المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

أهمية المناطق التجارية الحرة
27-4-2021
Global Clustering Coefficient
8-3-2022
آراء ابن سينا الصوتية
23-11-2018
التحول نحو الزراعة العضوية
17-12-2015
انسجام الأمر بالقتل مع العفو
2023-05-06
هل يمكن تقسيم مبيدات الحشرات بحسب تغطيتها للسطوح المعاملة؟
2023-05-18


الأسرة والمواطنة  
  
3628   12:24 صباحاً   التاريخ: 13-11-2021
المؤلف : الاستاذ فاضل الكعبي
الكتاب أو المصدر : الطفل بين التربية والثقافة
الجزء والصفحة : ص306 ـ 311
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / آداب عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-6-2016 6929
التاريخ: 20-6-2022 2205
التاريخ: 31-1-2022 2677
التاريخ: 20-4-2016 2930

للأسرة دور مهم في تربية الطفل وتعليمه على المواطنة، بوصفها المنشأ الأول للطفل ومنها تنطلق اولى خطوات الطفل على طريق التربية والتعليم وإذا ما احسنت الأسرة وظيفتها التربوية والتعليمية وأدتها بشكل فاعل ومؤثر فان ذلك سرعان ما ينطبع أثره ويتوضح في أفعال الطفل وغرائزه واحاسيسه وسلوكياته، وذلك لأن الطفل يتطبع بما تطبعت عليه الأسرة وسارت عليه في منظومتها الثقافية والتربوية والاخلاقية، فيأتي الطفل ليكون نتاج هذه المنظومة، وانعكاسا لها، لذا تجده يتواصل - طبيعيا – مع قيمها وسننها الاجتماعية في المجتمع ذلك لأن الطفل بطبيعته الاجتماعية والثقافية السلوكية يمثل الأسرة ويمتثل لمنظومة النظام الاجتماعي للأسرة التي نشأ وترعرع فيها هذا الطفل.

من هنا ندرك ان الاسرة هي الطبيعة الاساسية التي يتطبع فيها الطفل خلال حياته الاولى وما تريده هذه الأسرة لطفلها ان يكون عليه فلابد ان يكون، لأنها هي من تشكل هذا التكوين وتصوغه خاصة اذا ما عرفنا : (ان الأسرة مؤسسة اجتماعية وهي نظام اجتماعي رئيس يشكل أساس وجود المجتمع ومصدر الاخلاق، وهي العامل الذي يؤثر في النمو النفسي والانفعالي للفرد وحسب ما يوضح ما لينوفسكي فالأسرة كمؤسسة تتطلبها طبيعة الإنسان فاذا لم تضبط في منشآت وضمن قوانين تحدد الحقوق والواجبات أو المحللات والمحرمات لتصبح اليفة فسوف يتآكل البشر وتغزو هذه المؤسسات حرب الجميع ضد الجميع، لذلك فوظائفها الأساسية تتمثل في مد الأطفال بالأخلاق، وهي بذلك تعمل على نقل التراث الاجتماعي كما تعلمهم العادات والاعراف والعواطف المختلفة من كراهية وتعاون وتنافس)(۱).

والأسرة بهذا القدر من الأهمية والفاعلية في تشكيل وعي الطفل وثقافته ومجمل ابعاد شخصيته وكيانه الانساني فأنها المسؤولة الاولى عن صياغة اتجاهات الطفل نحو الوطن والمواطنة، وتقويه رابطة الطفل بوطنه وجعله قيمة عليا في شعوره وفي وجدانه، وهذا ما يجب على الأسرة ان تقوم به في بادئ الأمر عندما تنهض لأداء مهامها التربوية والتعليمية للطفل، فأدراك قيمة الانتماء للوطن من قبل الأسرة وسعيها لترسيخ هذه القيمة في وجدان الطفل، تشكل مدخلا مهما امام الأسرة لترسيخ القيم المهمة الأخرى وتعليمها الطفل وذلك لأن قيمة الانتماء للوطن تعد) من القيم المجردة الاساسية التي ينبغي على الفرد ان ينشأ عليها في مرحلة الطفولة حيث يرمز إلى الوطن بالأم واللغة الاولى التي يتعلمها الطفل يطلق عليها mother ton gue الأمر الذي يشير إلى اعتبار الوطن وكأنه الأم ويغرس الانتماء للوطن في نفوس الأطفال خلال تعريفهم بالبطولات التي تقوم بها الشخصيات الوطنية في دفاعها عن الوطن، وانهم في سبيل حماية الوطن على استعداد لبذل كل غال ونفيس، ويتم أيضاً من خلال الاناشيد الوطنية التي تساهم في تشكيل الوجدان وتشحد الهمم في سبيل الدفاع عنه وحمايته وكذلك في توضيح المفهوم الصحيح للوطن الذي يحمي هويته من جانب ويحقق له الحماية والرعاية ويشبع له احتياجاته الاساسية من جانب آخر (2).

