ستأخذه معك من تلك الطفولة: «قصتك». تفعل ذلك بالتفكر فيها والإحساس بما حوته من مشاعر مؤلمة، لكن أيضا بالنظر إليها من زوايا جديدة. إذا هجر أبوك الأسرة، واستنتجت أنت أنك لست جيدا كفاية، فقد آن الوقت أن تضع الأمور في نصابها الصحيح، وأن تفهم، من موقعك ذي الأفضلية بوصفك بالغا، أنك كنت أكثر من كاف، وأن رحيله لم تكن له علاقة بك. إذا ضربتك أمك، فخلصت أنت إلى أنك طفل مشاغب، فإن الفهم الأدق هو أن والدتك كانت خائفة، وكانت لتضرب أكثر الأطفال ملائكية في العالم. كنت مثل أي طفل: تلتمس الحب والاهتمام بالطرق الوحيدة التي تعرفها. قد يكون التصالح مع حكايتك وإعادة كتابتها عملية مؤلمة، لكنها محررة. وهي أيضا، السبيل الوحيد لتصير الأب المطمئن الذي تريد أن تكونه لطفلك.
. تخففي من الضغط النفسي. يصعب علينا جميعا أن نكون الآباء الذين نريدهم عندما تكتسحنا الضغوط. طوري ذخيرة من العادات التي تساعدك على التخلص من الضغط النفسي: اذهبوا في نزهة على الأقدام، واجعلي الجميع يخلدون إلى فرشهم بصحبة الكتب في وقت مبكر من ليلة الجمعة لتحظي بأمسية هادئة ومريحة، وتنالي قسطك من النوم.
. التمسي الدعم في تعاملك مع المشكلات القديمة. كل أم بحاجة إلى الدعم وإلى فرصة للحديث عن العمل الشاق الذي تقوم به. يمكننا في بعض الأحيان العثور على ذلك بشكل غير رسمي مع والأقارب. وفي أحيان أخرى، مع أم أخرى، وإذا شعرت بأنك عالقة، اعثري على استشاري نفسي لمساعدتك في المضي قدما بسعادة أكبر في حياتك. لا عيب في طلب المساعدة، إنما العيب هو النكوص عن مسؤوليتك بوصفك أمّا بتدمير طفلك جسديًا ونفسياً. إذا ظننت أنك تحتاجين إلى المساعدة، من فضلك لا تتردي. التمسيها الآن.
لا يوجد والد مثالي، لأن البشر بطبيعتهم ناقصون. مهما نعمل على أنفسنا، لن يسعنا أن نترك آثارًا إيجابية في أطفالنا طوال الوقت. لكن في كل مرة تنتبه وتضغط زر الإيقاف الداخلي خاصتك، وتتحكم في ضغطك النفسي، تغدو أكثر اطمئنانا. وذلك يمنح طفلك فرصة أعظم في السعادة.
كان وينيكات على حق. أطفالنا لا يحتاجون إلى المثالية منا، بل يحتاجون إلى أم تعتنق النمو، وتضع الأمور في نصابها، وتفتح قلبها في الوقت الذي تشعر فيه بأنه يقسو.
كيف تدير غضبك
((هذا النهج القوي غير حياتي. وأفضل جزء فيه هو أنك لست مضطراً إلى أن تكون مثالياً. بل عليك أن تكون حقيقياً وصادقا وقادرًا على الاعتراف بخطئك. أن تخلق بدلًا من لحظات الغضب العارم روابط وأوقاتا مفعمة بالحب، وأن تشارك عواطفك الحقيقية مع أطفالك. تلك اللحظات الحقيقية تعلم أطفالنا كيف يكونون أفضل نسخة من أنفسهم، النسخة الحقيقية لا المثالية)). - كاري، أم لولدين دون سن الرابعة.
ما دمت إنسانا، ستجد نفسك أحيانًا في وضع القتال أو الهروب، وسيبدأ طفلك بالتحول إلى عدو في نظرك. عندما يجتاحك الغضب تكون مستعدًا جسمانياً للقتال. تتدفق الهرمونات والناقلات العصبية في جسدك. تجعل عضلاتك تنقبض، نبضك يتسارع، أنفاسك تتلاحق. من المستحيل أن تبقى هادئا في تلك المرحلة، لكن كلنا يعلم أن مهاجمة أطفالنا - على الرغم من أنها قد تجلب ارتياحًا لحظيا - ليست حقا ما نرغب في فعله.
