ان العلاقة بين الاخراج والتحرير الصحفي علاقة متبادلة ومتكاملة في آن واحد وان الخلل في تقدير العلاقة بينهما ينعكس سلبا على الاخراج، اذ ان الاخراج يعرض المادة التحريرية بطريقة هادفة ومقصودة تعطيه وزنا وقيمة نسبية ويتم ذلك بتقويم الاخبار والمواد التحريرية وفقا لأهميتها النسبية، فاستثارة القارئ وجذبه لقراءة موضوع معين يكون من خلال عملية الابراز وتظهر ابداعات الاخراج الصحفي من خلال توظيف مجموعة من العناصر التيبوغرافية كحجم البنط المجموع به او حجم العنوان المستخدم او الصورة المرافقة للموضوع. وتتجلى العلاقة التصميمية بين الاخراج والتحرير الصحفي من خلال كون الاخراج الصحفي عنصراً اساسياً في انجاح العملية التحريرية فهو اما ان يضعف العمل التحريري او يساعد في انجاحه، كما ان المضمون الجيد للمواد التحريرية يعتبر عنصراً اساسياً من عناصر نجاح الصحيفة وانتشارها وارتباطها بجمهورها لان الصحيفة لا تحافظ على جمهورها بالشكل فحسب، بل بدقة وموضوعية المعلومات والاخبار والمواضيع التحريرية التي تقدمها. وتقع على عاتق التحرير مهمة تحديد المواضيع التي لها الأولوية في العملية الاخراجية وتتفاوت الصحف في أسلوب المعالجة حسب مناهجها والمدارس الفكرية التي تنتهي اليها وتلعب سياسة النشر والتحرير دوراً في تقدير المسائل الفنية وبالتالي الاخراجية فهناك صحف الاثارة والتي تهتم بالشكل الاخراجي الصاخب للصحيفة وتهتم بنشر الصور الكبيرة والعناوين الفخمة والألوان المثيرة وهناك الصحف الوقورة التي تكون سياستها الاخراجية هادئة ومتزنة فتلجأ إلى توظيف اساليب اخرى لإخراج صفحاتها، فتهتم بتبويب الصفحات والمواد او تجديد الأبواب الثابتة او احداث التنويعات في تبنيط الحروف لكي يترافق الفن الصحفي والعملية الاخراجية لتعكس السياسة التحريرية وشخصية الصحيفة.

إن وظيفة الاخراج الصحفي تتمثل في توجيه القارئ للموضوعات والمواد التحريرية التي يعتقد انها تستحق اهتماماً – بما يتلاءم وسياستها التحريرية ومواقفها – الامر الذي يوجب على الصحيفة اكتشاف المسائل والقضايا ذات القيمة بالنسبة للقارئ ومعرفة اهتمامات القراء وميولهم لان اذواق القراء تتغير من وقت لآخر ويقتضي هذا تعديلا في المادة التحريرية والشكل الإخراجي. وقد قام عدد من الباحثين في الولايات المتحدة الامريكية بقياس ردود افعال القراء تجاه عدد من التغييرات التيبوغرافية وذلك لعقد المقارنات المستمرة بين محتوى المواد المنشورة وصيغها الاخراجية واهتمامات القراء واستجاباتهم المتباينة اتجاه المدارس الفكرية في الاخراج، ومن هذه الابحاث دراسة للباحث J.W Click And Guidoh – Stempel III وتلعب سياسة الصحيفة التحريرية دوراً رئيسياً في تقويم المادة الصحفية وعرضها، وأسلوب اخراجها بحيث تعطي الاهمية النسبية لكل موضوع لاسيما وان الصحيفة اصبح لها رأيها وسياستها وموقفها تجاه الاخبار والافكار ولا تكتفي بمجرد النشر في حياد تام، لذا فان الاخراج الصحفي يعكس السياسة التحريرية ومواقف الصحيفة وشخصيتها من خلال عمليات التوظيف والمعالجات الاخراجية وعمليات الابراز لأولوليات المواضيع.