أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-8-2021
![]()
التاريخ: 2024-12-11
![]()
التاريخ: 31-10-2016
![]()
التاريخ: 2023-02-12
![]() |
ثالثاً : الخصخصة في أميركا اللاتينية (17)
ان بعض بلدان أميركا اللاتينية، وتحديداً تشيلي والمكسيك، من أوائل بلدان العالم في خوض تجربة الخصخصة، إذ يعود اعتمادهما جوانب من سياسة الخصخصة الى اوائل سبعينيات القرن الماضي ، في حين لم تشرع ثاتشر في برامج الخصخصة في بريطانيا الا في اواخر السبعينيات ، ولم يتسع تنفيذ هذه البرامج إلا في الثمانينيات. لكن طبّقت برامج الخصخصة على نطاق واسع في أميركا اللاتينية في جامايكا في عام 1985، وفي المكسيك في عام 1988، مع عهد کارلوس سالیناس، وفي الأرجنتين في عام 1989 في عهد کارلوس منعم. وفي التسعينيات، دخلت تجربة الخصخصة أقطارا أخرى في أميركا اللاتينية: بوليفيا والبرازيل وكولومبيا والسلفادور وغواتيمالا ونيكاراغوا وبنما.
قام الخبيران بانیزّا ولورا بتصميم مؤشر لقياس الجهد المبذول في الخصخصة في أي سنة معينة بتبيّن القيمة التراكمية منذ عام 1986 لقيمة الأصول المباعة ونسبتها إلى صافي الناتج الوطني (18). ووفق هذا المقياس، سجلت بوليفيا، من 17 بلداً في أميركا اللاتينية، نسبة جهد 90 في المئة، تليها البيرو والبرازيل والأرجنتين والسلفادور بنسب تراوح بين 65 في المئة كحد أعلى و35 في المئة كحد أدنى، يظهر تطبيق هذا المقياس على قارة أميركا اللاتينية كلها أن سياسة الخصخصة لم تنتشر في القارة بالدرجة التي يظنها البعض. ففي عدد كبير من دولها، ومنها الأوروغواي والباراغواي وكوستاريكا وهندوراس والإكوادور، فضلاً عن عدد من البلدان الكاريبية الصغيرة، لم تلقَ موجة الخصخصة رواجاً يذكر، إذ بقيت نسبة الجهد المبذول في إجراءات الخصخصة في هذه الأقطار المذكورة بحدود 5 في المئة في الأكثر.
أما الدول التي اعتمدت سياسة الخصخصة فتركّز مجمل تجربتها في خصخصة الشركات الحكومية العاملة في قطاعات الزراعة والصيد البحري والصناعة التحويلية والنفط والغاز والتعدين والمرافق والخدمات الاجتماعية والبنوك والتأمين وخدمات أخرى، ما أدى إلى انتقال ملكية 1600 شركة حكومية إلى القطاع الخاص، وإلى تصفية بعضها. وشهدت المكسيك القسم الأكبر من تلك العمليات حيث تقلّص عدد الشركات الحكومية بين عامي 1991 و1998 من 1155 شركة إلى 219 شركة. وشهدت التسعينيات خصخصة زهاء 600 شركة حكومية في الأرجنتين والبرازيل وجامايكا ونيكاراغوا .
أدت عمليات الخصخصة تلك إلى تدفق مبالغ كبيرة من العوائد المالية بلغ مجموعها في دول أميركا اللاتينية نحو 175 مليار دولار في التسعينيات. وبحسب التقديرات، نتج 60 في المئة من هذا المجموع عن خصخصة مرافق في البنية التحتية، بينما عاد 10 في المئة من خصخصة خدمات مالية.
شهدت السنوات المبكرة من العقد المنصرم انحساراً في الحماسة للخصخصة، أو اعتدالاً فيها في الأقل. شمل ذلك الأرجنتين وبوليفيا والبرازيل والبيرو وفنزويلا. وفي استطلاع للرأي العام الأرجنتيني في عام 2003، عمّت نظرة سلبية إلى الخصخصة 83 في المئة من آراء المشاركين .
حَفّز تراجع التأييد لسياسة الخصخصة على إجراء بحوث ودراسات لتَحرّي حقيقة أسباب القلق المتزايد من الخصخصة والمواقف التي انتقدتها. وبالنظر إلى الاختلاف الكبير في طبيعة القطاعات والنشاطات التي تأثرت بالخصخصة خلال الخمس عشرة سنة ماضية، ثمة دروس غنية مستفادة من تلك التجارب المتنوعة، أهمها التمييز بين خصخصة المرافق العامة والبنى التحتية من جهة، وخصخصة النشاطات الإنتاجية في الصناعة والخدمات من جهة أخرى.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
. (17)Antonio Estache and Lourdes Trujillo, Privatization in Latin America: The Good, the Ugly and the Unfair, in: Roland, ed., chap. 5 .
(18)U. Panizza and E. Lorn, Structural Reforms in Latin America under Scrutiny (IADB Working Paper, 1012, Inter-American Development Bank, Washington, DC, 2002).
|
|
دخلت غرفة فنسيت ماذا تريد من داخلها.. خبير يفسر الحالة
|
|
|
|
|
ثورة طبية.. ابتكار أصغر جهاز لتنظيم ضربات القلب في العالم
|
|
|
|
|
سماحة السيد الصافي يؤكد ضرورة تعريف المجتمعات بأهمية مبادئ أهل البيت (عليهم السلام) في إيجاد حلول للمشاكل الاجتماعية
|
|
|