المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



إنك لا تستطيع إصلاح كل شيء  
  
2128   02:18 صباحاً   التاريخ: 24-3-2021
المؤلف : ريتشارد تمبلر
الكتاب أو المصدر : قواعد التربية
الجزء والصفحة : ص246-247
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-8-2022 1851
التاريخ: 11-4-2021 1791
التاريخ: 22-8-2020 2128
التاريخ: 8-1-2016 1896

ما نريده نحن كآباء هو ان نجعل الامور طيبة لأطفالنا ، فاذا ما جرح احدهم نفسه ، فنحن نقبله ونتمنى له الشفاء ، واذا وقع في مشكلة ، نأمل ان يحلها ، واذا كان طفلنا حزينا نحتضنه ، واذا اساء احدهم معاملته ، نتدخل لإصلاح الاحوال.

لكن احيانا ما يضطر ابناؤك لمواجهة مواقف صعبة بحق ، دون أن نكون قادرين على حلها لهم ، ومجرد شعورنا باننا عاجزون عن المساعدة هو امر سيء للغاية ، فمن اسوأ الاشياء في الحياة ان ترى ابنك يعاني دون ان تكون قادراً على انهاء معاناته ، لكن هذا قد يحدث ؛ فحين يموت احدهم ، لا يمكنك اعادته مهما كان طفلك يحبه ويفتقده. وأحيانا ما يكون ولدك مصابا بمرض لا يمكنك فعل شيء حياله ، او قد يكون انفصلت عن شريك حياتك ولا تستطيع التواجد حين يرغب في هذا.

من المهم لأطفالك ان يتعلموا الدرس التالي: الازمات تقع ، واحيانا لا يمكن لأي شخص عمل شيء لحلها. قد يكون تعلم مثل هذا الدرس صعبا حين تكون صغيرا في السن ، ومشاهدتك لأطفالك وهم يتعلمونه قد يمزق نياط قلبك ، لكن لابد لهم من تعلمه ، عاجلا ام اجلا ، ولا يوجد بيدك ما تفعله اذا ما واجهوا موقفا مماثلا في حياتهم. كل ما بيدك فعله هو ان تواسيهم خلال هذا الموقف ، لكنك لن تكون قادرا على ان تمنع عنهم الألم.

هذه القاعدة ، اذن ، تتمحور حول حقيقة انه ليس بيدك شيء تستطيع فعله ؛ فالخطأ ليس خطأك دوماً، ولا يمكن لأي شخص آخر ، لو كان في مكانك ، ان يفعل شيئا حياله ؛ فهذه عثرة مفاجئة ، لا أكثر. لا تلم نفسك بسببها لأنك لا تستحق هذا ؛ فالموقف ذاته صعب بما يكفي ، وربما تمر انت نفسك بنفس الألم ، اضافة الى مشاهدة طفلك وهو يعاني ، وانت لست بحاجة لان تزيد الامر سوءا عليك. فقط هوّن على نفسك (1).

وتذكر ، ان طفلك لا يتوقع منك ان تقوم بمعجزات ؛ فهو ليس غبيا ، وهو يعلم انه لا يوجد بيدك ما تفعله. كل ما يمكنك فعله له الان هو ان تمنحه حبك وحنانك ، وهذا ما عليك فعله لا اكثر. وهذا على الارجح سوف يخفف عنكما ولو قدرا قليلا.

انها مجرد عثرة مفاجئة ، لا أكثر.

_____________________

1ـ ربما يجدر بك تناول قطعة من الشيكولاتة كذلك. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.