المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

الاخبار عن مقام الامام علي عليه السلام
29-12-2019
أشعار لابن مكنون
2024-03-11
الجغرافية السياحية وانواعها
12-1-2016
فاكهة التكوما Astrocaryum aculeatum
12-11-2017
The ideal gas law
2024-05-17
أنواع العينات - العينة العشوائية البسيطة
6-3-2022


وفاة الامام الكاظم (عليه السلام)  
  
4498   05:41 مساءً   التاريخ: 18-05-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : الانوار البهية في تواريخ الحجج الالهية
الجزء والصفحة : ص168- 171.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام موسى بن جعفر الكاظم / شهادة الإمام الكاظم (عليه السلام) /

قبض موسى بن جعفر (عليه السلام) مسموماً ببغداد في حبس السندي بن شاهك في الخامس والعشرين من رجب سنة 183 هجري .

روي عن عمر بن واقد قال : أرسل الي السندي بن شاهك في بعض الليل وانا ببغداد يستحضرني فخشيت ان يكون ذلك لسوء يريده بي فأوصيت عيالي بما احتجت اليه وقلت : انا للّه وانا اليه راجعون .

ثم ركبت اليه فلما رآني مقبلاً قال يا ابا حفص لعلنا ارعبناك وافزعناك قلت : نعم .

قال : فليس هنا إلا خير قلت فرسول تبعثه الى منزلي يخبرهم خبري قال نعم ثم قال يا ابا حفص اتدري لم ارسلت اليك فقلت : لا قال : اتعرف موسى بن جعفر فقلت اي واللّه اني لأعرفه وبيني وبينه صداقة منذ دهر فقال : من ها هنا ببغداد تعرفه ممن يقبل قوله ؟.

 فسميت له اقواماً ووقع في نفسي انه (عليه السلام) قد مات قال فبعث وجاء بهم كما جاء بي فقال : هل تعرفون قوماً يعرفون موسى بن جعفر فسموا له قوماً فجاء بهم فاصبحنا ونحن في الدار نيف وخمسون رجلاً ممن يعرف موسى بن جعفر (عليه السلام) وقد صحبه قال : ثم قام فدخل وصلينا فخرج كاتبه ومعه طومار فكتب اسماءنا ومنازلنا واعمالنا وخلانا ثم دخل الى السندي قال فخرج السندي فضرب يده الي فقال لي : قم يا ابا حفص فنهضت ونهض اصحابنا ودخلنا فقال لي يا ابا حفص اكشف الثوب عن وجه موسى بن جعفر فكشفته فرأيته ميتاً فبكيت واسترجعت ثم قال للقوم : انظروا اليه فدنا واحد بعد واحد فنظروا اليه ثم قال : تشهدون كلكم ان هذا موسى بن جعفر بن محمد ثم قال يا غلام اطرح على عورته منديلاً واكشفه فقال ففعل فقال : اترون به اثراً تنكرونه فقلنا لا ما نرى به شيئاً ولا نراه الا ميتاً قال فلا تبرحوا حتى تغسلوه واكفنه وادفنه قال فلم نبرح حتى غسل وكفّن وحمل فصلى عليه السندي بن شاهك.

اقول : وفي الخبر المروي عن المسيب قال : فواللّه لقد رأيتهم بعيني وهم يظنون انهم يغسلونه فلا تصل ايديهم اليه ويظنون انهم يحنطونه ويكفنونه وأراهم لا يصنعون به شيئاً ورأيت شخصاً اشبه الاشخاص به يتولى غسله وتحنيطه وتكفينه وهو يظهر المعاونة لهم وهم لا يعرفونه فلما فرغ (عليه السلام) من أمره قال لي ذلك الشخص : يا مسيب مهما شككت فيه فلا تشكن فيّ فإنّي امامك ومولاك وحجة اللّه عليك بعد أبي يا مسيب مثلي مثل يوسف الصديق (عليه السلام) ومثلهم مثل اخوته حين دخلوا عليه فعرفهم وهم له منكرون .

 قال الراوي : فحمل (عليه السلام) على نعش ونودي عليه هذا امام الرافضة فاعرفوه ثم أتيَ به الى السوق فوضع هناك ثم نودي عليه هذا موسى بن جعفر قد مات حتف انفه الا فانظروا اليه فحف به الناس وجعلوا ينظرون اليه لا اثر به من جراحة ولا خنق ؛ وكان في رجله اثر الحناء ثم امروا العلماء والفقهاء ان يكتبوا شهادتهم في ذلك فكتبوا جميعاً الا احمد بن حنبل فكلما زجروه لم يكتب شيئا .

وروي ان السوق الذي وضع فيه النعش الشريف سمّي سوق الرياحين وبني على الموضع بناء وجعل عليه باب لئلا يطأه الناس بأقدامهم بل يتبركون به وبزيارته .

وقد حكى عن المولى اولياء اللّه صاحب تاريخ ما زندران انه قال في كتابه : اني مررت به مرات عديدة وقبلت الموضع الشريف منه .

 قال الشيخ المفيد : واخرج فوضع على الجسر ببغداد ونودي هذا موسى بن جعفر قد مات فانظروا اليه فجعل الناس يتفرسون في وجهه وهو ميت .

قال الراوي : فلما اتى به (عليه السلام) مجلس الشرطة اقام اربعة نفر فنادوا الا من أراد أن يرى موسى بن جعفر فليخرج وخرج سليمان بن جعفر من قصره الى الشط فسمع الصياح والضوضاء فقال لولده وغلمانه ما هذا قالوا السندي بن شاهك ينادي على موسى بن جعفر (عليه السلام) على نعش فقال لولده وغلمانه : يوشك ان يفعل هذا به في الجانب الغربي فاذا عبر به فانزلوا مع غلمانكم فخذوه من ايديهم فان مانعوكم فاضربوهم وخرقوا ما عليهم من السواد فلما عبروا به نزلوا اليهم فأخذوه من ايديهم وضربوهم وخرقوا ما عليهم من سوادهم ووضعوه في مفرق اربعة طرق واقام المنادون ينادون الا من أراد أن يرى الطيب ابن الطيب موسى بن جعفر (عليه السلام) فليخرج وحضر الخلق وغسل وحنط بحنوط فاخر وكفنه بكفن فيه حبرة استعملت له بألفين وخمسمائة دينار عليها القرآن كله واحتفى ومشى في جنازته متسلبا مشقوق الجيب حاسر الرأس الى مقابر قريش في باب التين وكانت هذه المقبرة لبني هاشم والاشراف من الناس قديماً فدفنه هناك وكتب بخبره إلى الرشيد فكتب الى سليمان بن ابي جعفر وصلت رحم يا عم واحسن اللّه جزاءك واللّه ما فعل السندي بن شاهك (لعنه اللّه) ما فعله عن أمرنا .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.