المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

الحروف المقطة في القران الكريم
2-08-2015
زراعة وخدمة النبق
7-1-2016
أسباب الرزق
5-10-2014
النبي (ص) في قباء
8-6-2021
تاريخ النقل وصناعة وسائطه
6/12/2022
تعيين الإحداثيات في حالة عدم معرفة أبعاد الوحدة البنائية
2023-10-04


حفظ اللسان وحسن استعماله  
  
2934   12:55 صباحاً   التاريخ: 6-1-2022
المؤلف : رضا علوي سيد احمد
الكتاب أو المصدر : فن التعامل مع الناس
الجزء والصفحة : ص 209 ـ 214
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / آداب عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-07-10 1125
التاريخ: 15-12-2016 2100
التاريخ: 5-7-2022 2059
التاريخ: 17-2-2022 2581

قال تعالى: {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا} [البقرة: 83].

وقال الإمام علي (عليه السلام): (ما الإنسان لولا اللسان إلا صورة ممثلة، أو بهيمة مهملة) (1).

وقال (عليه السلام) أيضاً: (إن في الإنسان عشر خصال يظهرها لسانه: شاهد يخبر عن الضمير،

وحاكم يفصل بين الخطاب، وناطق يرد به الجواب، وشافع يدرك به الحاجة، وواصف يعرف به الأشياء، وأمير يأمر بالحسن، وواعظ ينهى عن القبيح، ومعز تسكن به الأحزان، وحاضر تجلّى به الضغائن، ومونق تلتذ به الأسماع) (2).

وقال (عليه السلام) أيضاً: (الجمال في اللسان والكمال في العقل) (3).

وقال (عليه السلام): (لسان العاقل وراء قلبه، وقلب الأحمق وراء لسانه) (4).

وقال الإمام الباقر (عليه السلام): (إن هذا اللسان مفتاح كل خير وشر، فينبغي للمؤمن أن يختم على لسانه كما يختم على ذهبه وفضته) (5).

وقال الإمام علي (عليه السلام): (اللسان ترجمان الجنان) (6).

وقال الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله): (لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه) (7).

وقال (صلى الله عليه وآله): (سلامة الإنسان في حفظ اللسان) (8).

وقال الإمام علي (عليه السلام): (زلة اللسان أنكى من إصابة السنان) (9).

وقال الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله): (فتنة اللسان أشد من ضرب السيف) (10).

وقال الإمام علي (عليه السلام): (رب لسان أتى على إنسان) (11).

وقال (عليه السلام): (صلاح الإنسان في حبس اللسان) (12).

وقال الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله): (إن أكثر خطايا ابن آدم في لسانه) (13).

وقال (صلى الله عليه وآله): (يعذب الله اللسان بعذاب لا يعذب به شيئاً من الجوارح، فيقول: يا رب، عذبتني بعذاب لم تعذب به شيئاً من الجوارح؟! فيقال له: خرجت منك كلمة، فبلغت مشارق الأرض ومغاربها، فسفك بها الدم الحرام، وانتهب بها المال الحرام، وانتهك بها الفرج الحرام) (14).

لو وقف المرء مع نفسه، وأجال الفكر في أعماله وتصرفاته لرأى أنها تتألف من أقوال، وأفعال، وتقريرات، وأن كثيراً منها ـ أو اكثرها ـ تتم باستعمال اللسان.

وقد يسأل السائل: لماذا؟ والجواب: لأن اللسان هو أحد المميزات الرئيسة بين الإنسان والحيوان، إذ هو وسيلة النطق والتعبير لديه، وميزان العقل فيه، ورسوله، والترجمان الحقيقي لما يجول في قلبه وضميره.

وعن طريق اللسان يمارس المرء أموراً كثيرة منها:

1 ـ الإخبار عنها في ضميره وباطنه.

2- إطلاق الأحكام واتخاذها.

3 ـ رد الاجوبة على الأسئلة المقدمة له.

4 ـ التوسط به لإدراك الحاجات ونيلها.

5 ـ وصف الأمور والأشياء.

6 ـ الأمر بالحسن والفضيلة.

7 ـ النهي عن القبح والرذيلة.

8 ـ تسكين الأحزان، باعتباره وسيلة السرور والدعابة والتفريح.

9 - إجلاء الأحقاد والضغائن.

10 - إلتذاذ السّمع بما يصدر عنه من كلام ذي معنى، فصيح، بين، وبديع.

أن اللسان لا يتعدى كونه بضعة من اللحم، ذات وزن قليل قد لا يتجاوز المائتين غرام. ولكن هذه القطعة اللحمية إذا حفظت، ووجهت في الاتجاه الصالح والصحيح، تتحول إلى مفتاح تفتح به أبواب الخير. أما إذا أطلق عنان الحرية لها، فأنها تتحول إلى مفتاح تفتح به أبواب الشر، الأمر الذي يورد المرء في المزالق والمهالك والأزمات! ومن هنا فليس غريباً أن تكون حصائد الألسنة السيئة هي التي تكب الناس على مناخرهم في النار.