وإلى جانب ذلك يتطلب من الأسرة ان تجعل البيت بمثابة الوطن المصغر للطفل لكي تشعره بأهمية الوطن واهمية الانتماء له والالتصاق به وذلك من خلال قيام أركان الأسرة الاب والأم بإجراءات عملية وسلوكية بهذا الاتجاه لربط الطفل بوطنه لعل من أبرزها:

1 - التعلق بالوطن قولاً وفعلاً، وإظهار ذلك امام الطفل بطرق سلوكية بعيدا عن الافتعال والتصنع، كأن نتغنى بمعالمه الحضارية والثقافية على سبيل المثال – ونتحدث عنها بفخر واعتزاز، ومن المفيد ان نسهب في سرد القصص والحكايات التي تشير إلى هذه المعالم ومكانتها، وندعو الطفل إلى اثارة الاسئلة حولها ومن ثم نحيطه بالإجابات المقنعة التي تزيد من معلوماته وتنمي احساسه بقيمة هذه المعالم واهميتها، فلهذا الاسلوب تأثيره الكبير في وجدان الطفل وفي تنامي احساسه بالمواطنة بشكل متواصل.

2 ـ إظهار ما يجب إظهاره من صور وتحف ووسائل داخل البيت توضح وتظهر أبرز المعالم والآثار والمواقع التراثية والحضارية والدينية للبلد في صور واشكال جميلة ومعبرة ومثيرة لخيال الطفل، فمعايشة الطفل لهذه المعالم وتقديرها ومن ثم التعرف عليها عن قرب يزيد من تعلق الطفل بها وبذلك نجعل هذا الطفل سلوكياً واخلاقياً وثقافياً يخطو خطوة بعد خطوة في طريق الاحساس العميق بالمواطنة.

 3- الحديث المباشر وغير المباشر مع الأطفال حول صفات المواطنة وأصولها ومقوماتها مع تنشئة الأطفال على عادات وسلوكيات المواطنة عبر أكسابهم المهارات التي تمكنهم من ذلك.

4 ـ تربيتهم على احترام المصلحة العامة وتقديرها، مع تقديمها على المصلحة الشخصية.

5 ـ تنمية روح التعاون والمساعدة والتطوع للعمل من أجل الصالح العام والمشاركة الفاعلة في العمل الجماعي الذي يهدف إلى تقدم المجتمع والوطن والمصلحة العامة.

6 ـ تربية الأطفال وتعليمهم على التواصل مع الآخرين والتفاهم معهم بشكل حسن وديمقراطي، مع قبول الرأي والرأي الأخر مهما كان هذا الأمر بعيداً عن التعصب أو العناد مع ضرورة تعزيز ثقافة الحوار والتسامح بين الأطفال بما يخدم روح السلام والتعايش السلمي في المجتمع فذلك من دواعي الروح الوطنية واحساسها العالي بالمواطنة.

 7 - تعويد الأطفال على مبدأ التكافل الاجتماعي ومساعدة من يطلب المساعدة، مع ضمان حسن الجيرة واحترام الجيران والحفاظ عليهم وعلى ممتلكاتهم فذلك من دواع اشاعة المحبة والتعاون والاخاء والامن بين الجماعات داخل المجتمع، وذلك ما يؤسس الشعور العالي بالمواطنة ويضمن إشاعة قيمها في المجتمع.

8 ـ تدريب الأطفال وتعليمهم على حماية البيئة وحفظها، واشعارهم بالأفعال والسلوك قبل الأقوال، وأفهامهم : ان البيئة هي المسكن الواسع لأبناء المجتمع، وعلى هؤلاء جميعا تقع مسؤولية حماية البيئة وتحسينها فهي الوجه الناصع للوطن .

9 ـ حث الأطفال على الدراسة ومواصلة التحصيل العلمي، إذ ان هذا التحصيل هو الثروة التي يحتاجها الوطن في تقدمه المستقبلي، والاسهام في تقدم الوطن ونهضته من الصفات المهمة التي تتصف بها المواطنة الحقة .

إن هذه الخطوات وغيرها الكثير الذي لا يسع المجال له هنا، يشكل أساس مهام ووظائف الأسرة في تربية الأطفال وتعليمهم على المواطنة، ولكن؟ لا يمكن للأسرة ان تبلغ غاياتها وتنجح في تنمية ثقافة الأطفال ومدهم بما يحتاجون من تربية وتعليم على قيم المواطنة ما لم تكن هذه الاسرة متسلحة بالوعي العالي والعلم المطلوب.

