المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الاخلاق و الادعية
عدد المواضيع في هذا القسم 6253 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

أوضاع الروم إبّان عهد الرسالة
2-4-2017
لجنة حقوق الإنسان ومسألة عقوبة الإعدام
14-3-2018
الدفلة أو ورد الحمار واستخداماتها الطبية
2024-08-30
15- ولاية عبد الملك بن قطن الفهري "رمضان 114- شوال 116هـ"
23-11-2016
Differential Topology
31-5-2021
عداء الأطفال
20/12/2022


لماذا نهى الإسلام عن اتباع الهوى ؟  
  
1757   02:32 صباحاً   التاريخ: 10-2-2022
المؤلف : الشيخ جميل مال الله الربيعي
الكتاب أو المصدر : دراسات اخلاقية في ضوء الكتاب والسنة
الجزء والصفحة : 390-393
القسم : الاخلاق و الادعية / الرذائل وعلاجاتها / رذائل عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-7-2019 1460
التاريخ: 25-4-2022 1783
التاريخ: 6-10-2016 1778
التاريخ: 6-10-2016 1573

ان الاسلام عندما نهى الإنسان عن اتباع الهوى، وجعل ردع النفس عن اهوائها في سبيل الله مقياساً لنجاح الإنسان في الحياة الدنيا، وطريقاً لنجاته في الآخرة ... لم يردعه كي يحرمه عن لذائذه النفسية ، ولا لكي يكبته كما تكبته الرهبانية ، وانما الأساس في ذلك ان الانسان ميزه الله بالحرية والاختيار؛ ولهذا لابد وان يمتلك إرادته، ويوجه طاقاته في الطريق السليم، ولما كانت النفس متشعبة الأهواء فلا يمكن ان يطلق لها الزمام بدون حدود وقيود؛ لأنه سيكون مثلها مثال الماء المرسل بتيار جارف بلا سدود ونواظم ، وبلا شك انه سيخرب كل ما يمر عليه، وإذا نفع فمنفعة جزئية ضئيلة مؤقتة، وبعكسه ما لو بنيت له السدود والنواظم ، وفتحت الروافد والجداول فإنه سيكون كله عطاء وخير ونفع للبشرية كذلك طاقات الإنسان المدخورة في اهوائه وميوله إذا لم توجه الوجهة الصحيحة فستحل الدمار والخراب في الكون ، ومن هنا جاء قوله تعالى : {وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ } [المؤمنون: 71].

إذا اتضح ذلك فإنه سيحل التعارض بين وجود الميول والغرائز الفطرية في الإنسان وبين النهي عنها، ان الاسلام لم يحرم على الانسان التمتع بلذائذ الحياة وتصريف الطاقات ، وانما وجهها وهذبها ، ووضع لها الحدود والنواظم ؛ لتحفظ للإنسان توازنه ؛ ولهذا فإن المؤمن لا يتبع اهوائه ، بل يخضعها لإرادة الله تبارك وتعالى بامتثال اوامره واجتناب نواهيه.

ولابد ان نعلم ان الإنسان إذا كان متبعاً لهواه، ومستجيباً لرغباته النفسية بلا حدود ولا قيود فلا فرق بينه وبين الحيوان؛ لأن ميزة الحيوان عن الإنسان انه خاضع لشهواته ، ولا يستطيع مخالفتها، والإنسان بعكسه يستطيع ان يفعل، او لا يفعل بإرادته؛ ولهذا فإن الإنسان الحقيقي بكل ما للكلمة من معنى هو من حكم عقله بشهواته ، وإذا انعكست المسألة   وحكم شهواته في عقله ، فقد خرج من حدود الإنسانية ، ودخل في عالم الحيوانية بل القرآن الكريم جعله اوطأ درجة من الحيوان ، لأنه عطل اعظم المواهب الإلهية عنده، يقول تعالى : {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} [الأعراف: 179] فهم أضل من البهائم (لكفرهم، وعتوهم لا يهتدون إلى شيء من الخيرات مع ما ركب فيهم من العقول الدالة على الرشاد ، الصارفة عن  الفساد)(1) والسبب في هبوط الإنسان في هذه الحالة من مستوى البشرية إلى حضيض الحيوانية ؛ لأنه استغرق في اهوائه ونزواته حتى أصبح لا يسمع ، ولا يرى ولا يعقل إلا بما توحيه إليه نزواته، يقول تعالى : {أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا * أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا * أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا} [الفرقان: 44، 45].

وهذا نفهم السر في هبوط بعض الناس إلى مستوى ادنى من الحيوانات ؛ لأنه اطفأ نور عقله بطغيان شهواته يقول امير المؤمنين (عليه السلام) : (ذهاب العقل بين الهوى والشهوة) فالاتباع المنهي عنه هو ان يستغرق الإنسان في ملذاته إلى حد يبطل العقل، ويطفئ نوره ، يقول الفيلسوف الإسلامي صدر المتألهين : (الهوى قفل العقل ، وآفة العفاف ، وقوت الشيطان) والإسلام يريد من الإنسان ان يكون منفتح العقل، منشرح الصدر قوي الإرادة ماضي العزم فإذن من خالف هواه ، وتحكم فيه فقد ملك إرادته وتحققت إنسانيته ، وبالعكس من اتبع هواه ، واستغرق فيه فقد فقد إرادته ، وهبط من قدس الإنسانية إلى حضيض الحيوانية ... جاء في الحديث : (من ملك نفسه إذا رغب ، وإذا رهب، وإذا اشتهى، وإذا غضب، وإذا رضي حرم الله جسده على النار)(2).

فالإنسان مرة يملك ميوله واهوائه ، ويتحكم بها، ويوجهها حيثما يريد الله وهذا هو الإنسان الحقيقي، ومرة يفقد إرادته، ويصبح مملوكاً لهواه، لاهثاً خلف  نزواته،  لا يرى ، ولا يسمع ، ولا يعقل غيرها، وهذا هو الذي اتبع هواه ، واصبح معبوداً له من دون الله {أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا } [الفرقان: 43]

____________________

(1) الطبرسي، مجمع البيان : 4/772.

(2) الحر العاملي ، وسائل الشيعة : 11/123.

 

 




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.