ان العلاقة متبادلة بين الاخراج والاحساس البصري، حيث تعكس العملية الاخراجية هذه العلاقة سلبا وايجاباً على قراء الصحيفة، وقد يمنح الاخراج قارئ الصحف احساساً بصرياً بالراحة او العكس، ويثير لديه احساسات متنوعة ويجعله يدرك اموراً يخطط لها المخرج الصحفي في عملية الاخراج كإدراك الشكل بطريقة معينة، او وجود الفضاءات او الحروف الواضحة، وغيرها بما يمنح القارئ الراحة ويحقق الذوق والجمال. وينبني ادراكنا للشكل من خلال الضوء الذي تعكسه الاشياء على مجالنا البصري، فيسقط على شبكة العين على شكل موجات تختلف من حيث السعة والطول، وينتج عنه تجاوب عصبي يسجل على هيئة طاقة في المخ، ويعطي المخ للأشياء معنى، والتباين هو الذي يعمل على انشاء الشكل، فالأجزاء ذات الطاقة المنخفضة تجعلنا ندرك ما يسميه علماء النفس الارضية، اما الاجزاء ذات الطاقة المرتفعة والتباين الاكبر فتسمى الشكل.

ان دراسة الاخراج الصحفي يجب ان ترتكز إلى منظور الاسس العلمية التي يرتكز عليها هذا الموضوع، كالبصريات وعلم النفس، اضافة إلى المنظور الفني لكي تتم الاستفادة ويخرج التصميم والاخراج بمعادلات الجمال والجاذبية وتحقيق الوظيفة. لذا، فان أسلوب اخراج العناصر التيبوغرافية على الصفحة يؤثر على الإحساس البصري وبالتالي على عملية الادراك، فعند احاطة هذه العناصر بقدر معقول من البياض، ييسر قراءة المتون ويوضح قراءة العناوين، وقد تحث خبراء الاخراج الصحفي عن ذلك وفق ما يسمى بـ( يسر القراءة Readability)، وأصبحت هذه المسألة نم الامور المهمة التي فطنت اليها المجتمعات المتقدمة، فاهتمت بقضية الشكل والارضية في تصميم واخراج المطبوعات لتحقيق الراحة البصرية للقراء، وقد درجت بعض الصحف العربية وخاصة المصرية منها على بعض الاستخدامات التي تنطوي على نوع من التحوير لعلاقة الشكل بالأرضية، وهي بمثابة نماذج لها مزاياها وعيوبها، مثل (الاشكال السلبية المعكوسة) او (الاشكال الايجابية الشبكية) وغير ذلك.