المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

السيد أبو الصمصام ذو الفقار بن محمد الحسني (ت / 536 هـ)
28-4-2016
استحباب السواك.
23-1-2016
Further points about incompatibility
12-2-2022
حلف مرداس بن أبي عامر
27-2-2021
الإضاءة الصناعية - فلاشات الأستوديو Strobe lighting
25-12-2021
In Silico Media
18-9-2018


النظرة الحديثة لعلم الطفل وتربيته وتثقيفه  
  
3447   02:40 صباحاً   التاريخ: 1-1-2022
المؤلف : الاستاذ فاضل الكعبي
الكتاب أو المصدر : الطفل بين التربية والثقافة
الجزء والصفحة : ص48 ـ 50
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-4-2016 2271
التاريخ: 21-4-2016 11776
التاريخ: 21-8-2022 1772
التاريخ: 18-1-2016 2360

في العصر الحديث توسع الاهتمام بالطفل، وتطورت النظرة اليه بشكل علمي، وتعددت المناهج والنظريات والدراسات التي اختصت بهذا المجال، تمثل باهتمام العديد من الفلاسفة والمفكرين والتربويين وتخصصهم بدراسة الطفل والبحث في خصائصه البايلوجية والفسيولوجية والسيكولوجية، وغيرها من القضايا التي تتصل بعوالم وحاجات هذا الكائن الغامض، فإضافة الى ما كان سائدا من المفاهيم والآراء والأفكار المهمة في مجال الطفل في الثقافة العربية والإسلامية وفي ثقافات المجتمعات الإنسانية الأخرى، بدأ الاتجاه العلمي الحديث بادراك أهمية التحولات العلمية والثقافية والاجتماعية والتربوية في طورها الجديد، فراح يدرس الطفل، او ما يسمى (بالبيدالوجيا) (علم الطفل) القائم على الملاحظة والتجربة، بشكل اعمق وادق بالانطلاق في هذه الدراسة من الخصائص الصغيرة إلى الخصائص الكبيرة في فهم الطفل..

وانطلقت هذه الدراسات في تأسيسها الحديث على العديد من الآراء والأفكار السابقة، بينما راحت الدراسات الأخرى تؤسس نظرياتها ومفاهيمها في ضوء فهمها للطفل في واقعه الحديث، منطلقة من قصور بعض الدراسات والمفاهيم في بعض جوانبها، من الوصول الى حقيقة الطفل، والاستجابة لمراحل تطوره الطبيعي.. فانطلقت هذه الدراسات العلمية من هذا الاطار لتجد لها صدي واسعاً في الثقافات الإنسانية المختلفة، على يد العديد من الفلاسفة والمفكرين والتربويين بمختلف توجهاتهم واتجاهاتهم الفكرية والعلمية ولعل ابرزهم واكثرهم اهتماما وجدلا في هذا المجال الشائك الفيلسوف والمفكر والمربي الفرنسي الشهير (جان جاك روسو 1712 ـ 1778) .

فقد اهتمت الثقافات الإنسانية المختلفة بآراء وأفكار روسو بعد ان احدث ثورة كبرى في الفكر التربوي، مثلما ذهبت الباحثة (عزيزة محمد الشيباني) وأكدت في قولها (ان روسو هو اول من نادى بحق الانسان في التربية منذ ولادته، ونادى بان التربية يجب ان تؤسس على دراسة الطفل ومعرفة طباعه وميوله، ولذا يسمى كتابه (اميل) (كتاب الحرية في تعليم الطفل) وقد عرض في هذا الكتاب لونا من التربية غير مؤسسة على نمط المجتمع ولا على التقاليد المدرسية، ولكنها مؤسسة على معرفة حقيقة الانسان وطبيعة الطفل، وقد خصص الجزء الأول من كتابه (اميل) لتربية الطفل من الميلاد الى سن الخامسة.. وقد نادى (روسو) بان المعلم الأول هما رجلاه ويداه وعيناه، ويرجع اليه الفضل في فكرة ان التربية هي الحياة، وان الطفل يجب ان يكون مركزها، وان هدفها يجب ان يكون تحقيق اكتمال الفرد في كل طور من اطوار حياته)(1).

لقد ذكرت الباحثة هنا جملة من الحقائق عن شخصية (روسو) ومكانته العلمية، التي يعرضها الكثير وينطلق منها لما تمثله من قيمة تربوية وعلمية في الثقافة والتربية الحديثة التي أصبحت مرجعاً مهما في الدراسات والمباحث الحديثة في (علم الطفل) ، وهذا واضح ولا اشكال فيه ، الا ان الاشكال ما ذكرته الباحثة (الشيباني) حين ذكرت: (ان روسو هو اول من نادى بحق الانسان في التربية منذ ولادته)... وقد نسيت أو فاتها ان هذه الدعوة ومفاهيمها كانت واضحة في الفكر التربوي العربي والإسلامي قبل (روسو) بقرون عديدة، وشواهد ذلك واضحة في التراث العلمي للثقافة العربية والإسلامية، من خلال ما طرحه العديد من الفلاسفة والمفكرين والعلماء العرب والمسلمين قديما..

وقد تجلي هذا الطرح بوضوح وبشكل خاص في أفكار (الغزالي 450 ـ 505هـ) حين دعا وشدد في أحد فصول كتابه المهم (إحياء علوم الدين) على (وجوب العناية بتربية الطفل منذ اليوم الأول من حياته، وذلك لان نفسه صفحة بيضاء وكل ما ينقش عليها يترك أثره فيها)(2).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ راجع كتاب أثر رياض الأطفال على التكيف الاجتماعي ـ عزيزة محمد الشيباني.

2ـ فاخر عاقل التربية قديمها وحديثها. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.