أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-4-2016
2271
التاريخ: 21-4-2016
11776
التاريخ: 21-8-2022
1772
التاريخ: 18-1-2016
2360
|
في العصر الحديث توسع الاهتمام بالطفل، وتطورت النظرة اليه بشكل علمي، وتعددت المناهج والنظريات والدراسات التي اختصت بهذا المجال، تمثل باهتمام العديد من الفلاسفة والمفكرين والتربويين وتخصصهم بدراسة الطفل والبحث في خصائصه البايلوجية والفسيولوجية والسيكولوجية، وغيرها من القضايا التي تتصل بعوالم وحاجات هذا الكائن الغامض، فإضافة الى ما كان سائدا من المفاهيم والآراء والأفكار المهمة في مجال الطفل في الثقافة العربية والإسلامية وفي ثقافات المجتمعات الإنسانية الأخرى، بدأ الاتجاه العلمي الحديث بادراك أهمية التحولات العلمية والثقافية والاجتماعية والتربوية في طورها الجديد، فراح يدرس الطفل، او ما يسمى (بالبيدالوجيا) (علم الطفل) القائم على الملاحظة والتجربة، بشكل اعمق وادق بالانطلاق في هذه الدراسة من الخصائص الصغيرة إلى الخصائص الكبيرة في فهم الطفل..
وانطلقت هذه الدراسات في تأسيسها الحديث على العديد من الآراء والأفكار السابقة، بينما راحت الدراسات الأخرى تؤسس نظرياتها ومفاهيمها في ضوء فهمها للطفل في واقعه الحديث، منطلقة من قصور بعض الدراسات والمفاهيم في بعض جوانبها، من الوصول الى حقيقة الطفل، والاستجابة لمراحل تطوره الطبيعي.. فانطلقت هذه الدراسات العلمية من هذا الاطار لتجد لها صدي واسعاً في الثقافات الإنسانية المختلفة، على يد العديد من الفلاسفة والمفكرين والتربويين بمختلف توجهاتهم واتجاهاتهم الفكرية والعلمية ولعل ابرزهم واكثرهم اهتماما وجدلا في هذا المجال الشائك الفيلسوف والمفكر والمربي الفرنسي الشهير (جان جاك روسو 1712 ـ 1778) .
فقد اهتمت الثقافات الإنسانية المختلفة بآراء وأفكار روسو بعد ان احدث ثورة كبرى في الفكر التربوي، مثلما ذهبت الباحثة (عزيزة محمد الشيباني) وأكدت في قولها (ان روسو هو اول من نادى بحق الانسان في التربية منذ ولادته، ونادى بان التربية يجب ان تؤسس على دراسة الطفل ومعرفة طباعه وميوله، ولذا يسمى كتابه (اميل) (كتاب الحرية في تعليم الطفل) وقد عرض في هذا الكتاب لونا من التربية غير مؤسسة على نمط المجتمع ولا على التقاليد المدرسية، ولكنها مؤسسة على معرفة حقيقة الانسان وطبيعة الطفل، وقد خصص الجزء الأول من كتابه (اميل) لتربية الطفل من الميلاد الى سن الخامسة.. وقد نادى (روسو) بان المعلم الأول هما رجلاه ويداه وعيناه، ويرجع اليه الفضل في فكرة ان التربية هي الحياة، وان الطفل يجب ان يكون مركزها، وان هدفها يجب ان يكون تحقيق اكتمال الفرد في كل طور من اطوار حياته)(1).
لقد ذكرت الباحثة هنا جملة من الحقائق عن شخصية (روسو) ومكانته العلمية، التي يعرضها الكثير وينطلق منها لما تمثله من قيمة تربوية وعلمية في الثقافة والتربية الحديثة التي أصبحت مرجعاً مهما في الدراسات والمباحث الحديثة في (علم الطفل) ، وهذا واضح ولا اشكال فيه ، الا ان الاشكال ما ذكرته الباحثة (الشيباني) حين ذكرت: (ان روسو هو اول من نادى بحق الانسان في التربية منذ ولادته)... وقد نسيت أو فاتها ان هذه الدعوة ومفاهيمها كانت واضحة في الفكر التربوي العربي والإسلامي قبل (روسو) بقرون عديدة، وشواهد ذلك واضحة في التراث العلمي للثقافة العربية والإسلامية، من خلال ما طرحه العديد من الفلاسفة والمفكرين والعلماء العرب والمسلمين قديما..
وقد تجلي هذا الطرح بوضوح وبشكل خاص في أفكار (الغزالي 450 ـ 505هـ) حين دعا وشدد في أحد فصول كتابه المهم (إحياء علوم الدين) على (وجوب العناية بتربية الطفل منذ اليوم الأول من حياته، وذلك لان نفسه صفحة بيضاء وكل ما ينقش عليها يترك أثره فيها)(2).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ راجع كتاب أثر رياض الأطفال على التكيف الاجتماعي ـ عزيزة محمد الشيباني.
2ـ فاخر عاقل التربية قديمها وحديثها.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|