وبشكل عام، يعتمد الاتحاد الأوروبي على عدة مكونات رئيسية في تفاعله الخارجي تتمثل بمايلي(Burea,2006,P:201):

البعد الأمني:

تبنت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي هدفاً مميزاً في تطوير المنظومة الدفاعية، حيث يعتبر ذلك المكون الثاني الذي يعتمده الاتحاد في تقوية وضعه الداخلي وعلاقاته الخارجية. كما ويلاحظ أن سياسة الاتحاد الخارجية مبنية على إستراتيجية تقوم على علاقة ارتباطية بين إرساء سياسة الأمن والدفاع الداخلي والخارجي، وبين القدرة على التمكن في تعزيز المجالات التنموية، لهذا وبموجب معاهدة أمستردام عام (1999) تمّ التوافق بين ممثلي الدول الأعضاء في الاتحاد على إرساء سياسة الأمن والدفاع الأوروبية وإنشاء اللجنة العليا السياسية والأمنية المشتركة للاتحاد، وتكوين لجنة عسكرية أوروبية، وهيئة أركان قوات للاتحاد الأوروبي، ترتبط بالمجلس الأوروبي، لتنفيذ المهمات التي يحددها، كتلك المتعلقة بعمليات حفظ السلام، ومختلف القضايا الإنسانية داخل وخارج جغرافية الاتحاد الأوروبي.

وعلى ضوء ذلك نفذ الاتحاد الأوروبي العديد من مهمات حفظ السلام وإدارة الأزمات كان أبرزها في البوسنة والهرسك حيث حلت قوات الاتحاد المكونة من (7) آلاف جندي مكان قوات حفظ السلام التابعة للناتو في نهاية عام (2004).

كما واتضحت اهتمامات التعاون بين دول الاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي في الجانب الأمني بعد أحداث سبتمبر 2001 نتيجة تعرض عدد من الدول لحوادث تفجير مختلفة، مما استدعى مشاركات عسكرية مع دول صديقة كالولايات المتحدة سواء بصور انفرادية أو من خلال دول حلف شمال الأطلسي الذي يمثل الاتحاد معظم أعضائه في كل من أفغانستان والعراق وليبيا كما  وأن التفاوت في مواقف العديد من الدول الأعضاء في الاتحاد تجاه التدخل الأمني خاصة مع الولايات المتحدة ما زال مؤشراً واضحاً على عدم الانسجام بين دول الاتحاد، مما يؤثر بشكل سلبي على وزنه الدفاعي المشترك ومستوى قوته الشاملة عالميا .