اختلف الباحثون في تفسير نشأة الأهوار أو تكوينها وقد ظهرت أراء مختلفة لتفسير نشوئها ومن هذه الأراء:

- النظرية الثالثة: هو رأي المؤرخين  الذي فسروا فيه تكوين البطائح وهي التسمية التي كانوا يطلقوها على الأهوار وهناك ادلة تاريخية تربط تكتونية بما يسمى البطائح إذ انه في سنة 682 –669 للميلاد قد طغا الرافدين دجلة والفرات طغيانا" هائلا" ولم يعد بإمكان الجهد البشري الوقوف بوجهه وقد ادى ذلك الى انهيار السدود ومشاريع الري، ثم تحولت الانهار عن مجاريها الاصلية وبذا تحولت المنطقة الجنوبية الى مستنقعات واهوار واسعة تعرف بالبطائح وقد ايد كثير من المؤرخين العرب حدوث هذا الفيضان ومنهم البلاذري وابو فرج المسعودي وعجز عن اعادة اصلاح السدود والسيطرة على مياه دجلة والفرات مما ادى الى اتساع البطائح.

وتوجد بعض الإشارات إلى فيضانات في القرن الرابع الهجري، فيذكر أبن العبري أن نهر دجلة فاض سنة (329 هجري/940 ميلادي) وغمر الأراضي، وفي سنة (367 هجري/977 ميلادي) ارتفعت مياه دجلة وغمرت جزءاً واسعاً من الجانب الشرقي في بغداد وباب التيه من غربي بغداد. وفي سنة (391 هجري/1000 ميلادي) خربت مياه الفرات سد ((قُبين)) وطغت على سواد الأنبار، ويذكر أبن الأثير في حوادث سنة (401 هجرية/1010 ميلادية) أن مياه دجلة ارتفعت واحدا" وعشرين ذراعا" وغمرت قسماً كبيراً من بغداد والعراق ويجمع كافة الجغرافيين العرب على أن البطائح تكونت نتيجة فيضانات النهرين، وعلى كل حال فإن البطائح قديمة نسبياً فالعوامل الجغرافية إضافة إلى فيضان النهرين والى الأوضاع العامة كانت سبب تكوينها(1).

_______________

(2)  عامر حسك ،  اهوار جنوب العراق، بغداد، مطبعة المعارف ، ،عام  1978 م ، ص 17 -20 . تراجع المصادر الاتية – ياقوت الحموي معجم البلدان ، المجلد الاول ، مصر ، ص 222  ، 2 – البلاذري ، فتوح البلدان ، المطبعة المصرية بالأزهر ، القاهرة ،عام 1932م ، ص 290  .