لذلك تعهد الآن بعدم الضرب، عدم السب، عدم نبز طفلك بالألقاب، عدم التوعد ماذا عن الصراخ؟ لا يصح، أبدا، مع أطفالك، فذلك يُدعى ((نوبة غضب)). إن كنت تحتاج إلى الصراخ حقا، اذهب إلى سيارتك وأغلق نوافذها واصرخ حيث لا يمكن لأحد أن يسمعك، ولا تستخدم الكلمات، لأنها ستزيدك غضبا فوق غضبك.
ينتاب الغضب أطفالك أيضًا، لذلك سيكون تعهدك بإدارة غضبك بشكل بنّاء هدية مضاعفة لهم، ستضرب لهم مثالا يُحتذى به. سيراك أطفالك غاضبًا من حين إلى آخر من دون ريب، والطريقة التي تتعامل بها مع تلك المواقف ستعلمهم كثيرًا. هل تريد أن تعلّمهم أن الغلبة للأقوى؟ وأن الآباء يمرون بنوبات غضب هم أيضًا؟ أم تريد أن تعلمهم أن الغضب جزء من كونك إنسانًا، وأن تعلم إدارة الغضب بمسؤولية هو جزء من عملية النضوج؟ إليك الطريقة:
* خذ استراحة من خمس دقائق. اعلم أن حالة الغضب ليست المنبر الأفضل للتدخل في أي موقف بدلا من ذلك، أعط نفسك وقتاً مستقطعًا، وعُد عندما تكون قادرًا على التعامل بهدوء. إذا كان طفلك كبيرا بما يكفي ليبقى بمفرده قليلا، يمكنك ونثر المياه على وجهك وأخذ بعض الأنفاس العميقة. فقط قل، بأقصى ما تستطيع من الهدوء: ((تجاوز غضبي الحد الذي يسمح لي بالحديث عن المشكلة الآن. سآخذ استراحة قصيرة وأستعيد هدوئي)). الانسحاب لا يعني أن طفلك قد خرج منتصرا. لكنه يعطيه انطباعًا بمدى خطورة الانتهاك الذي حدث، ويضرب له مثالاً في ضبط النفس.
تنفس بعمق وصمت، واتلُ ترنيمة صغيرة تعيد الهدوء إلى نفسك. ستراقبك طفلتك ولا تقلق حيال ضرورة أن تلقنها درسا عن الخطأ الذي ارتكبته. فسوف تحصل على أحد أهم الدروس التي ستتعلمها أبدا: كيفية تنظيم العواطف الجارفة بشكل مسؤول.
* ساعد جسمك على تفريغ الغضب. عندما تشعر بهذا الكم من الغضب تحتاج إلى وسيلة تهدئة. قف، وتنفّس، وذكر نفسك بأن هذه ليست حالة طارئة. انفض يديك للتخلص من التوتر. خذ عشرة أنفاس عميقة. إذا كنت بحاجة إلى إحداث ضجة دندن. يمكنك أن تحاول العثور على سبيل للضحك، ذلك لأن الضحك يبدد التوتر، ويغير الحالة المزاجية. مجرد إجبار نفسك على الابتسام، يرسل رسالة إلى جهازك العصبي مفادها أنه ما من حالة طارئة هنالك، فيبدأ بتهدئتك.
اضغط على نقطة الضغط الموجودة على حافة راحة يدك (أو سيف يدك كما يُطلق عليها في رياضة الكاراتيه)، في حين تتنفس وتعبر عن نيتك في أن تهدأ.
* غير أفكارك حتى تتغير مشاعرك. إذا فكرت في أن طفلك صبي مدلل وسوف يكبر ليصير سفاحًا لن تهدأ الحقيقة. هي أن طفلك إنسان حديث السن جدا، يتألم ويريك ذلك من خلال سلوكه. ذكر نفسك: ((إنه يتصرف كطفل، لأنه بالفعل طفل ... أكثر وقت يحتاج طفلي فيه إلى الحب هو الوقت الذي يكون فيه أقل ((استحقاقا)) له... إنه يطلب مساعدتي في التعامل مع احتياجاته ومشاعره المشروعة)).
