المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

التربية السياحية كضرورة ثقافية للتنمية الشاملة
20-4-2022
آداب اللباس
2024-08-31
الأنزيمات القابلة للكبح Repressible Enzymes
23-11-2019
أدوات السياسة المالية
31-10-2016
Elimination reactions of 4º-ammonium salts
29-10-2020
Wenceslaus Johann Gustav Karsten
30-6-2016


العوامل التي تفرق بين المسلمين  
  
2989   09:33 صباحاً   التاريخ: 15-1-2021
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : الاسلام وحقوق الانسان
الجزء والصفحة : ص123-130
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /

نهى الإسلام عن الاسباب التي تباعد وتفرق بين المسلمين، وامر بالتجنب عنها ومن بينها :

1ـ التقاطع

حذر الإسلام من التقاطع بين المسلمين، وقد تواترت الأخبار في النهي عنه ، كان منها :

1ـ قال رسول الله (صلى الله عليه واله): (ايما مسلمين تهاجرا فمكثا ثلاثا لا يصطلحان الا كانا خارجين عن الإسلام ، ولم يكن بينهما ولاية ، فإيهما سبق الكلام لأخيه كان السابق الى الجنة يوم الحساب) (1).

2ـ قال رسول الله (صلى الله عليه واله) : (لا يحل لمسلم ان يهجر اخاه فوق ثلاث) (2).

3- قال الامام الصادق (عليه السلام) : (لا يفترق رجلان على الهجران الا استوجب احدهما البراءة واللعنة ، وربما استحق ذلك كلاهما).

فانبرى اليه معتب قائلا :

(جعلني الله فداك ، هذا للظالم ، فما بال المظلوم؟).

فأجابه الامام :

(لأنه لا يدعو اخاه الى صلته ، ولا يتغامس له عن كلامه ، سمعت ابي يقول : اذا تنازع اثنان فسب احدهما الاخر فليرجع المظلوم الى صاحبه حتى يقول له : أي اخي ، انا الظالم حتى يقطع الهجران بينه وبين صاحبه ، فان الله تبارك وتعالى حكم عدل يأخذ للمظلوم من الظالم)(3).

أرأيتم الموقف الصارم تجاه التقاطع بين المسلمين الذي يؤدي الى تفلل وحدتهم وتصديع شملهم.

2- عدم التعاون

ان عدم التعاون بين المسلمين يؤدي الى القطيعة والانفصال بين المسلمين ، وهذا ينافي ما اراده الإسلام من جمع الكلمة والتآلف والتعاون ، وهذه بعض الأخبار التي نهت عن ذلك :

1ـ قال الامام الصادق (عليه السلام) لأصحابه :(ما لكم تستخفون بنا؟).

فانبرى اليه رجل من الخراسانيين فقال له :(معاذ الله ان نستخف بك او بشيء من امرك).

فالتفت اليه الامام :

(انك احد من استخف بنا).

(معاذ الله ان استخف بك).

(ويحك! الم تسمع فلانا ونحن بقرب الجحفة يقول لك : احملني قدر ميل فقد والله أعيَيت ، فما رفعتَ له رأساً ، لقد استخففت به ، ومن استخف بمؤمن فبنا استخف ، وضيع حرمة الله عز وجل) (4).

2- قال الامام أبو الحسن (عليه السلام) : (من قصد اليه رجل من اخوانه مستجيرا به في بعض احواله فلم يجره بعد ان يقدر عليه فقد قطع ولاية الله عز وجل)(5).

وكثير من أمثال هذه الاحاديث حذرت من عدم التعاون لأنه موجب لتلاشي الاخوة الإسلامية وتصديع شمل المسلمين.

3- الإيذاء والتحقير

نهى الإسلام عن ايذاء المسلم او تحقيره ؛ لأنه نوع من الظلم ، وفيه تفريق للكلمة ، وقد نطق القران بتحريمه. قال تعالى :{وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا} [الأحزاب: 58].

وهذه كوكبة من الأخبار في تحريم الايذاء والتحقير، وهي :

1ـ قال رسول الله (صلى الله عليه واله): (قال الله عز وجل : قد نابذني من أذل عبدي المؤمن)(6).

2- قال رسول الله (صلى الله عليه واله) : (المسلم من سلم المسلمون من يده ولسانه)(7).

3- قال رسول الله (صلى الله عليه واله) : ( لا يحل للمسلم ان يشير الى أخيه بنظرة تؤذيه)(8).

4- قال الامام أبو عبدالله الصادق (عليه السلام) : (من استذل مؤمنا واحتقره لقلة ذات يده ولفقره شهَّره الله تعالى يوم القيامة على رؤوس الخلائق)(9).

5- قال الامام الصادق (عليه السلام) : (من حقر مؤمنا مسكينا او غير مسكين لم يزل الله عز وجل حاقرا له ماقتا حتى يرجع عن محقرته اياه)(10).

ان الإسلام ينشد كرامة الإنسان وسلامته نفسياً واجتماعياً من الاذى والاعتداء، مضافا الى ان ذلك يقضي على اواصر المحبة ويشيع الكراهية بين المسلمين.

4- السباب

حرم الإسلام السباب ، ونهى المسلمين عنه لأنه يؤدي الى اشاعة العداء وانهيار الأخلاق ، وقد جاء تحريمه في الكتاب حتى مع أعداء الإسلام.

قال تعالى : {وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } [الأنعام: 108].

كما تظافرت الأخبار في النهي عنه ، منها :

1ـ قال رسول الله (صلى الله عليه واله): (سباب المؤمن فسوق ، وقتاله كفر ، واكل لحمه معصية ، وحرمة ماله كحرمة دمه)(11).

