المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
من هم المحسنين؟
2024-11-23
ما هي المغفرة؟
2024-11-23
{ليس لك من الامر شيء}
2024-11-23
سبب غزوة أحد
2024-11-23
خير أئمة
2024-11-23
يجوز ان يشترك في الاضحية اكثر من واحد
2024-11-23

تحضير معقدات المركب (NO2BB)
2024-03-17
اسس انضباط الاطفال وضبطهم
15-1-2016
العالم المادي
2023-03-04
الكاربوهيدرات غير الجاهزة Unavailable Carbohydrates
31-8-2020
الحجر الطبيعي - المواد
2023-07-17
جرد النقدية في الصندوق Cash Inventory والمعالجات المحاسبية لـها
6-4-2022


سن المراهقة ليست سناً للانحراف  
  
2132   02:16 صباحاً   التاريخ: 16-11-2021
المؤلف : الشيخ نعيم قاسم
الكتاب أو المصدر : الشباب شعلة تُحرِق أو تُضيء
الجزء والصفحة : ص56ـ61
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-1-2020 8502
التاريخ: 2023-07-24 1045
التاريخ: 2024-10-29 174
التاريخ: 2-6-2022 1759

إن سن المراهقة ليست سناً للإنحراف، سن المراهقة هي سن الطاعة لله تعالى كما هي سن الانحراف، فكما يكون الشاب قوياً في طاعة الله يكون قوياً في معصيته، وذلك بسبب الطاقة الحيوية التي يمتلكها. من جزمَ بضرورة حصول فترة انحراف عند الشباب لسنة أو سنتين أو ثلاث سنوات على الأقل بسبب المراهقة فهو مخطئ! إذ إن اختلاف المقومات الجسدية والنفسية عند المراهق عن مرحلة الطفولة لا تعني حتمية الانحراف واتباع الشهوات. فالانحراف سلوك كما الطاعة سلوك، وإنما يتكون السلوك بالثقافة والتربية والاختيار.

يرغب الشاب المراهق بالتمايز والاستقلال، ويحب أن يتخذ قراره بنفسه، فيعاند نصائح الكبار له، ويحاول أن يتشبه بهم كمنافس لهم، يعيش أحاسيس إثبات رجوليته، لا يعترف بضعف تجربته. يهتم بالتصرفات التي تصنفه في عالم الكبار، كطريقته أثناء الكلام معتداً بنفسه، وطريقة مشيه، ويتمرد على العادات والتقاليد والقيود، ويبرز عنده الخصوصية بكل أبعادها... يمكن لهذه المرحلة الانتقالية أن تكون إيجابية أو سلبية.

إن تعاملنا معه آخذين بعين الاعتبار خصوصية هذه المرحلة، ولم نتعامل معه كطفل، واتخذناه صاحباً ووزيراً، واستمعنا لآرائه مهما كانت سخيفة، وحاورناه من دون إحراج أو قهرٍ أو استخفاف، وتعاونّا معه لنسهل له تحقيق رغباته فيما يكون ملائماً ومناسباً ليصرف طاقته في الطريق الصحيح، وعفونا عن هفواته ولم نلاحقه بالتأنيب والعقاب والنقد على كل سلوك، وأعطيناه هامشاً ليحقق شخصيته، وأحطناه بشكل غير مباشر بأجواء الصحبة والأجواء العامة المدرسية والمجتمعية الصالحة، فإننا نقوِّم شخصيته، ونساعده على بلورتها بشكل أفضل.

وإذا عرضنا عليه من تجارب الماضي والحاضر ما يجذبه كقدوة له، وعرَّفناه على تلك الشخصيات العظيمة الفريدة في التاريخ، كالرسول صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السلام والإمام الحسين عليه السلام، ومصعب بن عمير ومالك الأشتر وأسامة بن زيد، وعرفناه في الحاضر على النماذج الشابة المجاهدة، عندها سيتأثر بهم في مرحلة مراقته بشكل إيجابي. إن الشاب بحاجة إلى القدوة النموذجية التي يستلهم منها ويقلدها، ويرغب بسماع إنجازاتها وسيرتها ومميزاتها، فإذا لامست الشخصية القدوة تطلعاته وأعجبت بها، فستكون سبباً مباشراً للتأثير على شخصيته وتوجيه حيويته. فبدل أن يقتدي بالعبثيين والمستهزئين والماديين، نوفّر له فرصة الاقتداء بالصالحين والأقوياء في طاعة الله تعالى، ونستفيد من طاقته في الاتجاه الإيجابي.

ما الذي يضيرنا إذا اتخذ الشاب قراره بنفسه عن قناعة تامة طالما أننا هيأنا له المعطيات والمقدمات والنقاشات الضرورية للقرار الصحيح؟ ما المانع أن يعيش خصوصيته؟ وما الضرر في أن نحوّل عناده إلى عزيمة تعاند الكفر الانحراف؟ وما الخطأ إذا كان تقليده للكبار اكتساباً لتجاربهم؟ لنثق أن بإمكانه أن يسيطر على جسده وغرائزه إذا تعاملنا معه بطريقة إيجابية، وساعدناه بالشكل الصحيح.