* أنصت لغضبك بدلا من التصرف بناءً عليه. الغضب مثله مثل باقي المشاعر نعمة لا تقل قيمتها عن الذراعين والساقين. ومسؤوليتنا تتمثل في اختيار ما نفعله بهذه النعمة. ينطوي الغضب في الغالب على درس ثمين لنا، لكن التصرف في وقت الغضب، باستثناء المواقف النادرة التي تتطلب دفاعا عن النفس، قلما يكون مثمرا، لأننا نتخذ اختيارات ما كنا لنتخذها أبدا في الحالة العقلانية. الطريقة المثمرة للتعامل مع الغضب هي أن نحد من تعبيرنا عنه، وأن نستخدمه بعد أن نهدأ بهدف التشخيص: ما الخطأ في حياتنا لنشعر بكل هذا الحنق، وما الذي نحتاج إلى فعله لتغيير الموقف؟ أحيانًا يكون الجواب مرتبطاً بوضوح بأسلوبنا في التربية: علينا أن نغير نهجنا قبل أن تخرج الأمور عن السيطرة، أو أن نبدأ بوضع الأطفال في فرشهم قبل موعد نومهم بنصف ساعة، أو أن نجري بعض الإصلاحات على علاقتنا بابنتنا ذات الأعوام التسعة حتى تكف عن معاملتنا بوقاحة. وفي بعض الأحيان، نفاجأ باكتشاف أن غضبنا هو في الحقيقة على شريك حياتنا الذي لا يؤدي دوره كشريك كامل في التربية، أو حتى على رئيسنا في العمل. أحيانا يكون الغضب تذكرة بأننا نحتاج إلى قسط أكبر من النوم أو فرصة للتنفيس بصفة منتظمة لصديق مستعد لتقبل كامل نطاق مشاعرنا. وأحيانا ما يكون الجواب هو أننا نحمل معنا غضباً لا نفهمه وينسكب رغما عنا على أطفالنا، وأن علينا طلب المساعدة من خلال جلسات العلاج النفسي أو مجموعات دعم الآباء.
* تذكر أن ((التعبير)) عن غضبك لشخص آخر يمكن أن يشعل أُواره أو يفاقمه. على الرغم من الفكرة الشائعة بأن علينا ((التعبير)) عن غضبنا لكيلا يدمرنا شيئًا فشيئًا، فقد أثبتت البحوث أن تعبير المرء عن الغضب بينما هو غاضب يجعله في الواقع أشد غضباً. وهذا بدوره يترك الطرف الآخر مجروحًا أو خائفًا أو غضبان، وينشئ صدعا في العلاقة استرجاع الموقف في ذهننا دائما ما يؤكد لنا أننا على حق، وأن الطرف الآخر مخطئ، الأمر الذي يجعلنا مرة أخرى أشد غضبًا وغليانًا. الحل هو أن نهدأ، ثم نعثر على طريقة مثمرة لمعالجة ما يغضبنا أيما يكن بحيث يُحل الموقف، ويكف غضبنا عن التصاعد.
* تمهل قبل التأديب. لا شيء ينص على ضرورة إصدار مراسيم في التو واللحظة. لن يكون ذلك، أبدا، الأصلح لنمو طفلك على المدى الطويل، أو حتى الأصلح لمنع تكرار المشكلة. تحدث بأقل كلمات ممكنة، قُل شيئًا من قبيل: ((أحتاج إلى استعادة هدوئي قبل الحديث عن هذا)). إذا أخذت وقتا مستقطعا مدة عشر دقائق، ولم تشعر مع ذلك بهدوء كاف للتواصل بطريقة مثمرة، يمكنك أن تقول: ((أريد التفكير في ما جرى، وسوف نناقشه في وقت لاحق)).
