المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

اختيار النمط القيادي
28-4-2016
مملكة اوغاريت
10-10-2016
البلوغ الروحي
26-9-2018
Interest Periods
15-2-2016
الطهارة و النظافة
21-9-2016
لزوم اعتكاف شهر بالأهلّة أو ثلاثين يوماً فيما لو نذر اعتكاف شهر
21-11-2015


أشكال وأساليب الخطاب الثقافي  
  
3002   05:11 مساءً   التاريخ: 16-11-2021
المؤلف : الاستاذ فاضل الكعبي
الكتاب أو المصدر : الطفل بين التربية والثقافة
الجزء والصفحة : ص184 ـ 189
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية العلمية والفكرية والثقافية /

يأتي التنوع والاختلاف في الوسيلة الوظيفية لبث الخطاب والتخاطب الثقافي من صفة إلى صفة أخرى ليتكامل بالنتيجة إلى غاية واحدة هدفها التعزيز الثقافي للفرد، وبناء الخطاب الثقافي المتكامل، الذي يجمع في حصيلته مجموعة مؤثرات فرعية، لمجموعة أنشطة تخصصية، تنتجها منظومة متنوعة من الخطابات المعرفية والوظيفية المستقلة بذاتها، والمتفاعلة مع غيرها في وظيفة التنشئة والإعداد والإرشاد، والتي تأتي على النحو التالي:

1. الخطاب التربوي.

2. الخطاب الاجتماعي.

3. الخطاب الجمالي.

وكل هذه الاتجاهات تصب في اتجاه واحد، هذا الاتجاه هو الذي يشكل (الخطاب الـثـقـافـي) ويوضح معالمه في السلوك والـقـدرات والانفعالات، والمدركات، وفي آليات الوعي العام للطفل.. كما ان لكل واحد من هذه الاتجاهات في الخطاب، شكلين متباينين في الفعل والوظيفة، الشكل الأول لفظي والشكل الثاني غير لفظي، أي ان هناك خطاب لفظي وخطاب غير لفظي في منطوق اللغة وتمظهراتها الصوتية والرمزية في الدلالة والإشارة لتوضيح معاني المضمون ودالته المعرفية.

حيث (يتصل الأفراد في الجماعة الاجتماعية من خلال رموز وضعتها الثقافية على مر الزمن وحددت لها الدلالات، ومن بين هذه الرموز: الألفاظ والإشارات والحركات، وابرز هذه الرموز هي الكلمات، لذا توصف اللغة بأنها نظام موضوع من العلاقات بين رموز منطوقة في ثقافة معينة للتعبير عن معنى، وأغلب الرموز لا ترتبط بما ترمز إليه من معان أو أشياء أو مواقف، بل هي وليدة إجماع الجماعة على معاني لمجردات ، فاللفظ ليس الشيء أو الصفة أو الشعور، بل هو الرمز الدال عليه، لذا لا تتضح معاني الرموز للفرد إلا إذا توفرت له خبرات تتصل بالرمز من جهة وبما ترمز إليه من جهة أخرى.. ومع ان الثقافة تحدد دلالات الكلمات اللفظية إلا ان تلك الدلالات لا تظل ثابتة أبد الدهر، إذ تطرأ عليها تغيرات متعددة تبعاً لما يحصل في المجتمع من عمليات تغير ثقافي حيث ان اللغة ليست إلا عنصراً من عناصر الثقافة، وهي تؤثر وتتأثر بمجمل العناصر الثقافية وبمجمل الظواهر الأخرى في المجتمع، لذا قيل عنها أنها مرنة ومتغيرة وتحتمل الإضافة والإقصاء الـمـفـردات والـتـراكـيـب والدلالات، وهذا ما يمكن ملاحظته عند مقارنة معاني الكلمات في المعاجم القديمة بمعانيها الحاضرة في كل لغة من اللغات، والإنسان هو الكائن الوحيد الذي يتصل بغيره عن طريق الألفاظ المتمثلة بلغة الكلام والتي يطلق عليها اللغة اللفظية)(١).. وهذه اللغة اللفظية هي التي تحمل الخطاب الثقافي وتوضح معانيه ودلالاته في الاتصال الثقافي بين الأفراد.. فكلما تطورت اللغة اللفظية للطفل، كلما تطورت قدراته على استلام الخطاب الثقافي واستقبال تأثيراته المتعددة..

