[حلف ابني علاج]

قال عبد العزيز بن عمران: كان أول حلف دخل [فيه-] قريش [1] حلف ابني علاج وهما شريق [2] وعمرو ابنا علاج من ثقيف من الأحلاف وهو شريق بن وهب بن عبد العزى بن علاج وإخوتهم بنو جارية بن عبد العزى وكان حلفهما أنهما قتلا عمرو بن غيرة [3] المالكي من ثقيف ثم دخلا فحالفا آل الحارث بن زهرة بن كلاب وأقاما سنة ثم رجع عمرو إلى الطائف فقال: اخترت قومي وقتلهم إياي [4] أو عفوهم على حلف الهون والمذلة، وأراد أن يرجع شريق بعفوهم عن عمرو، فقال عمرو: (الطويل)

رغبت عن الحلف الذي قد رأمته [5] ... وراجعت أصلي يا شريق ومولدي

فهلك عمرو وولده ولم يدرك الإسلام منهم رجل، ودخل آل علاج كلهم في ذلك الحلف، فقال وهب بن مناف [6] بن زهرة حين صنع بأمية بن عبد شمس ما صنع- وكان ضربه بالسيف وهي قصة أخرى قد كتبتها في أول الكتاب [7] ، يذكر [8] حلف بني علاج آل الحارث بن زهرة: / وعمي [9] الحارث الموفى بذمته لابني علاج غداة أخفرت [10] فهر حلف حارثة بن الأوقص [11] عن ابن أبي ثابت [12] قال ثم حلف على أثر حلف ابني علاج حارثة بن الأوقص [13] السلمي وكان من أمره أن حارثة كان رجلا متعبدا [14] فقال بيتا من شعر: (الطويل)

ألا كل شيء بين زرو [15] ومنور ... يصير إلى ذات الإله فحسب

وكان حارثة يتمثله إذا طاف بضمار [16] وكان بيتا فيه صنم لهم [17] فقيل له إن بيتا بمكة يتعبد له أهله وكل من جاء من العرب، قال: فهو أولى من هذا البيت، لأخرجن [18] إليه، قالوا: إنك لا تستطيع أن تقيم به إلا [19] أن تحلف أهله، قال: فخرج حتى قدم مكة فحالف أمية بن عبد شمس بن عبد مناف وكان حارثة يتعبد حول البيت، ثم ولد له، فكان حكيم أشبه ولده به، فاستعملته قريش على سفهائها فقال عدي بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس وكان من فتيان قريش ويقال الحارث بن أمية الأصغر يقول ذلك: (الوافر)

أطوّف بالأباطح كل يوم ... مخافة [20] أن يشردني [21] حكيم

فهذا أول حلف دخل مكة ثم كانت بعده الأحلاف.

________________

[1] في الأصل: قريشا.

[2] شريق كأمير.

[3] غيرة كحيرة.

[4] في الأصل: إيابي.

[5] في الأصل: ريمته- بالياء المثناة.

[6] في الأصل: الحارث، وهو خطأ- انظر نسب قريش ص 261.

[7] انظر ص 48 وما بعدها.

[8] في الأصل: ويذكر.

[9] في الأصل: وأبي، وهو خطأ، يعني الحارث بن زهرة بن كلاب وهو عمه أنظر ص 49 حيث: وخالي الحارث الموفي.

[10] في الأصل: أسفرت.

[11] في الأصل: الأوفض بالفاء والضاد المعجمة.

[12] يعني عبد العزيز بن عمران الزهري.

[13] في الأصل: الأدخض بالخاء المعجمة والضاد المعجمة.

[14] في الأصل: متعمدا، والمتعبد: المتنسك.

[15] زور كجور بفتح الجيم جبل في ديار بني سليم ويذكر مع منور كبربر وهو أيضا جبل بظهر بني سليم- معجم البلدان 4/ 414 وتاج العروس 3/ 589.

[16] ضمار ككتاب.

[17] يعني بني سليم.

[18] في الأصل: الخرجن.

[19] في الأصل: أن.

[20] في الأصل: فخافة.

[21] في الأصل: يشردن.