أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-10-2020
2599
التاريخ: 25-4-2022
1893
التاريخ: 4-4-2022
2251
التاريخ: 26-4-2022
1665
|
الجغرافية السياحية - نشأتها، مفهومها:
لقد استخدم مصطلح الجغرافية السياحية لأول مرة من قبل (Strander) عام 1905، حيث كان يرى إن من أسباب تطور وبلورة السياحة هو الإلمام بالجوانب الطبيعية والبشرية. أما (Wegner) عام 1929، فقد أكد دور التأثيرات المتبادلة بين العوامل الجغرافية وانعكاسها على الجانب السياحي.
لقد عدت الجغرافية السياحية أحد فروع الجغرافية من قبل الجغرافي (S. Leszczyeki) عام 1939، حيث كان يرى بأن هدف الجغرافية السياحية هو التحديد العلمي للقيمة السياحية للبيئة الطبيعية ودراسة إمكانات حركة السياح مع المحافظة على مميزات هذه الإمكانات. ويرى الجغرافي (L. Deney) إن الجغرافية السياحية، تدرس المميزات الإقليمية للمنطقة السياحية والتوزيع الإقليمي لأنشطة الطلب والعرض المتعلقة بالسياحة والظروف والعوامل والمصادر التي تحدد وتطور السياحة في مختلف الدول والأقاليم.
ومن الدراسات التي عالجت موضوع السياحة من وجهة نظر جغرافية، ما ذكرته الأستاذة (Barrier) عن أهم الجوانب التي يمكن أن يركز عليها الجغرافي عند دراسته للسياحة، وهي:
1- المعطيات السياحية للمنطقة (المقومات الجغرافية).
2- انسياب السياح إلى المناطق السياحية.
3- تحليل العلاقة بين السياحة والجوانب الاجتماعية والاقتصادية للمناطق السياحية.
4- طاقة المناطق السياحية على استيعاب السياح.
إن النظام الذي يستخدمه الجغرافي عند دراسته للسياحة هو نظام يرتكز على ثلاثة جوانب، مصدر السائحين من ناحية، والمواقع المقصودة من ناحية أخرى، ثم أسلوب الوصول من المصدر إلى الموقع السياحي (Origin-Link-Destination) وعلى ذلك فقد تُعرّف الجغرافية السياحية على أنها: التفاعل المكاني (Spatial Interaction) الناشئ عن حركة السياح من المصدر إلى المكان المقصود أو المكان الذي تنتهي إليه الرحلة، والظواهر الناشئة من هذه الرحلة نتيجة البقاء المؤقت للأشخاص المسافرين وما يتطلب من خاصية البقاء، حيث ينشأ طلب على الخدمات السياحية المتنوعة والتي قد تزود من قطاعات مختلفة لصناعة السياحة.
ومع ازدياد اهتمام الجغرافيين بدراسة السياحة تبلور مفهوم الجغرافية السياحية فعُدت: بأنها ظاهرة جغرافية قاعدتها البيئة الطبيعية، وبنيانها الاقتصاد، ومحركها الإنسان ورائدها المتعة النفسية والذهنية.
لقد بدأت محاولات جادة للخروج بالدراسات الجغرافية المتعلقة بالسياحة من طابعها الوصفي، إلى الأسلوب النظري والعملي والتحليلي. إذ إن المنظور الجغرافي يساهم في توضيح العديد من القضايا ويضع الحلول للمشاكل التي يتم تحديدها.
إن فروع الجغرافية المختلفة بإمكانها أن تدرس جوانب معينة من الظواهر التي تؤثر على السياحة، ولكن دراسة جميع الظواهر الجغرافية المتعلقة بالسياحة تقتصر على الجغرافية السياحية فقط، وهي مهمتها دون غيرها من الفروع الأخرى.
أغلب الدراسات الجغرافية التي قد عالجت موضوع السياحة منذ بداية الخمسينات، قد ركزت بالدرجة الأولى على موارد الجغرافية السياحية في الأقطار المختلفة وبشكل وصفي، ولا تعد دراسات جغرافية بقدر كونها أحاديثاً إعلامية عن النشاط السياحي.
يرتبط مفهوم الجغرافية السياحية بالمكان، وهذا يتضح في دراسة مواقع المناطق السياحية، وحركات الناس (السياح) من مكان إلى آخر، لذلك فإن الجغرافية تمتلك القاعدة الأساسية لتؤدي دورها في فحص التداخل المكاني للعرض والطلب السياحي، وبالتالي فإن دراسة هذه الأمور ضرورية ويجب معرفتها وأخذها بنظر الاعتبار عند القيام بأي تخطيط سياحي يهدف إلى استغلال الإمكانات السياحية في مختلف المناطق والأقاليم والدول.
ويتمثل الترابط الكبير بين السياحة والجغرافية في تداخل مقومات كل منهما، فمقومات السياحة مقومات جغرافية، والموقع السياحي هو جغرافيا قبل أن يكون موقعاً سياحياً، فالمكان يحدد موقعه الجغرافي قبل أي شيء آخر.
هذا فضلاً عن أن السياحة ظاهرة جغرافية تعني الحركة، بمعنى التنقل من مكان إلى آخر، قبل أن تكون ظاهرة اقتصادية، ذلك أن ما ينتج عن السياحة من مردود اقتصادي وفوائد اجتماعية يمكن أن يوزع جغرافياً بحسب توزيع المناطق السياحية.
ومن الممكن أن نعرّف الجغرافية السياحية على أنها علاقة تفاعل ما بين الموقع الجغرافي الذي يمتاز بمقومات طبيعية وبشرية تؤهله لقيام صناعة السياحة وبين الأنشطة والفعاليات السياحية وحجم توفرها وإمكاناتها.
ومن خلال توضيح هذه المفاهيم، نستنتج أن السياحة أصبحت حاجة ملحة ورئيسة وحقاً مكتسباً لا يتم إشباعها أو إرضاؤها إلاّ باستخدام الموارد البيئية والحضارية والتاريخية، وهذه لا توجد إلاّ ضمن رقعة جغرافية محددة، وتعتمد الجغرافية السياحية على مكونين اثنين:
1- الحركي (Dynamic): حيث حركة السياح والزوار داخل الحدود وخارجها أي إلى المناطق المقصودة، بما في ذلك خدمات النقل، ووكالات السفر والسياحة.
2- المستقر (Static): ويقصد به المواقع المقصودة، حيث الفعاليات والأنشطة والخدمات المقدمة في تلك المواقع.
وبما أن الجغرافية السياحية تستلزم حركة الناس بين الأماكن فإنها تبحث وبشكل دقيق عن:
1- مواقع الأماكن السياحية ومميزاتها المختلفة.
2- الطرق المختلفة بين هذه الأماكن.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|