أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-10-2014
5729
التاريخ: 17-7-2016
6326
التاريخ: 14-11-2014
5846
التاريخ: 18-5-2016
5703
|
يحتاج كل إنسان في الوجود إلى دعائم وركائز، لكي يستند عليها في أفكاره التي ستصبح أفعاله فيما بعد ، فإن كانت هذه المرتكزات والدعائم منذ وضع أول لبنة لحجر الأساس متينة، كانت كل أفكاره سليمة طبعا يتبعها الأعمال ، والعكس هو الصحيح.
لهذا كان حري على كل مسلم أن تنمو جذور شجرة أفكاره من القرآن، لكي تينع وتثمر في مجالها الصحيح، لأن أساسها سليم ومتين، ولا يستطيع أحد أن يقف بوجهه ويعاتبه على قول أو عمل، إلا الذين { فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا} [البقرة : 10] أو في بعض الأحيان الجهل والقصور في عدم فهم الآخرين هو السبب وراء معاداتهم وتكذيبهم للقرآن كما في قوله {بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ} [يونس : 39] وفي الحديث الشريف «من قصر عن معرفة شيء عابه» (1) و«من جهل شيئا عابه» (2)
من هنا تبين لنا بأن صياغة الحياة وفق نظم عادلة ومقبولة مهمة صعبة لا يقوم بها إلا القرآن الكريم لأن هذه الصياغة لا بد وأن تكون وفق قيم تتأقلم مع طبيعة الإنسان، نابعة من تلك التشريعات الصادرة من خالق هذه الطبيعة.
فالتعرف على القرآن الكريم يختلف عن التعرف على أي كتاب آخر.
معرفة العبرة هي التي يستفيد منها الإنسان، ليتدارك بها اللحظة الراهنة التي يعيشها، ويخطط من خلالها للمستقبل، ومعرفة العبرة هي التي يتحدث عنها القرآن، ويحرضنا على أن نعتبر من الماضي، لكي نبصر المستقبل، فهي من المسائل المهمة جدا في حركة الحياة لديموميتها وفق أطر صحيحة.
{فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ} [الحشر : 2]
{ لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ } [يوسف : 111]
{إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ} [النور : 44]
{ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى} [النازعات : 26]
وأن نتعلم من القرآن لنكتشف الداء، ومواضع الخطأ، ونقاط الضعف من نقاط القوة، وأن نسد الثغرات التي خلفتها الثقافات الدخيلة والمستوردة من هنا وهناك على مجتمعنا الإسلامي عبر العقول الملوثة بتلك الأفكار السوداء.
فالارتشاف من القرآن في هذا المجال يعني أن نسد الأبواب في وجه الثقافة المنحرفة والتبريرية، التي تبعد الإنسان عن مسئوليته، وتسلخه من دينه ، وتصبغ فطرته النظيفة بألوان داكنة شتى.
فعلينا أن نتثقف بثقافة القرآن، لكشف تلك الأقنعة الزائفة المستترة تحت شعارات براقة ، وأسلحة عصرية، تريد أن تمزق جسد الأمة إلى أحزاب ، وقوميات وأقاليم وثقافات منحرفة ، ولا يمكن ذلك إلا بعد أن نتتلمذ على ضوء القرآن، حتى يعطينا تلك المناهج والبرامج التي تترجم إلى واقع حي، لتتحول إلى حركة اجتماعية واقتصادية وسياسية وتربوية سليمة تقودنا إلى بر
الأمان.
من منطلق العبرة والعلم نستطيع أن نجد نوع المعرفة، لأن القرآن ليس كتابا اقتصاديا لكيفية الحصول على الثروة مثلا، وليس كتابا سياسيا للوصول عن طريقه إلى سدة الحكم أو المنصب، بل هو كتاب العبرة والعلم والعمل.
فيعتبر الإنسان لكي يصون مستقبله من الأخطاء ، ويتعلم منه لكي يحفظ إنسانيته، ويعيش مدركا للأمور في الحياة، ببرامج القرآن، وبصائره النيرة ، وعطائه الفياض.
ويعمل به لكي يحقق كل طموحاته وآماله التي يصبو إليها.
_______________________
1. بحار الأنوار (ج77) ص 420 .
2. بحار الأنوار (ج 78) ص 79 .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|