أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-10-2014
1567
التاريخ: 8-10-2014
1575
التاريخ: 12-10-2015
1841
التاريخ: 8-10-2014
1684
|
قال تعالى : {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ
كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (59) الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا
تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (60) فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ
بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا
وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ
نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ} [آل عمران : 59 - 61] .
لقد تركت قصة عيسى أصداءها على بيئة الرسالة
الإسلامية ، عبر شرائح متنوعة منها...
بل إنها تحركت ، لتكشف عن رسم قصة أو حكاية
سادسة تنضم إلى العنصر القصصي في سورة آل عمران : امرأة عمران ، زكريا ، يحيى ،
مريم ، عيسى... وأخيرا : الحكاية السادسة وهي ظاهرة (المباهلة)...
إن ولادة عيسى بلا أب ـ بصفتها رسما معجزا
تقدم الحديث عنه ، لابد ان يترك عدة استجابات عند الآدميين ،... وكانت احدى هذه
الاستجابات ، انه (ابن الله) أو ثاني اثنين أو ثالث ثلاثة : أب ، وابن ، وروح
القدس...
ومن الطبيعي ، ان الرسالة الاسلامية ـ وهي
تواجه جبهات متنوعة من الأعداء ـ أن تتحرك نحوها جبهة المسيحيين ـ في اتجاهها
الثقافي المنحرف هذه الجبهة ، كانت تتوكأ ـ في جملة ما تتوكأ عليه ـ على قضية
المسيح نفسه عبر أحد نشاطاتها المعادية ، ومنه : النشاط المتصل بالمناقشة والمحاجة
ونحوهما...
وكانت المحاجة المتصلة ببنوة المسيح أو
إقنيميته الأسطورية ، تجسد واحدا من ضروب المحاجة...
وتقول النصوص المفسرة ، ان نصارى نجران ،
قالوا للنبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ إلى ما تدعونا؟؟ فأجابهم : إلى شهادة أن
لا إله إلا الله ، وإلى أنه رسوله.. كما حدثهم عن عيسى وانتسابه البشري ،...
وعندما سألوه عن أب عيسى ، كانت الاجابة تتحدد وفقا الآية القرآنية الكريمة ،
التالية ، فيما تنقل لنا قصة المباهلة التي نحن في صدد الحديث عنها ، عبر آيتين
أخريين.
والآيات الكريمة هي :
{إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ
اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ .
الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا
تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ .
فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ
مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا
وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ
نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ}
لقد جاء التلميح إلى قصة آدم ونمط مولده ،
إمتدادا لرسم (الحدث المعجز) الذي غلف كل القصص التي وقفنا عليها في سورة آل
عمران... ومن الواضح ان ربط سلسلة من الأحداث المعجزة ـ عبر القصص الخمس ، بالحدث
المعجز لعيسى ، ثم ربط هذا الحدث الأخير بأدل حدث معجز في التجربة البشرية ـ أي :
صياغة آدم ـ عليه السلام ـ ـ أقول ، ان ربط سلسلة من الأحداث المعجزة التي تمثل
أمتدادا زمنيا ، ربط هذا الامتداد ، بأولية الحدث تاريخيا في حمله لسمة (المعجز)
ذاته ،.... هذا الربط يعد رسما فنيا ونفسيا له خطورته في تحقيق عنصر (الاقناع)
الذي يظل هدفا لأية قصة...
فاذا تجاوزنا هذا العنصر فيما حققته القصة
القرآنية عبر الربط بين ولادة عيسى وولادة آدم... نكون قد انتقلنا إلى قصة الابداع
نفسه ، إلى تجربة المولد البشري ، ودلالة الخلافة على الأرض ، متجسدة في رسالة
الاسلام (فيما تجسد الصياغة الوحيدة لفهم ظاهرة الكون والمجتمع والفرد) ، وفيما
ينقلنا النص القرآني إلى بيئته التي واكبت ظهور الرسالة ، ونموها ، ومنها : رسم
البيئة الملتوية من مشركين وملحدين وكتابيين منحرفين...
وحكاية أو قصة (المباهلة) تمثل نموذجا واحدا
من تلكم البيئة التي أفرزت مجموعة نجران في عملية المحاجة التي أشرنا إليها.
وكانت نهاية هذه القصة في صالح الرسالة
الاسلامية ، فيما تنقل لنا النصوص المفسرة ان النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ
أراد أن يباهلهم بشخصيته وبعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام ، تلك المجموعة
،... إلا أن المجموعة فزعت من المغامرة بقبول المباهلة ، فصالحهم النبي ـ صلى الله
عليه وآله وسلم ـ على الجزية فانصرفوا...
والمهم ، أن النهاية القصصية لحدث المباهلة
كانت (إنتصارا) للنبي صلى الله عليه وآله وسلم ، تماما كما كانت النهاية القصصية
في حياة عيسى (إنتصارا) له ، بعد ان رفعه الله إلى السماء ، وأنقذه من المؤامرة...
هاتان النهايتان القصصيتان ، ينبغي أن لا
تغربا عن أذهاننا ، ونحن نتحدث عن البناء المعماري لقصص آل عمران ، وعن التجانس في
كل أحداثها ومواقفها وشخوصها وبيئاتها ، بالنحو الذي لحظناه مفصلا ، وبالنحو الذي
نلحظه الآن متجسدا في عملية التجانس بين نهاية كل قصة ، حيث كان (الانتصار) لصالح
كل من الشخصيتين ، بعد أن نقلنا النص القرآني من البيئة القصصية المتمثلة في قصص
كل من امرأة عمران ، وزكريا ، ويحيى ، وعيسى ، نقلنا منها ، إلى بيئة الرسالة
الاسلامية ، إلى رسالة محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، إلى البيئة التي تواكب
الرسالة وما يكتنفها من ظواهر (الجهاد) الفكري والعسكري...
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|