المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الاخلاق و الادعية
عدد المواضيع في هذا القسم 6253 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المراقبة
2024-11-24
المشارطة
2024-11-24
الحديث المرسل والمنقطع والمعضل.
2024-11-24
اتّصال السند.
2024-11-24
ما يجب توفّره في الراوي للحكم بصحّة السند (خلاصة).
2024-11-24
من هم المحسنين؟
2024-11-23

مؤشرات ضغوط العمل الإعلامي
1-9-2020
من شروط إمام الجماعة
20-8-2017
الروايات الفقهيّة من كتاب علي (عليه السلام) / حرمة الربا.
2024-11-06
تركيز الأوكسجين الحرج Critical Oxygen Concentration
19-12-2017
الاستعانة بالصلاة عند الكربات
2024-07-08
قصة الجنات الأربع
2-06-2015


بحث دلالي- يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ..  
  
2515   03:59 مساءً   التاريخ: 10-7-2021
المؤلف : السيد عبد الاعلى السبزواري
الكتاب أو المصدر : الاخلاق في القران الكريم
الجزء والصفحة : 491 -493
القسم : الاخلاق و الادعية / أخلاقيات عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-6-2022 1542
التاريخ: 7-5-2021 3996
التاريخ: 18-3-2021 3337
التاريخ: 28-3-2020 1698

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [المائدة : 105].

تدل الآية الكريمة على أمور :

الأول : يدل قوله تعالى: {عليكم انفسكم} على أن النفس هي محط الكمالات ومحور الملكات أما الفاضلة أو الرديئة الفاسدة كل حسب ما يعمله من الاهتداء والضلال ، والوسيلة الوحيدة لتثبيت تلك الملكات إنما هي الأعمال الصادرة من الفرد ، فإن وافقت الشرع على هداية واهتداء من صاحبها نفعته وأوصلته إلى المقصد والغاية الحميدة وهي ثواب الله تعالى ، وأما إذا كانت مخالفة لما عليه الشرع وكان صاحبها على ضلال وغواية كانت الغاية هي العقاب وإن كان مقصد الجمع واحداً وهو الله تعالى الذي عنده الجزاء ، كما عرفت.

فالآية تحرض المؤمنين إلى الاهتداء والتزود بالزاد الحسن للوصول إلى الغاية الحسنى فلا يكون همهم إلا ذلك ، فإن تذليل النفس في مقام العبودية وحملها على الطاعة مع كونها نفورا لا يمكن السيطرة عليها بالمهولة من أقصى الكمالات وأبلغ المجاهدة ، فلا ينبغي للمؤمن أن يخاف ممن هو على ضلال وغواية ولا يمكنه أن يضر المؤمن بعد أن كان يخاف الله تعالى وحده وكان جميع همه هو الوصول إلى مقام قربه والتنزه عما يوجب البعد عنه ، ولا فرق حينئذ بين أن نحمل الخطاب على آحاد المؤمنين وأفرادهم أي جعل الخطاب إفرادياً أو نحمله على الخطاب الجمعي أي مجمع المؤمنين ومجتمعهم بأن يكون المراد إصلاح مجتمع المؤمنين باتخاذ طريق الهداية والاهتداء بهدي الرسالة والاحتفاظ بالأعمال الصالحة والشعائر الإسلامية نظير قوله تعالى : {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} [آل عمران : 103] ، الشامل للأفراد وللمجتمع لأن صلاح المجتمع بصلاح الأفراد وأن أحدهما مكمل للآخر فكما أن الفرد لا يصح أن يخرج عن الهداية والاهتداء بنور الشرع والتكاليف الآلهية والتعاليم الربانية وإن رأى من أهل الضلال ما يرى من اتباع الشهوات وإضاعة الصلوات كذلك ليس للمجتمع المؤمنين أن يخرجوا عن سبيل الهداية لما يرونه من المجتمعات الضالة التي انهمكت في اتباع الشهوات والتمتع بزخارف الدنيا نظير قوله تعالى : {لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ * مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ} [آل عمران: 196، 197].

