المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9142 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الحاكمون وواجباتهم
25-2-2019
إنتاج اول اكسيد الكربون
1-6-2018
السفرانين SafranineO
2024-09-21
مسافات غرس العنب
2023-08-13
Colicins
24-12-2015
عبد الحميد بن يحيى الكاتب
30-12-2015


عبادته وحديث رجاء بن ابي الضحاك  
  
7167   04:12 مساءً   التاريخ: 19-05-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج2,ص343-346.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن موسى الرّضا / مناقب الإمام الرضا (عليه السّلام) /

روى الشيخ الصدوق عن رجاء بن أبي الضّحاك انّه قال: بعثني المأمون في إشخاص عليّ بن موسى الرضا (عليه السلام) من المدينة و أمرني أن آخذ به على طريق البصرة و الأهواز و فارس و لا آخذ به على طريق قم، و أمرني أن أحفظه بنفسي بالليل و النهار حتى أقدم به عليه ؛ فكنت معه من المدينة الى مرو، فو اللّه ما رأيت رجلا كان أتقى للّه تعالى منه، و لا اكثر ذكرا للّه في جميع أوقاته منه، و لا أشدّ خوفا للّه عز و جل منه، و كان إذا أصبح صلّى الغداة فإذا سلّم جلس في مصلاه يسبح اللّه و يحمده و يكبّره و يهلّله و يصلّي على النبيّ (صلى الله عليه واله) حتى تطلع الشمس، ثم يسجد سجدة يبقى فيها حتى يتعالى النهار، ثم أقبل على الناس يحدّثهم و يعظهم‏ الى قرب الزوال، ثم جدّد وضوءه و عاد الى مصلّاه .

فإذا زالت الشمس قام و صلّى ست ركعات يقرأ في الركعة الأولى الحمد و قل يا أيها الكافرون و في الثانية الحمد و قل هو اللّه أحد و يقرأ في الأربع في كلّ ركعة الحمد للّه و قل هو اللّه احد و يسلّم في كلّ ركعتين و يقنت فيهما في الثانية قبل الركوع و بعد القراءة ؛ ثم يؤذّن ثم يصلّي ركعتين، ثم يقيم و يصلّي الظهر، فإذا سلّم سبّح اللّه و حمده و كبّره و هلله ما شاء اللّه ثم سجد سجدة الشكر يقول فيها مائة مرّة  شكرا للّه فإذا رفع رأسه قام فصلّى ست ركعات يقرأ في كلّ ركعة (الحمد للّه و قل هو اللّه أحد و يسلّم في كلّ ركعتين و يقنت في ثانية كلّ ركعتين قبل الركوع و بعد القراءة، ثم يؤذّن ثم يصلّي ركعتين و يقنت في الثانية، فإذا سلّم أقام و صلّى العصر فإذا سلّم جلس في مصلّاه يسبّح اللّه و يحمده و يكبّره و يهلّله ما شاء اللّه، ثم يسجد سجدة يقول فيها مائة مرّة حمدا للّه .

فإذا غابت الشمس توضّأ و صلّى المغرب ثلاثا بأذان و إقامة، و قنت في الثانية قبل الركوع و بعد القراءة، فإذا سلّم جلس في مصلّاه يسبح اللّه و يحمده و يكبّره و يهلّله ما شاء اللّه ثم يسجد سجدة الشكر، ثم يرفع رأسه و لم يتكلّم حتى يقوم و يصلّي أربع ركعات بتسليمتين و يقنت في كلّ ركعتين في الثانية قبل الركوع و بعد القراءة، و كان يقرأ في الأولى من هذه الأربع الحمد، و قل يا أيها الكافرون و في الثانية الحمد، و قل هو اللّه أحد و يقرأ في الركعتين الباقيتين الحمد، و قل هو اللّه أحد ؛ ثم يجلس بعد التسليم في التعقيب ما شاء اللّه حتى يمسي ثم يفطر، ثم يلبث حتى يمضي من الليل قريب من الثلث، ثم يقوم فيصلّي العشاء الآخرة أربع ركعات و يقنت في الثانية قبل الركوع و بعد القراءة، فإذا سلّم جلس في مصلّاه يذكر اللّه عز و جل يسبّحه و يحمده و يكبّره و يهلّله ما شاء اللّه و يسجد بعد التعقيب سجدة الشكر ثم يأوي الى فراشه .

