المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{وهذا كتاب انزلناه مبارك}
2025-01-22
{وما قدروا الله حق قدره}
2025-01-22
هبات الله لإبراهيم
2025-01-22
الظلم الضلال فما فوقه
2025-01-22
{ولا تخافون انكم اشركتم بالله}
2025-01-22
التنازع في التوحيد
2025-01-22

Barr Body
10-12-2015
نبذة تاريخية عن النانو
2023-09-28
خصائـص نظـم معلومـات الإدارة الوسطى
5-5-2021
السداد الطبيعية Natural Levees
2024-12-21
How Language Changes—Many Directions
2024-01-09
ماهية القبول بالتدخل في الكمبيالة
26-4-2017


قواعد التعامل مع الآخرين (فن التواصل) / كن في غاية اللطف والابتسامة تعلو وجهك  
  
54   08:24 صباحاً   التاريخ: 2025-01-21
المؤلف : حسن علي الجوادي
الكتاب أو المصدر : قواعد النجاح لمختلف الشخصيات
الجزء والصفحة : ص 64 ــ 65
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / آداب عامة /

التواصل طريق فهم الآخرين، وطريق مواصلة الحياة والعيش بالصورة الانسانية، لان الانسان مجتمعي مدني بطبعه يميل لان يؤلف مع الآخرين من ابناء جنسه علاقات عدة، تمتد من السلام وتتعدى المكان، ضرورة أن يجد الانسان بغيته في التواصل، لأنك في كثير من الاحيان لا تستطيع قتل الوحشة والغربة الا بوجود شخص معك، وهو ما يسمى بالمؤنس والرفيق الذي يرفع الغربة او الوحشة، هذه فائدة من فوائد التواصل، ولربما لا يكفي الحديث عن فوائد التواصل وبناء العلاقات عشرات الأوراق، وهذا ما يلمس اثره كل انسان، فتجد انك بحاجة الى قريب تشكي له ما يدور في عالمك او متنفس لهمومك او صديق تتخذه معيناً لك او استاذ يهمك او معلم يربيك او قائد تقتدي به، فهنالك حركة في داخل الانسان ونقطة نور تدفعه لان يبني علاقات مع مختلف شرائح المجتمع، فالإنسان المدني بحاجة الى الطبيب والمزارع والمهندس والمعلم والمدرس والمؤلف والصحفي والاعلامي والعالم والمبدع والمخترع، ومن يجمع عدة من الصفات في شخصه، كل هذه الاسماء انت بحاجة لان تتواصل معها، وتختلف قيمة التواصل واهميته، بدرجة احتياجك للشخص الذي تتواصل معه والقيمة التي يضيفها لك، ولا يعني ان التواصل لأجل شيء مادي، فان تلك العلاقات العامة هي المقصودة، أي تسعى لان تكون علاقات ترتبط بها مع الجميع، لكن ما اريد ان يستوعبه القارئ من معنى: هو التواصل بشكله العام دون ان يكون هنالك تركيز على مفصل ما، او جزء آخر، وكيف تحصل على القواعد التي تنفعك في تواصلك مع الناس، وقد تسأل: هل هنالك قواعد يمكن لي حفظها او تدوينها تنفعني في تواصلي مع الناس؟ نعم، هناك قواعد اساسية في التواصل، تستطيع ان تسجلها وتحتفظ بها في الأوقات التي تحتاجها، ولكن هنالك قواعد للتعامل والتواصل اساسية، وأخرى فرعية حسب نوع الشخص الذي تتواصل معه، اذ تكمن الملاحظة الجديرة بالذكر في معرفة أصل الفن ومن ثم معرفة الشخص الذي تتواصل معه، وقد يكون تواصلك مع مؤسسات أو شركات وغيرها، فهذه ايضاً لها رسومات خاصة جداً، ومن يدخل في هذه المجالات يكون أكثر خبرة حتى من المدرب نفسه، ولذا سوف يتم التركيز على فن التواصل والعلاقات بمجملها العام وبعض الخصوصيات الضرورية.

ـ كن في غاية اللطف والابتسامة تعلو وجهك

سحر الابتسامة يأخذ بالقلوب والنفوس، يبدل نظرة كل شخص سبقت عنك، يحول الاجواء المتوترة الى اجواء جميلة، فلا تلاقِ الناس بوجه مكفهر ومتصلب، لا ابتسامة ولا جرعة من الحب والود، فإن الابتسامة ملح العلاقة بين الطرفين، ولتكن معها حركات معينة تضيف لشخصيتك الثقة بالنفس والقوة الواضحة ولطافتك وتعاملك الطيب مع الآخرين سيجلب القلوب اليك في غضون دقائق معدودة، جرب ذلك بنفسك واعرف النتائج، وكن على قدر من المسؤولية في ذلك الأمر.

1ـ اللطف مع الآخرين يفتح عليك ابواب العلاقات المختلفة مع الناس، فان الناس تبحث عن شخص يكن لها الود والحب واللطافة أحد عناصرها المهمة ان يكون الانسان محباً للناس، لا يحمل عليهم شيئاً في قلبه، فاذا توجت اخلاقك باللطافة والمحبة تواصلت مع الناس بكل سهولة ويسر، واصبحت ملهما لهم على صعيد التعامل والتواصل.

2ـ كن مبتسما على الدوام، فان ذلك سيجعل الناس تأخذ فكرة عن سلوكك واخلاقك بشكل ايجابي، فانهم يصفون شخصيتك بالإيجابية، ابتسم معهم فأنك لا تخسر شيئاً، كن لهم الحب لأنهم بشر مثلك ليس لهم سوى الحب والود، ولا تتكلم امامهم بالبغض والكره للآخرين، فانهم سيخافون منك كثيراً ويحسبون لك ألف حساب. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.