اعضاء الحس (المستقبلات) في الحشرات

تتخذ المستقبلات الحسية أشكالا متنوعة وتقع عند الأطراف القريبة لسطح الجسم حيث تغذيها الأعصاب الحسية، ولمعظم المستقبلات الحسية وظيف محددة فهي متخصصة من ناحية المؤثر الذي تستجيب اليه ولا تستجيب لغيره نسبة إلى تركيبها الطبيعي وتقسم أعضاء الحس في الحشرات إلى:

1- أعضاء حس ميكانيكية:

ومنها أعضاء الحس الخاصة باللمس أو التوتر أو حفظ التوازن الجسمي أو إدراك الأصوات ميكانيكا. وهي تثار بمؤثرات تتسبب بصفة مؤقتة في تغيير شكل الكيوتيكل في المستقبلة أو بقربها ويوجد منها طرز كثيرة اهمها الشعرات الحسية وهي منتشرة بكثرة على سطح الجسم وعلى زوائده كقرون الاستشعار والأرجل. وتوجد أيضا بعض أعضاء الحس الميكانيكية المتخصصة بحفظ توازن الجسم واتجاهه أثناء السير على الأرض أو أثناء العوم في الماء أو أثناء الطيران كما في دبابيس التوازن الموجودة في ذباب رتبة ذات الجناحين والمزودة قاعديا بمجاميع من مستقبلات ميكانيكية من الطراز الناقوسي مصطفة بشكل متخصص يسجل ابسط التغيرات في توترات الجليد المغطى لقاعدة دبوس الاتزان عند تغير الضغط الجوي أو خلخلة الهواء المحيط بتلك الأعضاء.

2- أعضاء حس كيميائية:

مثل المستقبلات الشمية والتذوق ومذاقات المواد الحلوة - المرة – القابضة المذابة في الماء. أغلب هذه الأعضاء مكون من شعيرات رقيقة الجدر وتدية الشكل أي قصيرة وسميكة نوعا ولها القدرة على التأثر بالمواد الكيماوية الذائبة في السوائل (الذوق) أو الموجودة في الهواء (الشم)، وهي تكون إما شعرية أو مخروطية قاعدية. تنتشر المستقبلات الشمية أساسا على قرون الاستشعار وفي أحيان قليلة على الملامس حيث تتبعثر فوق سطحها أو تتجمع في صورة نقر حيث تشكل معا عضوا شميا مثل الموجود على قرون استشعار النحل. وللمستقبلات الشمية أهمية كبيرة في حياة الحشرات حيث بواسطتها تتمكن من الاستدلال على أماكن عوائلها الغذائية وبواسطتها يتعرف كل من الإناث والذكور على الجنس الآخر والانجذاب اليه لإتمام عمليات التزاوج ثم انتخاب الأماكن المناسبة لوضع البيض وتربية الصغار. أما مستقبلات التذوق فهي من الطراز المخروطي أو الشعري وتنتشر أساسا على الملامس الفكية والشفوية وقرون الاستشعار وكذلك على الرسغ في كثير من الحشرات مثل النحل والذباب.

3- أعضاء حس ضوئية:

وهي تمثل مجموعة من خلايا حساسة للإشعاعات الضوئية، لها قدرة على تسجيل شكل ولون وحركة الأشياء الخارجية في بيئة الحشرة. تنتشر أعضاء الإبصار في منطقة الرأس، وهي تشمل العيون المركبة والعيون البسيطة الظهرية أو الجانبية. تستمد أعضاء الإبصار الأعصاب الحسية من المخ الأول. توجد العيون المركبة في الأطوار الكاملة للحشرات وتتركب كل عين مركبة من عديد من الوحدات البصرية التي يختلف أعدادها كثيرا باختلاف الحشرات وبواسطتها تستطيع الحشرات تمييز شكل وحركة وموقع الأشياء الخارجية، كما تمكنها من إدراك الاختلافات في شدة ولون الضوء الموجود في بيئاتها. توجد العيون البسيطة الظهرية في الحشرات الكاملة والحوريات وتقوم بتنبيه الحشرة الى اي إثر للضوء مهما كان بسيطا. أما العيون البسيطة الجانبية فهي توجد في أغلب يرقات الحشرات وتستطيع هذه العيون إدراك حركة الأشياء الواقعة بالقرب منها والتمييز بين الضوء والظلام.

4- أعضاء حس سمعية:

وهي تشمل أعضاء إدراك الأصوات، أي استقبال الصوت وسماعه وتميزه. تنتشر الشعرات الحسية السمعية بشكل عام على سطح الجسم ويكون وظيفة هذه الاعضاء تسجيل الاهتزازات في المناطق القريبة من الجسم الموجود بها هذه التراكيب، بناء على ما يقع عليه من موجات صوتية. تتنوع أعضاء السمع في الحشرات حيث يوجد منها أعضاء السمع ذات الطبلة الخارجية، والأعضاء بدون طبلة خارجية مثل كل من عضو جونستون الذي يقع على قرن استشعار البعوض، ومجاميع الخلايا الحسية الموجودة على سيقان أرجل الحشرات كما في الحفار والتي تستجيب لاهتزازات الأرجل، وكذلك الأطباق الحسية المبعثرة على جدار الجسم والتي تستجيب وتتأثر بالموجات الصوتية الضعيفة.

5- وسائل إحداث الصوت في الحشرات:

تستطيع الحشرات إصدار الأصوات تلازما مع قدرتها على سماعها، وهكذا تتواصل وتتفاعل مع عناصر بيئاتها وتتواصل مع بعضها البعض من مسافات بعيدة نسبيا. وتحدث الأصوات في الحشرات بإحدى الطرق التالية نتيجة اهتزازات أجنحة الحشرة أثناء الطيران أو ميكانيكيا نتيجة احتكاك زائدة من زوائد الجسم بأخرى أو بجزء من الجسم.

6- أعضاء الإحساس بالرطوبة والحرارة:

تمتلك الحشرات كغيرها من الكائنات الحية مراكز حسية ذات قدرة عالية للاستجابة لأي تغيرات في درجات الحرارة والرطوبة في محيط بيئتها. تتركز مستقبلات الحرارة أساسا على قرون الاستشعار، لكنها قد تنتشر ايضا على أجزاء الجسم بكامله خاصة على الملامس الفكية وعلى رسوغ ووسادات الأرجل الأمامية والخلفية. تتباين الاستجابة للتغيرات في درجتي الحرارة والرطوبة باختلاف وتنوع اطوار وانواع الحشرات. وتعد قرون الاستشعار وما عليها من شعيرات حسية مخروطية قاعدية وأطباق حسية أهم مراكز الاحساس والاستجابة للتغيرات في درجات الرطوبة.