من هنا تم التشديد على أهمية تنمية الثروة اللفظية للطفل، وزيادة مخزونها من الألفاظ والكلمات التي تفصح عن القدرة في فهم المعاني والأشياء والتجاوب معها عبر اللغة، وبالتالي الإفصاح عن قدرة التعامل مع مـاهـيـة الخطاب الثقافي ورموزه ودلالاته وأوجـهـه الـمـتـعـددة في الاتجاهات التربوية والاجتماعية والجمالية.. هذا إلى جانب الشكل الآخر من اللغة، والذي نسميه بـ (اللغة الغير لفظية) وهذا الجانب يدعم ويساعد اللغة اللفظية في إدراك المعاني وتوصيل الدلالات، سواء في اتصاله بالآخرين أو للتعبير عن نفسه.. عبر القيام بإشارات معينة من تقاسيم جسمه، أو إطلاق بعض الأصوات.. أو القيام ببعض الحركات.. وكل ذلك للتعبير عن معنى غير لفظي في اللغة.. فالطفل عندما (يشير بيديه وأصابعه ويحرك تقاطيع وجهه، ويلوي عنقه، ويضرب بأقدامه الأرض، إنما يمارس عمليات اتصالية مع نفسه او مع الآخرين من خلال وعاء غير لغة الكلام يطلق عليه اسم اللغة غير اللفظية، وهذا يعني ان الإنسان يستعين باللغة اللفظية واللغة غير اللفظية في اتصاله)(2)، الطبيعي مع الآخرين في محيطه الاجتماعي.. هذا المحيط الذي يكسب الطفل عناصر اللغة شيئاً فشيئاً بصورة عفوية نتيجة لتكيفه الاجتماعي وتطبيعه بعوالم البيئة التي يعيش فيها، وتشبعه بمؤثراتها التي يبدأ اتصاله بها عبر التقليد والمحاكاة في بادئ الأمر، ثم تتطور بتطور مراحله العمرية فيستطيع عندها إدراك قدرته اللغوية على إطلاق المفردات والجمل والتعابير بطريقة تلقائية، ويعتمد ذلك على تطور قدرات الطفل المختلفة وخاصة أجهزته الجسمية المتعلقة بآلية النطق، وعند ذلك يستطيع الطفل ان يتعامل مع الخطاب الثقافي بوعي ودراية تؤهله على الاستلام الصحيح لمؤثرات هذا الخطاب، والتعامل معه باهتمام شديد.. وهذا أيضاً يتعلق بقوة هذا الخطاب وقوة أسلوبه ومضامينه في التأثير الايجابي في المتلقي.

وهنا يبرز الأسلوب أو الطريقة التي يستخدمها الخطاب الثقافي في ماهياته للتوصيل وللتأثير في المتلقي، وهذا الأسلوب هو الآلية التي تميز هذا الخطاب عن غيره سواء بالشكل أو بالمضمون.. أو في عمليات التجسيد الفني لأنماط الخطاب الثقافي، إذ لا يمكن أدراك ماهية الخطاب الثقافي وحصيلته، دون ان ندرك ماهيات (الخطاب الأخرى) المتصلة به والتي تأكدت لنا في الجانب التربوي والجانب الاجتماعي والجانب الجمالي.. وقلنا ان هناك جملة من الخطابات هي: (الخطاب التربوي، والخطاب الاجتماعي، والخطاب الجمالي) وجميعها تتصل بالخطاب الثقافي وتشكل جوهره...

فالخطاب التربوي هو الأساس الذي يهذب المنشأ ويعده بالاتجاه الصحيح، وهذا الخطاب محدد بطبيعته ومؤثراته، داخل الأسرة أو داخل المؤسسة التربوية.. فالأب والمعلم هما المسؤولان المباشران عن هذا الخطاب وقيمه بالدرجة الأساس..

أما الخطاب الاجتماعي، فهو الخطاب المفتوح على أكثر من اتجاه من اتجاهات البيئة والمحيط الاجتماعي الذي يحيط الخطاب التربوي، فيدعمه احياناً بالإيجاب، أو يؤثر عليه بالسلب في أحايين كثيرة.. لان عوامل بثه وإيصاله عفوية في مؤثراتها المفتوحة، إذ يأتي الخطاب الاجتماعي من أفراد مختلفين، كباراً وصغار، سلبيين وايجابيين، بعضهم له تأثير قوي، وبعضهم الآخر له تأثير ضعيف في اتجاهات الطفل ومدركاته، تبعاً لشخصية الطفل وعوامل تحصينه بالخطاب التربوي، لذلك فان من أولى العمليات التربوية التي يقوم بها الخطاب التربوي في التنشئة والتهذيب هي عمليات التحصين ضد المشاع من سلبيات الخطاب الاجتماعي، وتقوية شخصية الطفل وقدراته المتعددة لتمكينه من ردع المؤثرات السلبية التي يحملها الخطاب الاجتماعي عندما يتصل بالطفل في الفضاء البيئي المفتوح.. الذي لا مهرب من الاتصال به، فهو إلى جانب ما يثيره من سلبيات، له آثار ايجابية على الطفل، من خلال ما يتيحه للطفل من علاقات اجتماعية، وحسن التكيف والتطبع الاجتماعي، الذي يحتاجه الطفل في طبيعته الاجتماعية.

