أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-10-2014
1687
التاريخ: 20-12-2014
1607
التاريخ: 8-3-2016
1684
التاريخ: 14-10-2014
1340
|
هو الشيخ الإمام الفقيه المحدث المفسر الأديب ، قطب الدين أبو الحسين سعيد بن عبد الله بن الحسين بن هبة اللّه الراوندي (1) ويعرف اختصاراً بسعيد بن هبة الله الرواندي نسبة الى جده ...المتوفى سنة (573هـ) كان فاضلاً وعالماً جامعاً لأنواع العلوم (2) . له مصنفات في مختلف العلوم الاسلامية ، فيما يـقـرب مـن سـتـين مؤلفاً ، له في كل منها القدح الأعلى (3) . من اجملها : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة ، وعليه اعتمد ابن ابي الـحـديـد فـي شرح النهج .
ومنها هذا الكتاب الذي نحن بصدده ، وهو من خير كتب احكام القرآن وأقـدمـهـا وأجـلـها ..
وهو من آثار قدمائنا التي تعتز بها المكتبة الإسلامية في اصالتها والمادة العلمية الثرية التي تحويها ، إنه مع اختصاره النبي شامل لأطراف الموضوع ، جامع لما يجب أن يقال ، غني بما تناوله من الاستدلال .. عرض البحث عن آيات الأحكام على ترتيب الكتب الفقهية وذكر كل آية في الباب الذي يخصها ، ومن ثم فهو أشبه بالتفسير الموضوعي للآيات ذات الصلة بالأحكام .. كل ذلك مع رعاية المباحث التفسيرية والفقهية معاً ، فأشبعها بحثاً وتعمقاً ، حيث كانت المسألة بحاجة الى ذلك .
والراوندي في هذا الكتاب شديد التأثر ، بآراء شيخ الطائفة أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي (ت 460هـ) في كتابه الانتصار في انفرادات الإمامية . وبعض أجوبته على المسائل . ففي كثير من المسائل نجده يتتبع ما قالاه وخاصة الأول منهما ، بل ربما يأتي بعباراتهما عيناً من غير تصرف .
وهذا لا يعني إطلاقاً أن الراوندي ليس له جديد في كتابه هذا ، بل له محاولات موفقة في مسائل جليلة يستعرضها بانطلاق في الاستنباط ، مستعيناً بالقدرة العلمية العظيمة التي يملك نواصيها ويذلل مصاعبها ، فيدخل في خضمها دخول العالم المتمكن الذي أوتي نصيباً وافراً من المبادئ العلمية الفخيمة ..
ويمتاز هذا الكتاب بأنه يحاول – مبلغ جهده – في الجمع بين الآراء ، وخاصة التفسيرية منها ، إذا ظهر عليها الاختلاف ، فيوفق بينها ما وجد الى ذلك سبيلاً . ولذلك ترى بعض مسائل مطروحة في كتب الفقه والتفسير بشكل يبدوا عليها أنها معترك الآراء بين العلماء . ولكنك عند ما تعود إليها في هذا الكتاب تجد نقطة تنتهي إليها أقوال أولئك ، ولا يبقى شيء من الخلاف ..
كما أنه يمتاز أيضاً بما حواه من مسائل الخلاف بين المذاهب ، والتي وجدت العناية الكافية في تبسيطها وعرضها والنقاش فيها والاستدلال عليها ، فربما كتب المؤلف فصولاً عديدة في مسألة واحدة ، يتحدث عنها في كل فصل ، ويعود عليها في فصل آخر ليتكلم فيها من زاوية أخرى غير التي تكلم عنها ..
ومن ثم فهذا الكتاب يعد أثراً علمياً فخيماً من آثار أعلامنا الأقدمين ، بذل فيه مؤلفه القطب الراوندي جهداً كبيراً موفقاً . ونقدر أنه سيبقى مرجعاً ضخماً يرجع إليه المؤلفون في الفقه والتفسير .. ما دامت الأيام مهللاً بالدراسات والتحقيق .. (4)
قال مؤلفه – في المقدمة - : الذي حملني على جمع هذا الكتاب ، أني لم أجد من علماء الإسلام قديماً وحديثاً (5) من ألف كتاباً مفرداً يشمل على الفقه الذي ينطق به كتاب الله ، ولم يتعرض أحد منهم لاستيعاب ما نصه عليه ، لفظه أو معناه ، ظاهره أو فحواه ، في مجموع كان على الانفراد ، صائب هدف المراد ..