فإذا كان الثلث الاخير من الليل قام من فراشه بالتسبيح و التحميد و التكبير و التهليل و الاستغفار، فاستاك ثم توضّأ ثم قام إلى صلاة الليل، فصلّى ثمان ركعات و يسلّم في كلّ ركعتين‏

يقرأ في الأوليتين منها في كلّ ركعة الحمد مرّة و قل هو اللّه أحد ثلاثين مرّة ؛ ثم يصلّي صلاة جعفر بن أبي طالب (عليه السلام) أربع ركعات يسلّم في كلّ ركعتين و يقنت في كلّ ركعتين في الثانية قبل الركوع و بعد التسبيح، و يحتسب بها من صلاة الليل ثم يقوم فيصلي الركعتين الباقيتين يقرأ في الأولى الحمد و سورة الملك و في الثانية الحمد و هل أتى على الانسان ، ثم يقوم فيصلّي ركعتي الشفع يقرأ في كلّ ركعة منها الحمد مرّة و قل هو اللّه أحد ثلاث مرّات و يقنت في الثانية قبل الركوع و بعد القراءة، فإذا سلّم قام فصلّى ركعة الوتر يتوجّه فيها و يقرأ فيها الحمد و قل هو اللّه احد ثلاث مرّات و قل أعوذ بربّ الفلق مرّة واحدة و قل أعوذ بربّ الناس مرّة واحدة، و يقنت فيها قبل الركوع و بعد القراءة.

و يقول في قنوته:  اللهم صلّ على محمد و آل محمد، اللهم اهدنا فيمن هديت، و عافنا فيمن عافيت، و تولّنا فيمن تولّيت، و بارك لنا فيما أعطيت، و قنا شرّ ما قضيت، فانّك تقضي و لا يقضى عليك، إنّه لا يذلّ من واليت، و لا يعزّ من عاديت، تباركت ربنا و تعاليت .

ثم يقول:  أستغفر اللّه و أسأله التوبة  سبعين مرّة، فإذا سلّم جلس في التعقيب ما شاء اللّه، فإذا قرب الفجر قام فصلّى ركعتي الفجر يقرأ في الاولى الحمد و قل يا أيها الكافرون و في الثانية الحمد و قل هو اللّه أحد، فإذا طلع الفجر اذّن و أقام و صلّى الغداة ركعتين، فإذا سلّم جلس في التعقيب حتى تطلع الشمس ثم سجد سجدتي الشكر حتى يتعالى النهار.

و كانت قراءته في جميع المفروضات في الأولى الحمد و انّا أنزلناه و في الثانية الحمد و قل هو اللّه احد الّا في صلاة الغداة و الظهر و العصر يوم الجمعة فانّه كان يقرأ فيها ب الحمد و سورة الجمعة، و المنافقين .

وكان يقرأ في صلاة العشاء الآخرة ليلة الجمعة في الأولى الحمد و سورة الجمعة و في الثانية الحمد و سبّح اسم ربّك الأعلى و كان يقرأ في صلاة الغداة يوم الاثنين و الخميس في الأولى الحمد و هل أتى على الانسان و في الثانية الحمد و هل أتاك حديث الغاشية و كان‏ يجهر بالقراءة في المغرب و العشاء الآخرة و صلاة الليل و الشفع و الوتر و الغداة و يخفي القراءة في الظهر و العصر .

 و كان يسبّح في الأخراوين و يقول: سبحان اللّه و الحمد للّه و لا إله الّا اللّه و اللّه اكبر ثلاث مرّات، و كان قنوته في جميع صلواته: ربّ اغفر و ارحم و تجاوز عمّا تعلم انّك أنت الأعزّ الأجلّ الأكرم .