2- روى الامام أبو جعفر (عليه السلام) : ان رجلا من بني تميم طلب من النبي (صلى الله عليه واله) ان يوصيه بما ينفعه ، فكان مما اوصاه به : (لا تسبوا الناس فتكسبوا العداوة)(12).

3- قال الامام أبو جعفر (عليه السلام) : (ما من إنسان يطعن في عين مؤمن الا مات شر ميتة ، وكان قَمِناً ان لا يرجع الى خير)(13).

وهناك كوكبة من احاديث أئمة أهل البيت (عليهم السلام) حرمت السباب ومنعت منه : لأنه يشيع البغضاء وينشر الحقد بين المسلمين وهذا يتنافى مع رسالة الإسلام.

5- تتبع عيوب الناس

أحاط الإسلام الاخوة الإسلامية بسياج واق من الانحلال وكان من ارصدته لذلك ان حرم تتبع عثرات الناس وعيوبهم ؛ لأنه يسبب الفتن ويتنافى مع ما ينشده الإسلام من احترام الناس ، وقد أعلن القران الكريم حرمة ذلك. قال تعالى :{إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ } [النور: 19].

وهناك جمهرة من الاحاديث التي حذرت المسلمين من هذا الخلق الوضيع منها :

1ـ قال رسول الله (صلى الله عليه واله) : (يا معشر من أسلم بلسانه ولم يسلم بقلبه ، لا تتبعوا عثرات المسلمين ، فانه من تتبع عثرات المسلمين تتبع الله عثرته ، ومن تتبع الله عثرته يفضحه)(14).

2- قال رسول الله (صلى الله عليه واله) : (ان اسرع الخير ثوابا البر ، وان اسرع الشر عقوبة البغي ، وكفى بالمرء عيبا ان يبصر من الناس ما يعمى عنه ، وان يعير الناس بما لا يستطيع تركه ، وان يؤذي جليسه بما لا يغنيه)(15).

3- قال الامام الباقر (عليه السلام) :(اقرب ما يكون العبد الى الكفر ان يواخي الرجل الرجل على الدين فيحصي عليه زلاته ليعيره بها يوما ما)(16).

وأمثال هذه الاحاديث كثيرة ، وهي تهيب بالمسلم ان لا يتصف بهذه الصفة المذمومة التي تؤدي الى تفلل المسلمين وهدر كرامتهم.

6- انتقاص المسلم

اما انتقاص المسلم وذمه وتحقيره فهو من أفحش المحرمات لأنه يؤدي الى اسقاطه وهو مما يتنافى مع ما ينشده الإسلام من العزة والكرامة للإنسان المسلم ، استمعوا الى كوكبة من الأخبار:

1ـ قال رسول الله (صلى الله عليه واله) : (من أذاع فاحشة كان كمبتدئها ، ومن عير مؤمنا بشيء لم يمت حتى يركبه)(17).

2- قال الامام الصادق (عليه السلام) :(من لقي اخاه بما يؤنبه أنبه الله في الدنيا والاخرة)(18).

إلى غير ذلك من الأخبار التي حرمت انتقاص المسلم ، وانتهاك حرمته.

7- التفاخر

من الاسباب التي يمقتها الإسلام التفاخر بالانتساب ، فانه مما يؤدي الى تصديع الاخوة الإسلامية ، فان الناس في شريعة الله تعالى سواء كأسنان المشط ، فلا فضل لاحد على احد الا بالتقوى وعمل الخير ، وقد ذكر الرواة ان عقبة بن بشير الاسدي ، وكان من شخصيات العرب ، قد تشرف بمقابلة الامام ابي جعفر (عليه السلام) ، وأخذ يعرف نفسه ويدلي بحسبه ونسبه قائلا:

(انا عقبة بن بشير الاسدي ، وانا في الحسب الضخم من قومي).

فانكر الامام ذلك وقال له :(ما تمن علينا بحسبك ان الله رفع بالأيمان من كان في الناس يسمونه وضيعا اذا كان مؤمنا ووضع بالكفر من كان الناس يسمونه شريفا اذا كان كافرا فليس لاحد على أحد فضل الا بالتقوى) (19).

ان الله تعالى أعز بالإسلام الضعفاء امثال بلال الحبشي ، ووضع بالكفر ذوي النفوذ والقوة أمثال ابي جهل وغيره من عيون القرشيين الذين ناصبوا الإسلام.

هذه بعض العوامل والاسباب التي تقف حاجزا امام الاخوة الإسلامية ، وقد حرمها الإسلام ونهى عنها.

____________________

1ـ أصول الكافي : 2/ 345، الحديث 5.

2- المصدر السابق : 2/331.

3- المصدر السابق : 2/344، الحديث 1.

4- وسائل الشيعة : كتاب الحج : 12/272. الكافي : 8/102.

5- أصول الكافي : 2/366، الحديث 4.

6- المصدر السابق : 2/351-352 ، الحديث 6.

7- المصدر السابق : 2/234.

8- الجامع الصغير : 2/573.

9- اصول الكافي : 2/353، الحديث 9.

10- المصدر السابق : 2/351، الحديث 4.

11- المصدر السابق : 2/359 – 360، الحديث 2.

12- المصدر السابق : 2/360، الحديث 3.

13- المصدر السابق : 2/361، الحديث 9.

14- المصدر السابق : 2/355، الحديث 4.

15- المصدر السابق : 2/460.

16- المصدر السابق : 2/355، الحديث 6.

17- المصدر السابق : 2/356، الحديث 3.

18- المصدر السابق : 2/356، الحديث 4.

19- المصدر السابق : 2/328، الحديث 3. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.