أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-11-14
220
التاريخ: 2024-10-15
275
التاريخ: 2024-06-08
727
التاريخ: 2024-08-27
401
|
قال علي (عليه السلام) : ما أكثر العبر وأقل الاعتبار !!(1).
ان العديد من القضايا والمشاهد التي يطلع عليها الإنسان ، مما تثريه وتنفعه لو اتعظ بها واعتبر بحال من كانوا ابطالها ، لكنه يغفل عن ذلك ولا يوظفه لمصلحته ، الامر الذي يبعث على التحسر والتأسف ، حيث كان المفروض ان يتفاعل مع الاحداث على صعيد التحليل ، واخذ العبر منها ، لأن التغاضي عنها يعني تجاهل ما يمكن ان يعتبر أداة تحذيرية ، وانذارا مبكرا قبل ان يحل به مالا يستطيع دفعه، ومن المؤكد ان العاقل يقتضى ما يؤمن له ذلك ، تفاديا من وربطة الوقوع في المحذور ، سواء أكان فوات نفع او حصول ضرر.
فالدعوة إلى عدم إضاعة فرص الاصلاح والتغيير الذي تقتضيه المصلحة ، بما يحقق فائدة او يدفع مشكلة ، فالأفضل أن لا يعدد الإنسان ما مر به من حوادث وأحداث ، بقدر ما يجب عليه ان يجهد نفسه لئلا يحصل معه ما حصل لغيره من مرارات وإخفاقات وعقوبات ، كما لا تفوته فرصة وأتت غيره ، وإلا كان لاهيا ساهيا ، إذ لم يعتبر بحال غيره ، حتى تكررت الحالة معه ، او فقدها، وهو اسوء ما يكون ، بعد ان كان مقتضى العقل عدم الوقوع بالخطأ واجتناب المحذور.
وان كثرة الحوادث وقلة توظيف الإنسان لها ، مما يحصل دائما في مختلف اوضاعه سفرا وحضرا ، إذ انه يتجول في البلاد ويشاهد آثار السابقين ، كما يدخل متاحفهم، ويرتاد اماكنهم الخاصة بعدما كانت محصنة مقفلة عليهم ومن يرغبون ، وإذا به يتجول فيها بلا رقيب !! ، بل يتابع يوما ما تثبته قنوات اعلامية ، مما يدعو للتفكير ومراجعة الحسابات ، كما انه يفتقد يوميا اشخاصا كانوا معه ثم سمع بموتهم او شاهدهم وهم جثث هامدة ، كما يرى من تتحول حاله من الفقر إلى الغنى وبالعكس ، ومن الاضطهاد والمحكومية إلى الحاكمية والغلبة ، كما شاهد تبدل الصداقات والعداوات ، وغير ذلك فلماذا لم يستحضرها ويعتبر بها لئلا يطغى ؟!
ولا ينسى ، فيقع في خطأ غيره ، ويندم يوم لا ينفعه ذلك.
فكان اهتمامه (عليه السلام) باستعداد الإنسان للإجابة عن الاسئلة التي يقرؤها في كتابه ، والتي يترتب كثير منها على عدم وعيه لما عاصره من احداث كانت تمثل الانذار المبكر ، لكنه لم يعتن به ، فأدى إلى المحاسبة والمساءلة ، بينما كانت محاسبة النفس بعد نهاية اليوم ، مما تخفف عنه ذلك حتما ، بعد ان تكون وقفة لتصحيح المسار ومراجعة الذات ونقدها ، ومحاولة الافادة مما حصل مع الغير، فإن حجة الله تعالى قائمة على العباد ، مع ما امتلأت الدنيا به مما يذكر بالماضين ويعيد تذكر المتحولين من حال إلى غيرها.
ــــــــــــــــــــــــــ
(1) العبر جمع العبرة : اسم مصدر للاعتبار وهو : النظر إلى الشيء لمعرفة غير المشاهد من خلال المشاهد.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|