و كان إذا أقام في بلدة عشرة أيّام صائما لا يفطر، فإذا جنّ الليل بدأ بالصلاة قبل الافطار، و كان في الطريق يصلّي فرائضه ركعتين ركعتين الّا المغرب فانّه كان يصلّيها ثلاثا و لا يدع نافلتها، و لا يدع صلاة الليل و الشفع و الوتر و ركعتي الفجر في سفر و لا حضر، و كان لا يصلّي من نوافل النهار في السفر شيئا .

 و كان يقول بعد كلّ صلاة يقصّرها:  سبحان اللّه و الحمد للّه و لا إله الّا اللّه و اللّه اكبر ثلاثين مرّة و يقول: هذا لتمام الصلاة .

و ما رأيته صلّى الضحى في سفر و لا حضر، و كان لا يصوم في السفر شيئا و كان (عليه السلام) يبدأ في دعائه بالصلاة على محمد و آله و يكثر من ذلك في الصلاة و غيرها، و كان يكثر بالليل في فراشه من تلاوة القرآن، فإذا مرّ بآية فيها ذكر جنّة أو نار بكى و سأل اللّه الجنة و تعوّذ به من النار .

و كان (عليه السلام) يجهر ب بسم اللّه الرحمن الرحيم في جميع صلواته بالليل و النهار، و كان إذا قرأ قل هو اللّه احد قال سرّا: اللّه احد فإذا فرغ منها قال: كذلك اللّه ربّنا ثلاثا، و كان إذا قرأ سورة الجحد قال في نفسه سرّا: يا أيها الكافرون فإذا فرغ منها قال: ربّي اللّه و ديني الاسلام ثلاثا، و كان إذا قرأ و التين و الزيتون قال عند الفراغ منها: بلى و أنا على ذلك من الشاهدين و كان إذا قرأ لا أقسم بيوم القيامة قال عند الفراغ منها: سبحانك اللهم بلى .

و كان يقرأ في سورة الجمعة: {قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} [الجمعة: 11] و كان إذا فرغ من الفاتحة قال: الحمد للّه ربّ العالمين و إذا قرأ سبّح اسم ربّك الأعلى قال سرا: سبحان ربّي الأعلى و إذا قرأ يا أيها الذين آمنوا قال: لبيك اللهم لبيك سرّا.

و كان (عليه السلام) لا ينزل بلدا الّا قصده الناس يستفتونه في معالم دينهم، فيجيبهم و يحدّثهم الكثير عن أبيه عن آبائه عن عليّ (عليهم السّلام) عن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) .

فلمّا وردت به على المأمون، سألني عن حاله في طريقه فأخبرته بما شاهدت منه في ليله و نهاره و ظعنه و اقامته، فقال: بلى يا ابن أبي الضحّاك هذا خير أهل الأرض و أعلمهم و أعبدهم، فلا تخبر أحدا بما شاهدت منه، لئلّا يظهر فضله الّا على لساني، و باللّه أستعين على ما أقوى من الرفع منه و الإشادة  به‏ .

و ذكر العلامة المجلسي (رحمه اللّه) في البحار دعاء قرأه الامام الرضا (عليه السلام) لمّا غضب عليه المأمون، فسكن غضبه و هو: باللّه استفتح و باللّه استنجح و بمحمد (صلى الله عليه واله) أتوجّه، اللّهم سهّل لي حزونة أمري كلّه و يسّر لي صعوبته انّك تمحو ما تشاء و تثبت و عندك أمّ الكتاب.

و نقل عن أمير المؤمنين (عليه السلام) انّه قال: ما أهمّني أمر قط و لا ضاق عليّ معاشي قط و لا بارزت قرنا قط و قلته الّا و قد فرّج تعالى عنّي همّي و غمّي و رزقني الظفر على أعدائي‏ .

و اعلم انّ تسبيحه (عليه السلام) يقرأ في اليوم العاشر و الحادي عشر من كلّ شهر و هو: سبحان خالق النور، سبحان خالق الظلمة، سبحان خالق المياه، سبحان خالق‏ السماوات، سبحان اللّه خالق الأرضين، سبحان خالق الرياح و النبات، سبحان خالق الحياة و الموت، سبحان خالق الثرى و الفلوات، سبحان اللّه و بحمده .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.