المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



طريق سفر الامام الرضا (عليه السلام)  
  
5245   04:37 مساءً   التاريخ: 19-05-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج2,ص366-367.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن موسى الرّضا / موقفه السياسي وولاية العهد /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-8-2016 2764
التاريخ: 10-8-2016 2953
التاريخ: 7-8-2016 2580
التاريخ: 8-8-2016 4465

لا يخفى انّ المستفاد من الروايات هوانّ المأمون لمّا استتبت له الخلافة وأصبحت أوامره ونواهيه نافذة في أقطار العالم الاسلامي فوّض ولاية العراق إلى الحسن بن سهل وأقام هو بمرو ارتفع غبار الفتنة في الحجاز واليمن ورفع بعض السادة العلويين راية الثورة ضد المأمون طمعا في الوصول إلى الخلافة.

فلمّا بلغ ذلك المأمون شاور الفضل بن سهل ذا الرئاستين وزيره ومشاوره فاستقرّ رأيه بعد إعمال الفكر وتدبير الامر على جلب الامام الرضا (عليه السلام) من المدينة إلى  مرو واعطائه منصب ولاية العهد لاطفاء نائرة السادة العلويين وجعل طوق الطاعة في أعناقهم ولينصرفوا عن التفكير في الخلافة والطمع بها فأرسل المأمون رجاء بن أبي الضحاك مع بعض خواصّه إلى الإمام (عليه السلام) حتى يرغّبه الى السفر نح وخراسان فلمّا وصلوا إليه وأبلغوه امتنع عن ذلك لكنهم اصرّوا عليه كثيرا فقبل الامام (عليه السلام) مكرها مجبرا .

روى الشيخ الصدوق (رحمه اللّه) عن مخوّل السجستاني انّه قال: لمّا ورد البريد باشخاص الرضا (عليه السلام) إلى خراسان كنت أنا بالمدينة فدخل المسجد ليودّع رسول اللّه (صلى الله عليه واله) فودّعه مرارا كلّ ذلك يرجع إلى القبر ويعل وصوته بالبكاء والنحيب ؛ فتقدّمت إليه وسلّمت عليه فردّ السلام وهنّأته فقال: زرني فانّي أخرج من جوار جدّي (صلى الله عليه واله) فأموت في غربة وأدفن في جنب هارون‏ .

 قال الشيخ يوسف بن حاتم الشامي تلميذ المحقق الحلّي في الدرّ النظيم روى جماعة من أصحاب الرضا (عليه السلام) انّه قال: لمّا أردت الخروج من المدينة إلى خراسان جمعت عيالي فأمرتهم أن يبكوا عليّ حتى أسمع بكاءهم ثم فرّقت فيهم اثنى عشر الف دينار ثم قلت لهم: انّي لا أرجع إلى عيالي ابدا ثم أخذت أبا جعفر فأدخلته المسجد ووضعت يده على حافة القبر والصقته به واستحفظته رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) فالتفت إليّ أب وجعفر فقال لي: بأبي أنت واللّه تذهب إلى اللّه وأمرت جميع وكلاي وحشمي له بالسمع والطاعة وترك‏ مخالفته وعرّفتهم انّه القيّم مقامي‏ .

 قال العلّامة المجلسي: روي في كشف الغمّة وغيره عن أمية بن عليّ انّه قال: كنت مع أبي الحسن (عليه السلام) بمكة في السنة التي حجّ فيها ثم صار إلى خراسان ومعه أبوجعفر (عليه السلام) وأبوالحسن يودّع البيت فلمّا قضى طوافه عدل إلى المقام فصلّى عنده فصار أبوجعفر الجواد (عليه السلام) على عنق موفّق يطوف.

به فصار أبوجعفر (عليه السلام) إلى الحجر فجلس فيه فأطال.

فقال له موفق: قم جعلت فداك فقال: ما أريد أن أبرح من مكاني هذا الّا أن يشاء اللّه واستبان في وجهه الغمّ فأتى موفّق أبا الحسن (عليه السلام) فقال له: جعلت فداك قد جلس أبوجعفر في الحجر وهو يأبى أن يقوم.

فقام أبوالحسن (عليه السلام) فأتى أبا جعفر (عليه السلام) فقال له: قم يا حبيبي فقال: ما أريد أن أبرح من مكاني هذا قال: بلى يا حبيبي ثم قال: كيف أقوم وقد ودّعت البيت وداعا لا ترجع إليه؟

فقال: قم يا حبيبي فقام معه‏ .

 وكان ذهاب الامام (عليه السلام) إلى خراسان في سنة 200 للهجرة وكان عمر الامام الجواد (عليه السلام) على المشهور سبع سنين فلمّا توجه إلى السفر ظهرت له معاجز باهرة في كلّ منزل وكثير من آثارها موجود إلى الآن.

روى السيد عبد الكريم بن طاوس المتوفي سنة 693هـ في كتاب فرحة الغري: لما طلبه المأمون أي طلب الامام الرضا (عليه السلام) من خراسان توجّه من المدينة إلى البصرة ولم يصل الكوفة ومنها توجّه على طريق الكوفة إلى بغداد ثم إلى قم ودخلها وتلقاه أهلها وتخاصموا فيمن يكون ضيفه منهم .

فذكر أنّ الناقة مأمورة فما زالت حتى بركت على باب وصاحب ذلك الباب رأى في منامه انّ الرضا (عليه السلام) يكون ضيفه في غد فما مضى الّا يسيرا حتى صار ذلك الموضع مقاما شامخا وهو في اليوم مدرسة مطروقة .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.