التأثيرات الاقتصادية المتأتية من أنواع السياح:

السياح أنواع وأحجام وأشكال مختلفة ولديهم أسباب مختلفة للسفر فنـوع السائح الذي يتواجد في منطقة سياحية ما، والمنطقة التي جاء منها والفترة الزمنية التي يريد قضائها كسائح، هذه العوامل وغيرهـا تؤثر على النشاط الاقتصادي للبلد المضيف، أي أن هذه العوامل تحدد نوع التأثير كأصـل على اقتصاد البلد المضيف.

فالسياح اللذين يأتون من بلدان تتمتع بعملة قوية (اليابان والولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا ومعظم دول الخليج العربي) يميلون إلى الإنفـاق بشكل أكبر على شراء السلع ، كما أن الغرض من الرحلة يؤثر على مستوى إنفاق السائح أو المسافر، فالإنفاق لدى رجال الأعمال المسافرين يختلـف عـن الإنفـاق عند المجموعات السياحية الأخرى، كذلك أنماط الإنفاق تختلف فيما بينهم.

یری برود بنت (1989 , Broad bent) أن رجال الأعمال المسافرين ينفق ضعف ما ينفقه السائح الذي يبحث عن الاستجمام والمتعة، بينما ترى مجلـة Meeting and Convention1990)) أن المعـدل هـو ثلاثة إلى أربعـة أضعاف، حيث أن لدى رجال الأعمال المسافرين ميولا للإنفاق على سلع وخدمات محددة وبحكم دخولهم المرتفعة فإنهم في الغالب يلجؤون إلى الفنادق والمنتجعات السياحية الراقية، ويتناولون طعاماً وشـراباً غالياً، ويشترون هـدايا لزملائهم، فهؤلاء غير مبالين للتوفير على حساب مهماتهم وراحتهم، بينما المجاميع السياحية تكون في الغالب ميالة للتوفير ولا تشتري إلا السلع التي تكـون أثمانها أقل من تلك المتوفرة في بلدانها الأصلية والسلوك لدى المجموعتين مختلف أيضا.( الطائي ،2006)

وتظهر التأثيرات الاقتصادية للسياحة في الجوانب الآتية:

 1- توسيع مساهمة السياحة في الناتج المحلي الإجمالي ( GDP: Gross Domestic Product)،وذلك من خلال التوسع في السوق المحلية الناجم عـن زيـادة الطلـب السياحي ، والى زيادة الإيرادات في المرافق السياحية ، مما يؤدي إلى زيادة الدخل والمقبوضات السياحية من العملات الصعبة الأجنبية (Exchange Foreign Earnings)

2- دعم ميزان المدفوعات الذي يعكس الحسابات القومية للدول، والذي هو بمثابة حساب جاري مدين للحكومة؛ بسبب توسع حجـم السوق السياحي ، حيث يشكل السياح في المواقع السياحية مجموعة استهلاكية إضافية إضافة إلى السكان المحليين في الموقع .

3- زيادة إيرادات الدولة مـن الـضرائب والرسـوم (مثـل رسـوم تأشيرات الدخول ورسوم الدخول إلى المواقع السياحية)، فالعائدات المرتفعة الناجمـة عـن التطـور السياحي تؤدي إلى تطـور إيجابي في ماليـة المراكز العمرانية ، خاصة في مجال الضرائب المهنية وضرائب المشروبات والأطعمة ....الخ .

 4- رفع المستوى المعيشي للسكان من خلال زيادة الدخل السياحي، وتحسين الحيـاة المعيشية للسكان بواسطة - دمج المجتمعات المحلية، وتوسيع مشاركتها ومكتسباتها من مشاريع وبرامج التنمية السياحية.

5- تؤدي التأثيرات المباشرة الرئيسة وغير المباشرة الثانوية للطلب السياحي على البنية الاقتصادية في مناطق الطلب من خلال زيادة المبيعات ،مما يؤدي إلى توفير المزيد من فرص العمل السياحية باعتبار أن الأنشطة والمشاريع السياحية مكثفة للعمالة، وتسهم صناعة السياحة في الوقت الحاضر بتوفير (10%) من إجمالي فرص العمل على المستوى الدولي.

 6- استقطاب المزيد من رؤوس الأموال والاستثمارات للتوسع في المشاريع السياحية وتوفير المزيد من فرص العمل للأيدي العاملة المحلية وخاصـة لخريجي الجامعات والمعاهد العلمية.

7- توسيع التأثيرات المضاعفة (Multiplying Effects) لقطاع السياحة على بقية القطاعات الاقتصادية من خلال تطوير العلاقات والتشابكات الاقتصادية بين السياحة والقطاعات الأخرى، فكلما زادت إعـداد السياح زاد استهلاكهم مـن الأطعمة والمأكولات والمشروبات، فيزداد استهلاك السياح والزوار من الخضروات والفواكه واللحوم والأجبان وأنواع العصير التي ينتجها القطاع الزراعي المحلي، ومع زيادة الاستهلاك تزداد مبيعات القطاع الزراعي ،وتتحسن أحـوال المزارعين ودخولهم ومستويات معيشتهم، كما أن زيادة أعداد السياح تترك أثارهـا الإيجابية على حركة النقل الجوي والبحري والبري، فينشط قطاع النقل السياحي وتتحسن أحوال العاملين فيه.

كذلك فإن زيادة أعداد السياح تساعد على تنشيط مبيعات الصناعات التقليدية والهدايا والتذكارات السياحية والتحف الشرقية (Souvenirs)، فصناعة السجاد والمطرزات والأزياء التقليدية وصناعات الزجاج والأخشاب والنحاسيات تزدهـر مـع ازدهار الحركة السياحية بحكم زيادة مشتريات السياح من هذه المنتجات السياحية، كما تنشط حركة صرف العملات في البنوك ولـدى الـصرافين، كمـا تـساعد السياحة في تنشيط الخـدمات الطبيـة وخاصـة المستشفيات ومراكـز العـلاج الطبيعـي (عبدالإله،2005).

تؤدي السياحة في مجال الاقتصاد الوطني وظيفة مهمة في تحقيق التوازن بين الأقاليم المتباينة تنموياً ، وذلك بسبب ارتفاع أثر المضاعف، وتباين الطبيعة الإقليمية في الاستهلاك السياحي، وتستفيد المناطق الهامشية المتميزة ببنية اقتصادية والناجمة عن انتقال عامل الطلب السياحي إليهـا مـن منـاطـق قـدوم السياح ذات القوة الشرائية العالية، و لا يقتصر دور السياحة على إحلال التوازن في التنمية الإقليمية عـن طـريـق تغير مواقع الإستهلاك السياحي على الصعيد الوطني بـل يتعداه إلى بقيـة الـعـالـم عـن طريق السياحة الدولية ، وذلك عن طريق دور ميزان المدفوعات .(شتاينکه ،1985).