أما إذا أسأنا التعامل معه، وتعمق الحاجز بيننا وبينه، وعاش الوحدة في خياراته، متمرداً على محيطه، معتمداً على تجربته الضعيفة والانفعالية فستكون النتيجة سلبية بكل المعايير.

تعيش الشابة المراهقة نضج جسدها، وتنمو عندها أحاسيس الجمال والمظهر الحسن ورغبة البروز، وترغب بالتمايز عن أقرانها، وعن والدتها ومن جيلها، وتعيش أنوثتها في أوج توهجها، وتحب أن تتخذ قراراتها بمعزل عن الآخرين، وتبحث عن مكانها ودورها بين الآخرين... يمكن لمرحلتها هذه أن تكون إيجابية أو سلبية.

فإذا تعاملنا معها كبالغة راشدة، واعترفنا بخصوصيتها في هذه المرحلة، ولم نتعاطَ معها كطفلة، وقدّرنا اهتمامها بجمالها وتمايزها، فأفسحنا لها المجال بين أقرانها من دون تحاسد أو تنافس، بل بتعبيرٍ عن الشكر لخلق الله تعالى، واقنعناها وأعنّاها على لبس الحجاب كمظهر يرتقي بها إلى الكمال الإنساني من دون أن تخسر من جمالها شيئاً فيما أحله الله تعالى، وبيّنا لها استحواذ هذا النموذج على رغبةِ شريحةٍ مهمةٍ من شباب المجتمع لبناء الأسرة الصالحة، وتركنا لها فرص التعبير عن آرائها وناقشناها باحترام وتقدير، ولم نقيّدها بطريقة تخنق حيويتها، بل وجهناها بشكل غير مباشر إلى أجواء الصلاح والاستقامة والصحبة الحسنة، وعلّمناها ما يوضّح لها المنهج الحق ليكون اختيارها عن قناعة، واعترفنا بدور هذا النضج الجسدي في الحياة بالطريقة الملائمة المحلّلة، عندها ستترجم مرحلة مراهقتها بطريقة إيجابية.

وإذا عرّفناها على القدوة الصالحة لسيدات عظيمات في التاريخ، كفاطمة الزهراء عليها السلام وخديجة عليها السلام وزينب عليها السلام وآسيا زوجة فرعون، وسمية أول شهيدة في الإسلام، وفي عصرنا الحاضر نموذج الشابات المجاهدات وتضحياتهن في نصرة الحق والدين، فإننا بذلك نوجه اهتمامها نحو النماذج المناسبة لتطوير حيويتها. وإلا فإن اقتداءها باللواتي يبرزن جمالهن ومفاتن أجسادهن، ويعرضن أنفسهن أمام الرجال، سيعطّل الطاقة الفعالة الموجودة لديها، فنخسر بذلك الاستفادة من قدرتها العقلية والعاطفية والتربوية والإنسانية في الاتجاه الصحيح. إن القدوة الصالحة بقصصها وسيرتها ونموذج حياتها يشكل جاذبية عند المراهقات، إذا أحسنّا تقديمها إليهن، على أن لا ننسى تذكيرهن بمسؤوليتهن أمام الله تعالى، وبدورهن الإيجابي والمناسب في المجتمع.

ليس الحجاب حصاراً لها بل إطلاقٌ لطاقتها الإنسانية، ولجمالها في إطاره المشروع المحدد، والتعلم ضرورة لبناء شخصيتها، ومشاركاتها الاجتماعية المختلفة تساعدها على النمو والنضج، وهي قريبة إلى الإيمان بسبب عاطفتها ومشاعرها الرقيقة، فلنعطها المجال لتعبّر عن شخصيتها من دون قمع أو ملاحقة تفصيلية، فهذا ما لا يضر أبداً، بل يقوي منعتها وقدرتها على مواجهة الحياة.

فإذا استقامت، تكون رقيبة على نفسها بشكلٍ كافٍ، وتحصّن نفسها بما يتجاوز كل الضغوطات الخارجية المصطنعة من الأهل والمجتمع، وتحصر إبراز جمالها في محله الصحيح بسبب قرارها وتصميمها، وهي قوية قادرة على ذلك عندما تقتنع بما تفعل.

أما إذا حاصرناها، وضغطنا عليها، فستتمرد على قناعاتنا، وستشعر بالرغبة الجامحة للتخلص من التضييق، وستبحث عن شخصيتها بمعزل عن التوجيه السليم، وستطلق العنان لرغبتها في إبراز جسدها من دون قيود، فنخسرها ونخسر تلك الطاقة المفعمة بالحيوية التي تتحول إلى معصية وآثام. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.