فرأيت أن أؤلف كتاباً في " فقه القرآن" يغني عن غيره بحسن مبانيه ، ولا ينصر فهم القارئ عن [إدراك] معانيه . متجنباً الإطالة والتكثير ، ومتحرياً الإيجاز والتيسير ، ليكون الناظر فيه أنسياً يصادقه ، وللفقيه ردءاً يصدقه ، فجمعت منه بعون الله جملة مشروحة أخرجها الاستقراء ، وذكرت إن نسيئ الأجل ما يقتضيه الاستقصاء .. والله الموفق لما يشاء ..
منهج الكتاب
يقول في مفتتح كتاب الطهارة : أنه تعالى ذكر أحكام الطهارة في القرآن ، على سبيل التفصيل في موضعين . ونبه عليها جملة في مواضع شتى ، في خصوص أو عموم ، بتصريح أو تلويح .. وأنا – إن شاء الله – أوردُ جميع ذلك أو أكثر ما فيه ، على غاية ما يمكن تلخيصه ، وأستوفيه وأومئ الى تعليله وجهه دليله . وأذكر أقوال العلماء والمفسرين في ذلك ، والصحيح منها والأقوى . وأقتصر في جميع ما يحتاج إليه ، على مجرد ما روي عن السلف – رحمهم الله – من المعاني سوى القليل .. وأقتنع بألفاظهم المنقولة .. وهذا شرطي الى آخر الكتاب .
قال : وأكثر الآيات التي نتكلم عليها في هذا المعنى . فهو كما نبهنا عليه الأئمة من آل محمد (صلى الله عليه واله وسلم) وهم معدن التأويل ومحط التنزيل .. (6)
وللمؤلف طريقة حكيمة عند مواجهة مختلف النظرات والآراء ، لخصتها ملحوظة قدمها نصيحة لرواد العلم وطلاب الفضيلة ..
قال : وكل مسألة شرعية لها شعب ووجوه ، فإذا سألك عنها سائل ، فثبت في الجواب ، فلا تجبه بلا أو بنعم على العجلة ، وتصفح حال المستفتي ، فإن كان عامياً يطلب الجواب ليعمل به ويعول عليه ، فاستفسره عن ذلك الذي يقصده ويريد الجواب عنه ، فإذا عرفت ما يريده بعينه أجبته عنه ولا تتجاوز الى غيره من الوجوه . فليس مقصوده هذا السائل إلا الوجه الذي يريد بيان حكمه ليعمل به .
وإذا كان السائل معانداً يريد الإعنات ، تستفسره ايضاً عن الوجه الذي يريد من المسألة ، فإذا ذكره أفتيته عنه بعينه ولا تتجاوزه الى غيره أيضاً ، فليس مقصوده طلب الفائدة ، وإنما هو يطلب المعاندة ، فضيق عليه سبيل العناد .
وإن كان السائل مستفيداً يطلب بيان وجوه المسألة والجواب عن كل وجه ليعلمه ويستفيده ، فأوضح له الوجوه كلها واجعل الكلام منقسماً ، لئلا يذهب شيء من بابه .
وهذا لعمري استظهار للعالم في جميع العلوم ، إن شاء الله تعالى (7) .
ومن هذه النصيحة القيمة يبدو لك مبلغ رزانة المؤلف وكياسته لدى مواجهة المشاكل من مسائل الخلاف ، فلا يجفو لا يقسو ولا تحمله العصبية على أن يخرج عن حده ، كما حملت غيره ممن تقدم ذكرهم .. وهذا ظاهر لمن تصفح الكتاب ..
وهذه هي شيمة من تأدب بأدب الأئمة من أهل بيت العصمة (عليهم السلام).
والكتاب مطبوع في جزئين ، بتحقيق الأستاذ السيد احمد الحسيني ـ قم المقدسة 1397هـ ـ.
______________________
1- راوند بليدة قرب كاشان . قبل : أصله رهاوند .
2- قال ابن حجر العسقلاني : كان فاضلاً في جميع العلوم ، له مصنفات في كل نوع .. (لسان الميزان ، ج3 ، ص48) .
3- فقد كتب في التفسير والكلام والفلسفة والفقه والحديث والتاريخ وغيرها ، وعرفت كتبه بالأصالة وعمق البحث والدراسة . وأصبحت تآليفه موضع عناية العلماء والدارسين منذ عصره ولا تزال .. (مقدمة الكتاب ، ص16).
4- راجع : مقدمة التحقيق ، ص10-11.
5- يقصد التأليف على وجه البسط والتصنيف ، ومنسقاً على ترصيف كتب الفقه دون التفسير .
6- أحكام القرآن للراوندي ، ج1 ، ص 5-6 . 7- المصدر نفسه ، ص64.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|