أما الخطاب الجمالي فهو خطاب خاص، محدد الاتجاهات والعناصر، ويأتي من محددات خاصة تبعثها المؤسسات الثقافية والفنية والتربوية، إضافة إلى القنوات الإعلامية والوسائل الاتصالية والجماهيرية، التي تحمل هذا الخطاب وتنشره في أوساط الأطفال من خلال عمليات التجسيد الفني للمسرح والفيلم السينمائي وأفلام الرسوم المتحركة وغيرها من عناصر الفن والأدب، ويحتمل هذا الخطاب إضافة إلى البعد الجمالي في إشكاله ومضامينه، البعد القيمي والمعرفي والتربوي، من أجل أمتاع الطفل وتزويده بمساحة معينة من الإحساس بالجمال..

وبشكل عام فان الخطاب الجمالي يدعم الخطاب التربوي في حياة الطفل، ويدفعه إلى الاقتراب أكثر من الخطاب الثقافي، الذي يتشكل في نهاية المطاف من توافق الخطاب التربوي مع الخطاب الاجتماعي مع الخطاب الجمالي في وعي مشترك يؤدي إلى إدراك الخطاب الثقافي ومقوماته الأساسية للنهوض بالمؤثرات الثقافية في شخصية الطفل، وإعانته على النمو العام بكل جوانبه، فالخطاب الثقافي المؤثر هو الذي يؤدي إلى تحفيز قدرات الطفل وتفعيلها باتجاه النمو المتكامل..

إن تطور الخطاب الثقافي وتفعيله في حياة الطفل يكمن في تطور النمو الجسمي، والنمو الحسي، والنمو العقلي، والنمو الحركي، والنمو المعرفي، والنمو اللغوي، والنمو الانفعالي، والنمو الاجتماعي، وكل ذلك سيقود بالنتيجة إلى تطور النمو الثقافي للطفل وإلى تطور التفكير عند الطفل. شرط ان ينهض الخطاب الثقافي بمهمة تحفيز قدرات الطفل وملازمة مراحله المتعددة، والمتعاقبة، والتوافق معها ودعمها بما هو منسجم ومتوافق، مع ما يتطلبه النمو بأوجهه المتعددة، التي تحتاج إلى التنوع في المؤثرات والحاجات والعناصر والوسائل الثقافية والتربوية والاجتماعية والامتاعية، والتي يجمعها عادة الخطاب الثقافي بإطاره العام، الذي يمزج بين الـقـيـم الـتـربـويـة، والقيم الاجتماعية، والقيم الجمالية، لخلق التلقي الصحيح، والتوافق الموضوعي بين قيم الثقافة وعناصرها وفكر الطفل وإحساسه.. فالخطاب الثقافي المجرد لا يحدث الأثر الواضح، والتأثير الكبير في الطفل، أما الخطاب الثقافي الذي يلبس لباساً فنياً جميلاً وساحراً، سرعان ما تجد الطفل ينجذب اليه، ويقع تحت تأثيره بشكل واضح، فالطفل في الغالب يميل إلى ما يستثيره ويثير إحساسه وعواطفه ودوافعه وغرائزه وخياله، أكثر من ميله إلى الشيء المجرد، الذي يتصل به بشكل مباشر، دون مثيرات، لونية وصورية وصوتية وغير ذلك..

من هنا تأتي أساليب التجسيد الفني للخطاب الثقافي، لتستجيب لهذه الحاجات ولتثبت قدرتها على النفاذ والوصول إلى عقل الطفل ومخيلته بدرجة عالية من الفهم والتأثير، لذا يؤخذ الخطاب الثقافي بأشكال

التجسيد الفني، أكثر من أخذه كخطاب مجرد، قائم بذاته.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(۱) هادي نعمان الهیتي.

(2) المرجع نفسه. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.