وإذ الأمر كذلك فإن على المرء أن يتعامل مع لسانه كما يتعامل مع دراهمه ودنانيره. فالمعروف أن الأموال في البيوت وفي البنوك، لكي تحفظ، تجعل في صناديق حديدية سميكة ثقيلة محكمة السد. وهكذا بالنسبة للألسن فلكي تحفظ، وتوجه في الوجهة الصحيحة، يجب أن تصندق (*) ويختم عليها.

ولسعة الدور الذي يقوم به اللسان في تصرفات الإنسان، فإن إيمانه بالله لا تتحقق فيه شروط الاستقامة ومقوماتها إلا باستقامة النفس، وهذه الأخيرة لا تستقيم إلا باستقامة اللسان، ولا يستقيم اللسان إلا إذا وقع رهن إشارة العقل المؤدب. وهذا ما يميز المرء العاقل عن المرء الأحمق (الجاهل). فالأول يجعل لسانه رهن إشارة عقله، أما الآخر فيجعل عقله رهن إشارة لسانه، وهنا موقع الإنسان في المزالق والمهالك.

ومن هنا ففي الوقت الذي على المرء أن يوجه لسانه في الوجوه الصالحة، عليه في ذات الوقت أن يسجن لسانه، ويكفه عن الورود في الوجوه الطالحة. وبسجنه وكفه تتحقق السلامة له، إذ سلامته تتوقف على حفظ لسانه، وصلاحه يتوقف على حبسه.

يقول الشاعر:

إذا شئت أن تحيا سليماً من الأذى          وحظك مفور وعرضك صين

لسانك لا تذكر به عورة أمرئ             فكلك عـورات وللناس السن

إن اللسان إذا لم يحفظ ويوجه في الاتجاه السّليم، تكون آثاره خطيرة، تصل الى منتهى الخطورة في حالات!. فربما كانت كلمة من لسان أقتل لإنسان من ضربة حسام أو سنان. وكم من فتنة اشتعل أوارها، وأضرمت نيرانها بسبب اللسان: لعدم حفظه، وإعطائه الحرية!. وكم من إنسان أشرف على الهلاك، أو هلك بسبب سوء استعمال اللسان: لسانه، أو لسان غيره!

وإذ أن للسان هذا الدور وهذه الأهمية، فإن كثيراً من الأخلاق والأخلاقيات الإجتماعية التي يتوجب على المرء أن يلتزمها في معاملته الناس، يدخل استعمال اللسان طرفاً أولياً فيها ـ باعتباره وسيلة التعبير ـ ويكون التزامها موقوفاً على حفظه، والتحكم فيه، وحسن استعماله، وتعويده قول الحسن والخير.

وعن تعويد اللسان قول الحسن (**) والخير ينقل التاريخ أنه: مر نبي الله عيسى (عليه السلام) مع أصحابه على خنزير أجرب، فهم أصحابه بشتمه، والإستهزاء به، وضربه، فنهاهم نبي الله عن ذلك، وأمرهم بالإحسان حتى الى هذا الخنزير الأجرب، قائلا لهم: عودوا ألسنتكم قول الخير حتى مع الحيوانات.

يقول الشاعر في هذا المعنى:

عود لسانك قول الخير تحظ به       إن اللسان لما عـودت معتـاد.

ويقول الإمام علي (عليه السلام) في الشعر المنسوب اليه:

وزِن الـكـلام إذا نــطـقـت ولا تكن               ثرثارة في كل ناد تخطب

واحـفظ لـسـانـك واحـتـرز مـن لـفـظه           فـالمـرة يسـلم بـالـلـسـان ويـعـطـب (15).

والآن فلكي يحسن المرء معاملة الناس، عليه أن يحفظ لسانه ويحسن استعماله، ويجعله مركباً للخير.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) تحف العقول، ص147.

(2) الفروع من الكافي، ج8، ص20.

(3) بحار الأنوار، ج77، ص141.

(4) نهج البلاغة، حكمة40.

(5) تحف العقول، ص218.

(6) الغرر والدرر.

(7) بحار الأنوار، ج17، ص287.

(8) المصدر السابق، ص286.

(9) الغرر والدرر.

(10) بحار الانوار، ج71، ص286.

(11) الغرر والدرر.

(12) المصدر السابق.

(13) المحجة البيضاء، ج5، ص194.

(14) أصول الكافي، ج2، ص115..

(*) تصندق: توضع في صندوق. وصندوق اللسـان هـو الفم، وبفعل هذا الصندوق يتم الصمت والسكوت وحفظ اللسان.

(**) ان قول الله - سبحانه وتعالى: {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا} [البقرة: 83]، تلخصت فيه كل أخلاقيات التعامل التي تتم بواسطة اللسان.

(15) ديوان الامام علي، جمع وترتيب: عبد العزيز الكرم. نادي: مجلس. يعطب: يهلك. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.