أقرأ أيضاً
التاريخ: 17/11/2022
2191
التاريخ: 12-4-2017
2195
التاريخ: 20-4-2016
19703
التاريخ: 27-1-2021
2158
|
لقد جاء الإسلام وفي جوهر خطابه الانساني والثقافي والديني والتربوي اعلى القيم التي تتجسد فيها معاني المواطنة الحقة حيث يتضح ذلك في الخطاب القرآني الذي دعا إلى العدل والمساواة والتسامح وعدم التميز بين المواطنين أو التفرقة والعنصرية على أساس العرق أو اللون أو الدين كما جاء في قوله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ} [الروم: 22].
ففي هذه الآية الكريمة نجد ان الإسلام يساوي بين الجميع ولا يقر العنصرية أو التفرقة لسبب من الأسباب وهدفه من ذلك بناء المجتمع الصحيح والمتعايش في إطار الوطن الذي يسمو به المواطن بروح المواطنة الحقة التي تمثل القيم الروحية والاخلاقية النبيلة وتمتثل لها في بناء المجتمع الانساني القويم الذي لا يتأسس وتقوم قواعده الصحيحة إلا بالإخوة والوحدة والتعاون والمساواة في إطار المجتمع الواحد المتضامن وفي إطار التعايش السلمي والتعاون البناء بين المجتمعات الإنسانية كافة بعيدا عن التعصب والعنصرية لذلك جاء الخطاب القرآني، خطاباً موحداً موجها لكافة الناس من ابناء البشر في مشارق الأرض ومغاربها كقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ } [الحجرات: 13].
وبذلك فقد (أقر الإسلام المساواة والعدالة بين البشر وجعلها ميزاناً للعلاقات الاجتماعية بين افراد المجتمع الواحد وبين المجتمعات كافة، وحث الخطاب القرآني على احترام العقود والعهود والمواثيق إذ ان احترام المواثيق والعهود أساس المواطنة الصالحة)(٢). كقوله تعالى: {وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ} [النحل: 91].
لقد جاء الإسلام في عصر كانت فيه المجتمعات العربية، وخاصة مجتمعات القبائل في الجزيرة العربية قبائل متفرقة متناحرة تسودها العداوة والبغضاء والعصبية الجاهلية، حيث يعيش القوي ويسحق الضعيف حتى في الجماعة الواحدة وفي هذه الجماعة أو الجماعات المجاورة كل يبحث عن مصلحته الخاصة على أرض لا وجود فيها لمفهوم وقـيـم الـوطـن والمواطنة مع فقدان شكل الدولة في ذلك الوقت فعمد الإسلام بشريعته السمحاء وبسيرة رسوله المصطفى النبي محمد صلى الله عليه وآله وخلقه العظيم كما يصفه القرآن الكريم في قوله تعالى: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم: 4]. عمد إلى بناء المجتمع بناءً صحيحاً بالاعتماد على قيمه الروحية والاخلاقية العظيمة وانطلاقا من البناء الروحي والنفسي والاخلاقي للإنسان ومتطلبات تعليمه لقيم المواطنة الصحيحة ومن ثم سعى إلى بناء الدولة بناء وطنياً صحيحاً في شكل الوطن الواحد الذي تسوده روح الاخوة والتعاون والمساواة والتعايش السلمي بين افراده ومن نتائج ذلك تكونت من القبائل المتفرقة ومن الجماعات المتناحرة امة متماسكة مفلحة تدعو إلى الخير وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر مثلما عبر عنها الخطاب القرآني في قوله تعالى : {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (103) وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [آل عمران: 103، 104].
وهكذا أخذت المواطنة نسقها الإنساني وقيمتها الاخلاقية وعمقها الوطني، ودلالتها الاجتماعية والتاريخية والجغرافية الشاخصة في بناء المجتمع الإسلامي وشكله المنظم في إطار الوطن والدولة بشكل خاص وفي بناء المجتمعات الإنسانية المختلفة على امتداد الكرة الارضية بشكل عام فبرز إلى الوجود شكل الوطن وقيمته المكانية والمعنوية والتاريخية والتي تدعو العربي والمسلم إلى الفخر وهو يشير إلى حقيقة وطنه ومواطنته بوجود وطنه الحقيقي، كما جاء في الخطاب القرآني بقوله تعالى: {وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ} [التين: 3]
ولكي يبقى هذا البلد أمينا يتطلب منا دائماً الحرص على تنمية روح المواطنة الحقة لدى أبناء هذا البلد وان لا نغفل عنه أبداً وذلك من خلال التواصل في تربية الأطفال وتعليمهم على المواطنة على ان يسبق ذلك إدراك الجميع لضرورات التربية والتعليم على المواطنة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) راجع: التربية الوطنية والاجتماعية للصف السادس الابتدائي، شذى العجيلي، عبد المنعم الحسيني، عادلة القيار - وزارة التربية العراق. الطبعة السادسة 2010، ص 16.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|