* تجنب العنف الجسدي، بأي ثمن. قد يُشعرك الصفع بتحسن مؤقت لأنه يفرغ غيظك، لكنه يسبب أذى دائمًا لطفلك ويهدم في النهاية ما تفعله من أمور إيجابية، أباً كنت أو أماً. إن الصفع، بل واللكز حتى، له طريقته في التصاعد إلى عنف مؤذٍ، بل ومميت أحيانًا. افعل كل ما يلزم للتحكم في نفسك، بما في ذلك مغادرة الغرفة. وإن لم تستطع التحكم في نفسك، وانتهى بك المطاف لاجئا إلى العنف الجسدي، اعتذر إلى طفلك، وأخبره بأن الضرب ليس مقبولاً أبدا، واطلب المساعدة.
* تجنَّب التهديدات. التهديدات التي تلقيها وأنت غاضب لن تكون أبدًا عقلانية. ولأن التهديدات لا تكون فعّالة إلا إذا كنت مستعدا لتنفيذها، فإنها تقوض سلطتك وتضعف احتمالية أن يتبع الطفل القواعد في المرة التالية.
* راقب نبرة صوتك وانتق ألفاظك. تُظهر البحوث أنه كلما تحدثنا بهدوء أكبر زاد الهدوء الذي نشعر به، وكانت استجابة الآخرين لنا أكثر هدوءا. وبالمثل، فإن استخدام الألفاظ النابية وغيرها من الكلمات المشحونة يجعلنا نحن ومن يستمع إلينا أشد انزعاجًا، ويتفاقم الموقف. لدينا القوة لتهدئة أو إزعاج أنفسنا والطرف الذي نتحدث معه من خلال نبرة صوتنا واختيارنا للكلمات. (تذكَّر: أنت القدوة).
* ضع في حسبانك أنك جزء من المشكلة. ما دمت منفتحا للنمو العاطفي فسوف يُريك طفلك المنطقة التي يتعين عليك العمل عليها في نفسك. إن لم تنفتح ستجد نفسك عالقا مرة تلو مرة في الدوامة نفسها مع طفلك. ربما يتصرف طفلك بطرق تؤجج غضبك، لكنك لست ضحية عاجزة تحمّل مسؤولية إدارة عواطفك أولا. ربما لن يغدو طفلك ملاكًا صغيرًا بين عشية وضحاها، لكن انفعالاته ستتناقص تناقصًا هائلاً بمجرد أن تتعلم الحفاظ على هدوئك.
* أما زلتِ غاضبة؟ نقّبي عن المشاعر الكامنة. لا تتمسكي بغضبك. بمجرد أن تنصتي له، وتُجري التعديلات اللازمة، أطلقي سراحه.
وإن لم ينجح ذلك، تذكري أن الغضب هو دائما وسيلة دفاعية. هو در عنا ضد الشعور بالهشاشة. ولكي تبددي الغضب، انظري إلى الألم أو الخوف الكامن تحته. إذا أخافتك نوبات غضب ابنتكِ، أو استأتِ من ابنك لضربه شقيقته الصغرى لأنكِ كنتِ يوما الشقيقة الصغرى التي تتعرض للضرب تفكّري في تلك المشاعر وداويها. مجرد استعدادك للإحساس بالمشاعر الكامنة كفيل بأن يغنيك عن درع الغضب، وعندئذ سيتلاشى.
* اختاري معاركك. كل تفاعل سلبي مع طفلتك ينتقص من رأس مال علاقتك الثمينة بها. ركزي على ما يهم، مثل الطريقة التي تعامل بها طفلتك باقي البشر. في الصورة الكبرى للأمور، قد يقودك معطفها الملقى على الأرض إلى الجنون، لكنه لا يستحق على الأرجح وضع رصيد علاقتكما في خط النار.
* إذا كنتِ تكافحين غضبك كثيرًا، انشدي المساعدة. لا تخجلي من طلب المساعدة. فأنتِ بهذه الطريقة تتحملين المسؤولية بوصفك أما لتفادي إيذاء طفلك جسديًا أو نفسياً.
|
|
لصحة القلب والأمعاء.. 8 أطعمة لا غنى عنها
|
|
|
|
|
حل سحري لخلايا البيروفسكايت الشمسية.. يرفع كفاءتها إلى 26%
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل: شراكتنا مع المؤسّسات الرائدة تفتح آفاقًا جديدة للارتقاء بجودة التعليم الطبّي في العراق
|
|
|