من هنا فان وعي الاسرة هو الأساس الذي يؤهلها للتعامل مع قضايا الأطفال المختلفة بأدراك مناسب يوصلها إلى النتائج الجيدة في الاتجاه، وذلك لأن وظائف الأسرة ومسؤوليتها المتداخلة والمعقدة تفرض عليها ان تكون على قدر من الادراك والـفـهـم للعلاقات والمعاني والاساليب لمجمل تلك المسؤوليات، إذ ان الوعي الشامل ينطوي على ادراك وفهم علاقة أو معنى أو اسلوب أو عملية مع معرفة اساليب التطبيق، واي قصور في جوانب الـوعـي يـئـول إلى ما يسمى الوعي المنقوص، أو الجزئي لذا يشكل الوعي الاسري بالطفولة نظام من المعارف والاتجاهات والمهارات التي تمتلكها الأسرة وزيادة كفاءتها للقيام بمعاملة الأطفال بطرق ملائمة وتحسين قدرتها على نقل الثقافة إلى الأطفال متوافقة مع متغيرات الحاضر ومنسجمة مع متطلبات المستقبل وإنما الوعي الاسري لا يقتصر على النهوض بأفراد الأسرة على حدة فقط بل يتطلب النهوض بالأسرة كوحدة اجتماعية، ما دامت الأسرة بناء في النظام الاسري، والوعي بالطفولة يلقي على الأسرة مسؤوليات كبيرة ليس في علاقة الأسرة بالأطفال فقط بل في مسؤوليتها على التعاون مع المؤسسات والهيئات ذات العلاقة بالطفولة، وهو قابل للتطور ما دامت المعرفة والمهمات الإنسانية في تطور مستمر، وما دامت افاق التطلع إلى المستقبل تفرض على الحاضر الكثير من الشروط (3) .

ومن بين هذه الشروط ان تكون الأسرة مرنة في وعيها، منفتحة على التطور الذي يحصل للمعرفة، وخاصة في قضايا الأطفال لأن هذه القضايا هي الاكثر حساسية وتداولا في التطور العلمي لمختلف العلوم والأفكار والاتجاهات المتخصصة في مجال الطفولة.

وعلى هذا الأساس يأتي التأكيد على وعي الأسرة واهميته في تربية الأطفال وتعليمهم مختلف القيم والاتجاهات التربوية والثقافية والاخلاقية والوطنية، ومنها على وجه التحديد اتجاه المواطنة لذلك (تظل كل الخدمات المقدمة للطفولة غير ذات فاعلية إذا لم تبذل جهود منظمة للارتفاع بالوعي الاسري ووعي المجتمع كله بالطفولة)(4).

وإلى جانب وعي الأسرة واهميته وتأثيره في تنامي قدرات الطفل وزيادة وعيه ومحصلاته المعرفية والثقافية وتعميقها في شخصيته يبرز هنا اتجاه آخر من اتجاهات التربية والتعليم والتنشئة الثقافية للطفل والذي لا يمكن للأسرة ووعيها أن يأخذ دوره وفاعليته في المنظومة العقلية والاخلاقية والتربوية والوطنية للطفل ما لم يتآزر معها ويعمق اتجاهاتها ووظائفها في التنشئة الاجتماعية والثقافية بشكل عام ووظائفها الأساسية في تربية الطفل وتعليمه على المواطنة بشكل خاص، ذلك هو اتجاه المدرسة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) أبو عتاقة، علي، تأثير الأسرة والمحيط الاجتماعي في تثقيف الطفل - مجلة الطفولة والتنمية العدد (١٦) المجلس العربي للطفولة والتنمية، القاهرة.

(2) الكردي، مها، القيم في برامج الأطفال في القنوات التلفزيونية المحلية لمجتمع الصعيد في مصر - مجلة الطفولة والتنمية العدد (١٥) المجلس العربي للطفولة والتنمية.

(3) الهيتي، هادي نعمان، الوعي الاسري بالطفولة العربية في علاقته بأساليب معاملة الأطفال، مجلة الطفولة والتنمية، العدد (16) المجلس العربي للطفولة والتنمية، القاهرة.

(4) الهيتي، هادي نعمان، الوعي الاسري بالطفولة العربية في علاقته بأساليب معاملة الأطفال، مجلة الطفولة والتنمية، العدد (16) المجلس العربي للطفولة والتنمية، القاهرة. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.