المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



علي بن الحسن الأحمر صاحب الكسائي  
  
5121   04:47 مساءاً   التاريخ: 29-06-2015
المؤلف : ياقوت الحموي
الكتاب أو المصدر : معجم الأدباء (إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب)
الجزء والصفحة : ج4، ص3-6
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-08-2015 2848
التاريخ: 22-7-2016 3005
التاريخ: 17-6-2017 2359
التاريخ: 7-2-2018 3066

قال الجعابي: قال محمد بن يحيى الصولي: الأحمر أبو الحسن علي بن الحسن مؤدب الأمين لم يصر إلى أحد قط من التأديب ما صار إليه. وقال محمد بن داود الأحمر اسمه علي بن المبارك ومات الأحمر فيما ذكره الصولي عن أحمد بن فرج قال سمعت أبا سعيد الطوال يقول مات الأحمر قبل الفراء بمدة قال أحسبه سنة أربع وتسعين ومائة ومات الفراء سنة مائتين وأربع.

 وحدث المرزباني قال: روى عبد الله بن جعفر عن علي بن مهدي الكسروي عن ابن قادم صاحب الكسائي قال كان الأحمر صاحب الكسائي رجلا من الجند من رجال النوبة على باب الرشيد وكان يحب علم العربية ولا يقدر على مجالس الكسائي إلا في أيام غير نوبته وكان يرصد مصير الكسائي إلى  الرشيد ويعرض له في طريقه كل يوم فإذا أقبل تلقاه وأخذ بركابه ثم أخذ بيده وماشاه إلى أن يبلغ الستر وساءله في طريقه عن المسألة بعد المسألة فإذا دخل الكسائي رجع إلى مكانه فإذا خرج الكسائي من الدار تلقاه من الستر وأخذ بيده وماشاه يسائله حتى يركب ويجاوز المضارب ثم ينصرف إلى الباب فلم يزل كذلك يتعلم المسألة بعد المسألة حتى قوي وتمكن وكان فطنا حريصا فلما أصاب الكسائي الوضح في وجهه وبدنه كره الرشيد ملازمته أولاده فأمر أن يرتاد لهم من ينوب عنه ممن يرتضي به وقال أنك قد كبرت ونحن نحب أن نودعك ولسنا نقطع عنك جاريك فجعل يدافع بذلك ويتوقى أن يأتيهم برجل فيغلب على موضعه إلى أن ضيق عليه الأمر وشدد وقيل له إن لم تأتنا أنت من أصحابك برجل ارتدنا نحن لهم من يصلح وكان قد بلغه أن سيبويه يريد الشخوص إلى بغداد والأخفش فقلق لذلك ثم عزم على أن يدخل إلى أولاد الرشيد من لا يخشى ناحيته ومن ليس ممن اشتد من أصحابه فقال للأحمر هل فيك خير قال نعم قال قد عزمت أن أستخلفك على أولاد الرشيد فقال الأحمر لعلي لا أفي بما يحتاجون إليه فقال الكسائي إنما يحتاجون في كل يوم إلى مسألتين في النحو وثنتين من معاني الشعر وأحرف من اللغة وأنا ألقنك في كل يوم قبل أن يأتيهم ذلك فتحفظه وتعلمهم. فقال: نعم.

 فلما ألحوا عليه قال قد وجدت من أرضاه وإنما أخرت ذلك حتى وجدته وأسماه لهم. فقالوا: إنما اخترت لنا رجلا من رجال النوبة ولم تأت بأحد متقدم في العلم فقال ما أعرف أحدا في أصحابي مثله في الفهم والصيانة ولست أرضى لكم غيره. فأدخل الأحمر إلى الدار وفرش له البيت الذي فيه بفرش حسن وكان الخلفاء إذا أدخلوا مؤدبا إلى أولادهم فجلس أول يوم أمروا بعد قيامه بحمل كل ما في المجلس إلى منزله مع ما يوصل به ويوهب له.

فلما أراد الأحمر الانصراف إلى منزله دعي له بحمالين فحمل معه ذلك كله مع بز كثير فقال الأحمر والله ما يسع بيتي هذا وما لنا إلا غرفة ضيقة في بعض الخانات ليس فيها من تحفظه غيري وإنما يصلح مثل هذا لمن له دار وأهل وكل شيء وما يشاكله. فأمر بشراء دار له وجارية وحمل على دابة ووهب له غلام وأقيم له جار ولمن عنده فجعل يختلف إلى الكسائي كل عشية ويتلقن ما يحتاج إليه أولاد الرشيد ويغدو عليهم فيلقنهم وكان الكسائي يأتيهم في الشهر مرة أو مرتين فيعرضون عليه بحضرة الرشيد ما علمهم الأحمر ويرضاه فلم يزل الأحمر كذلك حتى صار نحويا وجلت حاله وعرف بالأدب حتى قدم على سائر أصحاب الكسائي ولم يكن قبل ذلك له ذكر ولا يعرف.

 وحدث محمد بن الجهم السمري قال: كنا إذا أتينا الأحمر تلقانا الخدم فندخل قصرا من قصور الملوك فيه من فرش الشتاء في وقته ما لم يكن مثله إلا دار أمير المؤمنين ويدفع إلينا دفاتر الكاغد والجلود قد صقلت والمحابر المخروطة والأقلام والسكاكين ويخرج إلينا وعليه ثياب الملوك ينفح منها رائحة المسك والبخور فيلقانا بوجه منطلق وبشر حسن حتى ننصرف ونصير إلى الفراء فيخرج إلينا معبسا قد اشتمل بكسائه فيجلس لنا على بابه ونجلس في التراب بين يديه فيكون أحلى في قلوبنا من الأحمر وجميل فعله.

 وحدث سلمة قال: كان الأحمر قد أملى على الناس شواهد النحو فأراد الفراء أن يتممها فلم يجتمع له أصحاب الكسائي كما اجتمعوا للأحمر فقطع ولم يعرض لها. قال: عبد الله بن جعفر أخبرنا غير واحد عن سلمة بن عاصم صاحب الفراء قال: كان بين الفراء والأحمر تباعد وجفاء فحج الأحمر فمات في طريق مكة فقيل للفراء إن الأحمر قد نعي إلى أهله فاسترجع وتوجع وترحم عليه وجعل يقول:

 أما والله لقد علمته صدوقا سخيا ذكيا عالما ذا مروءة ومودة رضي الله عنه فقيل له أين هذا مما كنت تقول فيه بالأمس قال والله ما يمنعني ما كان بيني وبينه أن أقول فيه الحق وما تعديت فيه قط في قول ولا تحريت فيه إلا الصدق قبل والآن.

 وأنشد إسحاق الموصلي قال أنشدني الأحمر غلام الكسائي لنفسه: [المتقارب]

 (وفتيان صدق دعوا للندي ... وفاض السرور بأرض الطرب)

 وهي أربعة أبيات قال: وقرأت له أيضا أبياتا يسيرة ضعيفة.

 وقال أبو محمد اليزيدي يهجو الكسائي والأحمر: [مجزوء الرمل]

 (أفسد النحو الكسائيـْ...ـيُ وثنى ابن غزاله)

 (وأرى الأحمر تيسا ... فاعلفوا التيس النخاله)

 وقال ثعلب: كان الأحمر يحفظ الأربعين ألف بيت شاهد في النحو سوى ما كان يحفظ من القصائد وكان مقدما على الفراء في حياة الكسائي وله من التصانيف كتاب التصريف كتاب تفنن البلغاء.





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.