أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-1-2021
1483
التاريخ: 7-3-2021
1591
التاريخ: 14-11-2016
1405
التاريخ: 27-3-2021
2865
|
منافرة بني مخزوم وبني أمية
قال: اجتمع عند الحجر قوم من بني مخزوم وقوم من بني أمية فتذاكروا العز والمنعة، فقال رجل من بني كنانة كان حليفا لبني مخزوم: بنو مخزوم أعزّ وأمنع، وقال رجل من بني زبيد وكان حليفا لبني أمية: بنو أمية أعزّ وأمنع، فجرى بينهما الكلام حتى غضب الوليد بن المغيرة المخزومي وأسيد [1] بن أبي العيص وتفاخرا فجرى بينهما اللجاج فقال الوليد: أنا خير منك أما وأبا وأثبت منك في قريش نسبا، فقال أسيد: أنا خير منك منصبا وأثبت منك في قريش نسبا وأنت رجل من كنانة من بني شجع [2] دخيل [3] في قريش نزيع [4] في بني مخزوم وأنا غرة بني عبد مناف وذؤابة [5] قصي، فتعال أفاخرك، ثم قال أسيد: (الطويل)
لست بشجعيّ ولكن نسبتي ... إلى غرة لا قول من يتنحل
فلو كنت منا لم تعث في فسادنا ... وجاملتنا والحازم المتجمل
وإلا تدع ما بيننا من عداوة ... تكن لكم لوم أغرّ محجّل
قال: فتداعيا إلى المنافرة وكذلك كانت العرب تفعل وقالا: يحكم بيننا سطيح [6] فليس من أحد من واحد من الفريقين فنرضى [7] بما حكم بيننا فتراضيا به وجعلا بينهما/ خمسين من الإبل للمنفّر على صاحبه، قال: فخرجا نحوه وخرج معهما نفر من قومهما حتى أتوا سطيحا وهو يومئذ بصعدة [8] باليمن فوجدوا في طريقهم مخلب ليث فجعلوه في مزود مع غلام أسود كان لأسيد بن أبي العيص وقالوا: نخبأه له ونسأله عنه [9] فإن أصاب [10] نتحاكم [11] إليه، فأتوه فأناخوا ببابه، وعقلوا الإبل عن الرجلين بفنائه، قال: فوثب رجل من بني مخزوم وقال يا سطيح: (الرجز)
إليك حينا يا سطيح نعمد ... يقودنا جمعا إليك الفدفد [12]
لسنا إلى غيرك حقا نقصد ... ما إن لنا عنك هديت عندد [13]
فعجّل الحكم ولا تردّد
قال: فخرج إليهم سطيح، فقالوا: إنا قد خبأنا لك خبيئا فأنبئنا عنه حتى نتحاكم إليك بعد، فقال: خبأتم لي عودا وما هو بعود، بل حجرا وليس بالجلمود، فقالوا: بينّ، فقال: هو أخنف [14] محدد، في مكتل أو مزود، مخلب ليث أربد، مع الغلام الأسود. قالوا: صدقت فاحكم بين الوليد بن المغيرة وبين أسيد بن أبي العيص، فقال: بالنجود أحلف وبالتهائم، ثم بيت الله ذي الدعائم، وكل من حج على شداقم [15] إني بما جئتم به لعالم، إن ابن مخزوم أخو المكارم، فارجع يا أسيد بأنف راغم [16] . ثم أقبل عليهما فقال: أما أنت يا وليد! فمثلك مثل جبل موزّر [17] ، فيه الماء والشجر، وفيه للناس معتصر [18] ومنعة الحي والوزر [19] ، للخير سباق وللشر حذر. وأما أنت يا أسيد! فمثلك مثل جبل وعر، فيه للمقتبسين جمر، لا ورد ولا صدر، الخير عندك نزر، والشر عندك أمر، فلج الوليد وظفر، وخاب أسيد وخسر. فأخذ سطيح ما كان جعل له من الإبل وقام الوليد إلى الإبل فنحرها وأطعمها الناس فأكلوا وحملوا.
________________
[1] أسيد كبعيد
[2] بنو شجع بكسر الشين المعجمة: بطن من كنانة.
[3] في الأصل: نقيل، والدخيل من دخل في قوم وانتسب إليهم وليس منهم.
[4] في الأصل: تريع، والنزيع: الغريب والبعيد.
[5] ذؤابة القوم: مقدمهم وسيدهم.
[6] سطيح كمسيح كاهن بني ذئب واسمه ربيعة بن عدي بن مسعود بن مازن بن ذئب- تاج العروس 2/ 163.
[7] في الأصل: فنرضا.
[8] صعدة بفتح الصاد وسكون العين.
[9] زاد بعده في الأصل: قال.
[10] في الأصل: أصابه.
[11] في الأصل: تحكموا إليه.
[12] الفدفد بفتح الفائين: الفلاة التي لا شيء بها، وقيل: هو الأرض الغليظة ذات الحصى.
[والشطر الثاني في الأصل هكذا «يقود جميعنا إليك الفدفد» مختل الوزن لعله كما أثبتناه- مدير]
[13] العندد كجندب: الحيلة والمحيص.
[14] الأحنف بفتح الهمزة والنون: من اعوجت رجله إلى داخل.
[15] الشداقم جمع الشدقم كجعفر وهو الواسع الشدقين- يعني الإبل.
[16] ليست بأبيات لكنها سجع الكهان.
[17] الموزر كمقدم: المثقل.
[18] المعتصر: الملجأ.
[19] الوزر كقبر: الملجأ والمعقل.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|