المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



تغيير السلوك عبر إرشادات واضحة  
  
2578   01:56 صباحاً   التاريخ: 28-6-2021
المؤلف : كين وإليزابيث ميلور
الكتاب أو المصدر : التربية السهلة
الجزء والصفحة : ص112-120
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /

يجد العديد من الاهل ان اولادهم يتجاوبون بشكل افضل ويفعلون ما يُطلب منهم ، عندما يقولون لهم ما ينبغي ان يفعلوه بدلا مما ينبغي الا يفعلوه. وسيبدو لنا السبب الكامن وراء ذلك واضحا اذا ما تذكرنا ان الاولاد يفعلون ما نقوله لهم حرفياً. فكروا في المعنى الحرفي للأمثلة في الجدول التالي. تخيلوا اولادكم يمثلون الكلمات الحقيقية المستخدمة وقرروا اذا ما كان اختياركم للكلمات سيكون مطابقاً لخيارنا. لاحظوا اننا اعطينا بعض الرسائل السلبية (لا تفعل ، لا يمكن ، أبداً ، إلخ...) نتبع الرسائل اولا ثم نصل بعدها الى عدم القيام بها. بمعنى اخر ، (لا تبكي) تعني ان على الشخص ان يبكي داخليا قبل ان يتوقف عن البكاء.

عبارات يمكن استخدامه      عبارات ينبغي تجنبها

تصرف بلطف                 لا تضرب

تكلم بهدوء                     لا تصرخ

ابتعد ، ارفع يديك              لا تلمس

استرخِ                         لا تخف

تصرف بذكاء                 لا تكن غبياً

قل الحقيقة                     لا تكذب

انهض من سريرك           لا تبق مستلقيا هناك

تذكر                          لا تنس

فكر بوضوح                 لا ترتبك

كن بأحسن حال              (حظا سعيدا)

تحرك بانتباه                 لا تكن اخرق

تصرف بشكل مرض       لا تكن شريراً

سر ببطء                     لا تركض

التزم بالقانون                لا تخالف القانون

ستلاحظون ان اعتماد العبارات الواردة في الجهة اليمنى سيدفع اولادكم الى تنفيذ ما تطلبون. يجد العديد من الاهالي ان ادارة اولادهم تصبح اسهل عندما يتحدثون اليهم بهذه الطريقة. وعلى الرغم من ان هذه المقاربة لا تسجل نجاحا بمعدل 100%، الا انها تجعل تلك الاوقات التي يقاومنا فيها الاولاد والتعامل معها اكثر سهولة .

رسائل للأولاد

(لا احب ما تفعله واريدك ان تغيره. لذا ، اجلس وفكر في ما يمكن ان تفعله بشكل مختلف. بعدئذ ، تعال إلي واخبرني بما توصلت اليه).

استخدام الطلبات والتعليمات

تختلف الطلبات عن التعليمات ، واستخدام هذا الفرق يجعل التعامل مع اولادنا ومساعدتهم على فهم ما نريده منهم اسهل بكثير. دعونا نلاحظ الفرق.

الطلب هو ان نسأل احدهم ان يفعل شيئا ما ، وهو يعتمد عادة اسلوبا مهذباً ويفترض ان الشخص الاخر حر في الاختيار. يمكن له ان يقول (نعم) ، (لا) ، او (ربما).

في المقابل ، التعليمات هي توجيهات او أوامر للقيام بشيء ما. وهي لا تعتبر عادة مهذبة. عندما نعطي تعليمات ، نتوقع الطاعة. ويمكن للشخص الذي نعطيه تعليمات ان يقول (نعم) ، (لا) او (ربما) ، لكن هذا يتطلب منه ان يتصرف خلافا لما هو متوقع.

وجدنا ان الاولاد يتصرفون بثقة أكبر عندما يرى الاهل هذا الفرق بوضوح. ويمكن للخلط بين الطلبات والتعليمات ان يخلق كافة انواع الصعوبات التي لا داعي لها. اقرأوا المثل الذي سنورده ، وتذكروا وانتم تفعلون هذا ان الاولاد يفهمون الكلام حرفياً. بالتالي ، سيدفعهم الطلب الى اعتماد المسألة في داخلهم فيما تدفعهم التعليمات الى القيام في داخلهم بما نتوقعه منهم.

سأل الحارس السجين : (هلا دخلت الى زنزانتك الان ، من فضلك؟)

فرد السجين : (هل لدي أي خيار؟)

كرر الحارس كلامه : (هلا دخلت الى زنزانتك الآن ، من فضلك؟)

فكرر السجين كلامه ايضا : (هل لدي أي خيار؟)

وبعد تكرار الحديث مرتين اخرين ، غضب الحارس وكتب بحق السجين تقريراً.

يبدو ان السؤال والتهذيب الظاهري حاملا في طياتهما تعليمات ينبغي اطاعتها. كان سؤال السجين في محله في ظل هذه الظروف لكن لعله لم يكن حكيماً.

قوموا بصياغة طلبكم كطلب

واعطوا تعليماتكم كتعليمات.

ألقوا نظرة سريعة على الفرق الواضح في الامثلة الواردة في الجدول التالي :

طلبات                                           تعليمات

هلا خلدت الى النوم الان؟                     اخلد الى النوم الان

هلا تناولت طعامك                             تناول طعامك

هلا عدت الى المنزل قبل منتصف الليل     عد الى المنزل قبل منتصف الليل

هلا نظفت غرفتك قبل احتساء الشاي         نظف غرفتك قبل احتساء الشاي

فوائد الوضوح

ثمة اسباب ملموسة وقوية عديدة تدعم ضرورة التمييز بين الطلبات والاوامر.

• سيعرف اولادنا دوما متى نمنحهم الخيار ومتى لا نفعل.