ومن ذلك يعرف أن لا وجه لصرف الإطلاق إلى خصوص إحدى الجهتين فإن الخطابات القرآنية لها من الشمولية والإحاطة ما لا يكون في أي خطاب آخر.

الثاني : يستفاد من قوله تعالى : { عليكم انفسكم } إمكانية السيطرة على النفس وتقويمها وإخراجها عن ما يشينها وما يلقيها في المهالك ويوردها المخاطر كما أنه يمكن إخراجها من مرتبة إلى مرتبة أخرى من الكمال.

وهذه الآية الكريمة رد لمن يزعم أن النفس إذا اعتادت على شيء لا يمكن تغييرها لأنها صعبة عنيدة لا تسلس لقائدها ، وهذه مزاعم وأعذار واهية .

نعم إن النفس إذا شبت على شيء واعتادت على أمر لا يمكن قلعها عنه بسهولة إلا أن ذلك ممكن بمجاهدة خاصة وتوفيق رباني وإلا لبطلت الشرائع ودعوات الإيمان وإرشادات الأولياء ، وقد تقدم في بعض المباحث السابقة بعض الكلام.

الثالث : يدل قوله تعالى : {لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ} [المائدة: 105] على تبديل إيمانهم وعقائدهم أو مجتمعهم إلى غير الحق .

وأن أضرارهم منفية عن المؤمنين فهم في أمن من أضرار الأفراد والمجتمعات الضالة فلا يفزعوا مما هم عليه من كثرة الأموال والأفراد والعدة والعدد ، كما قال تعالى {لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ} [آل عمران : 111].

وقد وعدهم الله تعالى النصرة والغلبة فليس بواجب على المؤمنين الجد في إيمان هؤلاء وإيقاع أنفسهم في المشقة والحرج زيادة على ما هو متعارف في الدعوة ، فإن القلة المؤمنة العارفة المشغولة بإصلاح أنفسها خير من الكثرة التي لا هم لها إلا التمتع بالحياة الفانية ، فإن العبرة بالقلوب النبهة العارفة الزاكية لا الأبدان الضخمة البالية.

الرابع : يدل قوله تعالى : { إذا اهتديتم } على أن شرط إصلاح النفس والأمن من أضرار المضلين هو الاهتداء ولا ريب أنه الدخول في الهداية والإصرار على البقاء عليها والمداومة على تحقيق شروطها وإتيان الأعمال المفروضة ، ولا يتم الاهتداء إلا بعد إتمام الحجة وبيان التكاليف ، قال تعالى : { قَدْ جَاءَكُمُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ } [يونس: 108] ، فالاهتداء اعتقاد بالجنان وعمل بالأركان واستقامة عليها.

الخامس : يدل قوله تعالى : { إلى الله مرجعكم جميعا } ، على أن الضمان لعمل المؤمنين المهتدين هو الرجوع إلى الله عز وجل الذي عنده الجزاء فيثيب المهتدين المطيعين ويعاقب العاصين الضالين فيكون مزيدا لهمة المهتدين وتنبيهاً للضالين.

ويستفاد من قوله تعالى : { مرجعكم } أن الجميع على علم بالرجوع والعود إليه بعد ما كان البدء منه أيضا ، فإن الإنسان إذا كان على علم من هذا الأمر وأنه محاط بالمبدأ والمعاد ولا يمكنه الخروج عن الطريق الذي يكون مبدأ منه عز وجل ومعاده إليه تعالى يكون ذلك أدعى إلى اليقظة والتنبيه التام لئلا يخرج عن ذلك الطريق فلا يسعه التخطي عن ذلك ولو بخطوة ، بخلاف من غفل عن ذلك ونسي الواقع الذي لا مفر منه والمرجع الذي لا بد من الرجوع إليه فيغفل عن نفسه لا محالة ويقع في الضلال والغواية فلا يكون حينئذ إلا الخسران كما عرفت في التفسير.

 




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.