المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

التخطيط لإصدار صحيفة إلكترونية- 13- توفير المقر والتجهيزات التكنولوجية المختلفة للإصدار
24-2-2022
Wh-movement through spec-CP
2023-02-17
دعاء الاستفتاح
22-4-2019
حكم محكمة التحكيم
6-4-2016
Enzyme Cofactors and Vitamins
17-12-2019
Harmonic Mean
29-6-2019


دخول الرضا(عليه السلام)بيت حميد بن قحطبة  
  
5566   04:38 مساءً   التاريخ: 19-05-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج2,ص370-371.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن موسى الرّضا / موقفه السياسي وولاية العهد /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-8-2016 2908
التاريخ: 19-05-2015 3298
التاريخ: 8-8-2016 3259
التاريخ: 10-8-2016 3386

روى الشيخ الصدوق و ابن شهرآشوب عن أبي الصلت انّه قال: لمّا خرج الرضا عليّ بن موسى (عليه السلام) من نيسابور إلى المأمون فبلغ قرب القرية الحمراء قيل له: يا ابن رسول اللّه قد زالت الشمس أ فلا تصلّي؟ فنزل (عليه السلام) فقال: ائتوني بماء فقيل: ما معنا ماء فبحث (عليه السلام) بيده الأرض فنبع من الماء ما توضّأ به هو و من معه و أثره باق إلى اليوم .

فلمّا دخل سناباد أسند ظهره‏ إلى الجبل الذي تنحت منه القدور فقال: اللهم انفع به و بارك فيما يجعل فيه و فيما ينحت منه ؛ ثم أمر (عليه السلام) فنحت له قدور من الجبل و قال: لا يطبخ ما آكله الّا فيها .

و كان (عليه السلام) خفيف الأكل قليل الطعم فاهتدى الناس إليه من ذلك اليوم و ظهرت بركة دعائه (عليه السلام) فيه ثم دخل دار حميد بن قحطبة الطائي و دخل القبّة التي فيها قبر هارون الرشيد ثم خطّ بيده إلى جانبه ثم قال: هذه تربتي و فيها أدفن و سيجعل اللّه هذا المكان مختلف شيعتي و أهل محبّتي و اللّه ما يزورني منهم زائر و لا يسلّم عليّ منهم مسلّم الّا وجب له غفران اللّه و رحمته بشفاعتنا أهل البيت ؛ ثم استقبل القبلة فصلّى ركعات و دعا بدعوات فلمّا فرغ سجد سجدة طال مكثه فيها فأحصيت له فيها خمسمائة تسبيحة ثم انصرف‏ .

روى السيد ابن طاوس عن ياسر خادم المأمون انّه قال: لمّا نزل أبو الحسن عليّ بن موسى الرضا (عليه السلام) قصر حميد بن قحطبة نزع ثيابه و ناولها حميدا فاحتملها و ناولها جارية له‏ لتغسلها فما لبثت أن جاءت و معها رقعة فناولتها حميدا و قالت: وجدتها في جيب أبي الحسن (عليه السلام) .

فقلت: جعلت فداك انّ الجارية وجدت رقعة في جيب قميصك فها هي قال: يا حميد هذه عوذة لا نفارقها فقلت: لو شرّفتني بها فقال: هذه عوذة من أمسكها في جيبه كان البلاء مدفوعا عنه و كانت له حرزا من الشيطان الرجيم ثم أملى على حميد العوذة و هي: بسم اللّه الرحمن الرحيم بسم اللّه انّي أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيّا أو غير تقي أخذت باللّه السميع البصير على سمعك و بصرك لا سلطان لك عليّ و لا على سمعي و لا على بصري و لا على شعري و لا على بشري و لا على لحمي و لا على دمي و لا على مخّي و لا على عصبي و لا على عظامي و لا على مالي و لا على ما رزقني ربّي سترت بيني و بينك بستر النبوة الذي استتر انبياء اللّه به من سطوات الجبابرة و الفراعنة جبرئيل عن يميني و ميكائيل عن يساري و اسرافيل عن ورائي و محمد (صلى الله عليه واله) أمامي و اللّه مطّلع عليّ يمنعك منّي و يمنع الشيطان منّي اللّهم لا يغلب جهله أناتك ان يستفزّني و يستخفّني اللهم إليك التجأت اللهم إليك التجأت اللهم إليك التجأت .

 قلت: و لهذا الحرز قصة مونقة و حكاية عجيبة كما رواه أبو الصلت الهرويّ قال: كان مولاي عليّ بن موسى الرضا (عليه السلام) ذات يوم جالسا في منزله إذ دخل عليه رسول المأمون فقال: أجب أمير المؤمنين فقام عليّ بن موسى الرضا (عليه السلام) فقال لي: يا أبا الصلت انّه لا يدعوني في هذا الوقت الّا لداهية و اللّه لا يمكّنه أن يعمل بي شيئا اكرهه لكلمات وقعت إليّ من جدي رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) .

قال: فخرجت معه حتى دخلنا على المأمون فلمّا نظر به الرضا (عليه السلام) قرأ هذا الحرز الى آخره فلمّا وقف بين يديه نظر إليه المأمون و قال: يا أبا الحسن قد أمرنا لك بمائة الف درهم و اكتب حوائج أهلك فلمّا ولّى عنه عليّ بن موسى بن جعفر (عليهم السّلام) و المأمون ينظر إليه في قفاه‏ و يقول:  أردت و أراد اللّه و ما أراد اللّه خير .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.