• ان الأهل الذين يطلبون من اولادهم ان يقوموا بشيء ما فيما هم لا يمنحونهم أي خيار اخر ، يتنازلون ضمناً عن سلطتهم لأولادهم. هذا غير واقعي وغير صحي للأهل أو للأولاد في حالات عديدة.

• بما ان اولادنا يسجلون ما نفعله معهم ويستخدمون التسجيلات ليديروا شؤون أنفسهم ، فيمكنهم ان يأخذوا امرين مهمين منا: الاول هو القدرة على اعطاء انفسهم الاوامر لتنفيذ الاعمال المطلوبة. وبالثاني هو حرية ان يختاروا بأنفسهم. واذا ما خلطنا بين الاثنين ، فقد يفعلون الشيء نفسه. واذا ما تصرفنا بوضوح ، فقد يفعلون ذلك.

• عندما نتصرف بما يكفي من الحزم لندفع اولادنا الى القيام بما نطلبه بشكل سريع وصحيح ، يمكننا ان نوفر ساعات من التملق ، والمناشدة ، والملاطفة والامل في ان يقوم اولادنا بما نطلبه منهم.

النفور من اعطاء الاوامر

لعل ضمائركم تخزكم إذا ما اعطيتم اولادكم تعليمات او اوامر او توجيهات بشأن ما عليهم ان يفعلوه وذلك على الرغم من الفوائد التي اوردناها سابقاً. ويرى العديد من الأهالي هذا السلوك قاسيا او دكتاتورياً او حتى شريراً وتعسفيا ومؤذياً. وفي حين يمكن لأي منا ان يتصرف بشكل قاس او دكتاتوري او شرير او تعسفي ، لا يشكل هذا جزءا آلياً من اعطاء الأوامر. يمكننا ان نعطي التعليمات بشكل لطيف ، وحتى بمحبة وفكاهة. وتسمح لنا كافة الاوضاع تقريبا ان نفعل هذا.

• قولوا بصوت عادي : (تناول طعامك يا فلان).

• قولوا بصوت ناعم ، هادئ او حتى ودود : (هيا ، حان وقت النوم. هيا بنا). يمكنكم ان تقولوا هذا بابتسامة او مع قبلة على قمة الرأس او بطريقة اخرى تعبر عن المحبة.

• تكلموا بصوت عالٍ بما يكفي ليسمع الولد رغم ضجة المرور ، انما حافظوا على صوت ثابت وواضح : (تعالي يا انجيلا وابتعدي عن الطريق ، الوقوف هناك ليس آمناً. تعالي ، تعالي الى هنا بسرعة).

• قولوا مع ضحكة : (حسناً ، حان وقت انجاز واجباتك المدرسية. هل ظننت أني نسيت؟ والدك لا ينسى الى هذا الحد! هيا ، اذهب وابدأ عملك).

لا بأس في ان تقولوا لأولادكم ما عليهم ان يفعلوه.

علينا أحياناً ان نصرخ

عندما نتحدث الى أطفالنا ، لا نحتاج عادة لأن نصرخ ، لان نبدو قاسين او مهددين بوضعية الجسم او نبرة الصوت او الحركات. إلا اننا نفعل هذا احيانا فمن الافضل ان نكون محضّرين ، وهذا مهم بشكل خاص حين لا يكترث اولادنا لنا وحين نحتاج لشيء إضافي لنجعلهم يلتفتون إلينا. عندئذ ، نلجأ الى الحدة والضجيج.

• بعد ظهور متكرر عند الباب ، نقول بصوت حازم ، اعلى من المعتاد ، ربما مع تقطيبة او اثنتين لترك تأثير جيد : (لن أناقش المسألة معكم مجددا. اخلدوا الى النوم الان. استلقوا وابقوا في أسرتكم. هيا... الآن).

• (الم تتذكر ملاحظات المدرسة طيلة هذا الاسبوع.

عليك ان تتذكر ان تعطيني الملاحظات كلما اعطوك اياها في المدرسة عليك ان تعطيني اياها حال وصولك الى المنزل). علينا ان نقول هذا بصوت واضح وحازم (يمكن ان نستخدم الصوت العالي) وكل نقطة على حدة. بعدئذ ، نقول : (والآن ، ماذا ستفعل؟).

الصراخ والضرب على الطاولة والطرق الاخرى لإظهار استياء الاهل هي اساليب فاعلة للفت الانتباه ، وشد الانتباه واعطاء قيمة عاطفية لما تقولون. عندما نلفت انتباههم وندرك ان الرسالة وصلتهم ، يمكننا ان نتصرف مجددا بشكل طبيعي. الحمد لله!

أحد أجمل الامور بشأن استخدام طريقة قف حتى تقرر مع الأولاد هو انه يعفينا من ضرورة الصراخ ويخفف الكثير من احباط الأهل.

قوة الطلب

الطلبات قوية بحد ذاتها ، فهي تمنح الاولاد الخيار بشكل واضح جداً.

• (هلا ساعدتني في غسل الأطباق؟) هذا السؤال يمنح الولد حرية أن يقبل او ان يرفض، ويشجعه على التفكير لذاته والتصرف بشكل تعاوني او استقلالي. وبطرحنا السؤال ، نشير ضمنا الى اننا مستعدون لغسل الاطباق من دون مساعدته.

• (هلا أتيت لرؤيتي غدا بهذا الشأن؟) هذا السؤال يعني ضمنا ان الولد يمكن ان يأتي ، كما يمكن ان يأتي في وقت اخر او الا يأتي أبدا.

• (هلا طلبت من أمك ان تحضر الجزر الذي أحب الليلة؟) وهذا يعني ضمنا انها ليست مضطرة لأن تفعل هذا. نحن نطلب ذلك كمنحة. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.