المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9142 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الحديث الموثّق
2024-12-16
أحكام القرآن للراوندي : فقه القرآن
14-10-2014
absolutive (adj./n.)
2023-05-04
الموضوع : اختصاص القضاء بإصدار الأوامر الماسة بالحق في سرية المراسلات
28-1-2016
مكونات الدالات المستعملة لفحص البيئة
27-1-2016
الانحراف المعياري
21-4-2018


خبر شقيق البلخي و ما شاهده من الدلائل  
  
7217   05:54 مساءً   التاريخ: 17-05-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج2,ص268-270.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام موسى بن جعفر الكاظم / مناقب الإمام الكاظم (عليه السلام) /

روى الشيخ الأربلي عن شقيق البلخي انّه قال : خرجت حاجا في سنة تسع و أربعين و مائة من الهجرة ، فنزلنا القادسية فبينا أنا أنظر إلى الناس في زينتهم و كثرتهم فنظرت إلى فتى حسن الوجه، شديد السمرة، ضعيف، فوق ثيابه ثوب من صوف، مشتمل بشملة، في رجليه نعلان، و قد جلس منفردا، فقلت في نفسي : هذا الفتى من الصوفية يريد ان يكون كلّا على الناس في طريقهم و اللّه لأمضينّ إليه و لأوبخنّه ؛ فدنوت منه فلمّا رآني مقبلا قال : يا شقيق { اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ } [الحجرات : 12]  ثم تركني و مضى فقلت في نفسي : انّ هذا الأمر عظيم قد تكلّم بما في نفسي و نطق باسمي و ما هذا الّا عبد صالح لألحقنّه و لأسألنّه أن يحالني، فاسرعت في أثره فلم ألحقه و غاب عن عيني، فلمّا نزلنا واقصة و إذا به يصلّي و أعضاؤه تضطرب و دموعه تجري، فقلت : هذا صاحبي أمضي إليه و أستحلّه فصبرت حتى جلس و أقبلت نحوه، فلمّا رآني مقبلا قال : يا شقيق اتل { وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى } [طه : 82] ‏؛ ثم تركني و مضى فقلت : انّ هذا الفتى لمن الأبدال لقد تكلّم على سرّي مرّتين، فلمّا نزلنا زبالة إذا بالفتى قائم على البئر و بيده ركوة يريد أن يستقي ماء فسقطت الركوة من يده في البئر و أنا أنظر إليه فرأيته و قد رمق السماء و سمعته يقول : أنت ربّي إذا ظمئت إلى الماء و قوّتي إذا أردت الطعاما اللهم سيدي ما لي غيرها فلا تعدمنيها .

قال شقيق : فو اللّه لقد رأيت البئر و قد ارتفع ماؤها فمدّ يده و أخذ الركوة و ملأها ماء، فتوضّأ و صلّى أربع ركعات، ثم مال إلى كثيب رمل فجعل يقبض بيده و يطرحه في الركوة و يحركه و يشرب، فأقبلت إليه و سلّمت عليه فردّ عليّ السلام، فقلت : أطعمني من فضل ما أنعم اللّه عليك .

فقال : يا شقيق لم تزل نعمة اللّه علينا ظاهرة و باطنة، فأحسن ظنّك بربك، ثم ناولني الركوة فشربت منها فاذا هو سويق و سكّر، فو اللّه ما شربت قط ألذ منه و لا أطيب ريحا، فشبعت و رويت و بقيت أياما لا أشتهي طعاما و شرابا، ثم انّي لم أره حتى دخلنا مكة، فرأيته ليلة إلى جنب قبة الشراب في نفس الليلة قائما يصلّي بخشوع و أنين و بكاء، فلم يزل كذلك حتى ذهب الليل ؛ فلمّا رأى الفجر جلس في مصلّاه يسبّح ثم قام فصلّى الغداة و طاف بالبيت اسبوعا فخرج فتبعته و إذا له حاشية و موال و هو على خلاف ما رأيته في الطريق و دار به الناس من حوله يسلّمون عليه، فقلت لبعض من رأيته يقرب منه : من هذا الفتى؟ فقال : هذا موسى بن جعفر بن محمد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب (عليهم السّلام)، فقلت : قد عجبت أن تكون هذه العجائب الّا لمثل هذا السيد .

 

يقول المؤلف : انّ شقيق البلخي أحد مشايخ الطريقة، و قد صاحب إبراهيم بن أدهم و أخذ منه الطريقة، و كان استاذا لحاتم الأصمّ، و قتل سنة 194هـ في غزوة كولان من بلاد الترك.
و في كشكول البهائي و غيره انّ شقيق البلخي كان في اوّل أمره ذا ثروة عظيمة، و كان في اوّل أمره كثير الأسفار للتجارة، فدخل سنة من السنين في بلاد الترك و هم عبدة الأصنام فقال لعظيمهم : انّ هذا الذي أنتم فيه باطل و انّ لهذا الخلق خالقا ليس كمثله شي‏ء و هو رزّاق كلّ شي‏ء .

 

فقال له : إنّ قولك هذا لا يوافق فعلك، فقال شقيق : و كيف ذلك؟ فقال : زعمت انّ لك خالقا رازقا و قد تعبت في السفر إلى هنا لطلب الرزق ؛ فلمّا سمع شقيق منه هذا الكلام رجع و تصدّق بجميع ما يملكه و لازم العلماء و الزّهاد إلى أن مات (رحمه اللّه‏) .

و اعلم انّ الكثير من علماء الشيعة و السنة أوردوا حكاية شقيق مع موسى بن جعفر (عليه السلام) في كتبهم و أعقبوها بأبيات و هي:

سل شقيق البلخي عنه بما شا             هد منه و ما الذي كان أبصر

قال لمّا حججت عاينت شخصا             ناحل الجسم شاحب اللون أسمر

سائرا وحده و ليس له زا                  د فما زلت دائبا أتفكّر

و توهّمت انّه يسأل النا                    س و لم أدر انّه الحجّ الأكبر

ثم عاينته و نحن نزول‏                     دون فيد  على الكثيّب الأحمر

يضع الرمل في الإناء و يشربه‏            فناديته و عقلي محيّر

اسقني شربة فلمّا سقاني‏                   منه عاينته سويقا و سكّر

فسألت الحجيج من يك هذا                 قيل هذا الامام موسى بن جعفر




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.