أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-04-04
912
التاريخ: 15-4-2021
1648
التاريخ: 10-9-2016
1842
التاريخ: 2023-08-20
1128
|
1. التسمية:
اختلف الباحثون في أصل كلمة "عراق" حيث نجد عدة آراء حول أصل التسمية فهناك فريق يرى أن كلمة عراق عربية الأصل ومعناها الشاطئ، فالبلاد القريبة من البحر هي عراق ولكون المنطقة شاطئا لنهري دجلة والفرات أطلق عليها هذا الاسم، ولها أيضا معنى الجبل أو سفح الجبل، ويرى فريق آخر أن كلمة عراق ترجع في أصلها إلى لغة قديمة إما تكون سومرية أو لقوم من غير الساميين الذين استوطنوا المنطقة في عصور ما قبل التاريخ وهي مشتقة من كلمة أوروك أو أنوك التي تعني المستوطن، وهذه الكلمة سميت بها المدينة السومرية الوركاء كما أن الكلمة نفسها تدخل في تركيب أسماء عدة مدن أخرى قديمة مثل أور، وهناك من يرى أن أصل الكلمة أجنبي وتعني إيراء أي الساحل، وقد عربت إلى إيراق ثم عراق (1).
ويرجح طه باقر أن كلمة عراق من أصل فارسي والتي تعني السهل أو السواد أو البلاد السفلى وهي معربة عن كلمة ايراك، أما عن تاريخ أول استعمال لكلمة عراق فقد ورد في العهد الكشي – البابلي الوسيط - في وثيقة ترجع في تاريخها إلى حدود القرن الثاني عشر قبل الميلاد وجاء فيها اسم إقليم على هيئة أريقا (2).
والعراقيون القدماء لم يطلقوا مصطلح أورك أو عراق على القطر أو على جزء منه بل كان ملوكهم في عصر فجر السلالات يلقب كل منهم نفسه بلقب حاكم المدينة التي يحكمها وأطلقوا على بلادهم عدة تسميات حسب الفترات التاريخية، فأطلقوا على جنوب العراق في فجر تاريخه التسمية "مات شومري" التي تعني سومر بالأكدية أما في اللغة السومرية فكانت ki-en-gi (r)(3)
التي تعني أرضا زراعية أو بلاد القصب، ومنذ أواسط الألف الثالث ق.م عندما تأسست أكد عاصمة للدولة الأكدية أطلق على القسم الأوسط من العراق بدءا من شمال بغداد قليلا إلى الجنوب مدينة بابل (بلاد أكد)، ومنذ الألف الثاني ق.م استخدم مصطلح بابل نسبة إلى مدينة بابل للدلالة على بلاد سومر وأكد، بينما سمي الجزء الشمالي ببلاد أشور نسبة إلى عاصمتها أو إلهها أشور، وعرفت ببلاد سوبارتو (4) قبل مجيء الأشوريين (5).
وكان هيرودوت أول من استعمل مصطلح بلاد بابل وأشور للدلالة على العراق كافة كما استعمل مصطلح كالدية نسبة إلى الكلديين الآراميين الذين أسسوا الدولة الكلدية بين القرن السابع والسادس قبل الميلاد (6).
وفي الفترة ما بين القرن الرابع والثاني قبل الميلاد ظهر استعمال واسع لمصطلح "ميزوبوتاميا " (Mésopotamia) وهي تسمية إغريقية الأصل وردت في البدء عند بوليبوس " في القرن الثاني قبل الميلاد وسترابون في القرن الأول قبل الميلاد لإطلاقه على الجزء المحصور بين دجلة والفرات من الشمال إلى حدود بغداد تقريبا، إلا أن هذه التسمية أخذت معنى أوسع من تلك التي قصدها الإغريق، حيث امتدت إلى المناطق الحضارية حول النهرين أيضا، وقد أدرك الإغريق ذلك فأضاف بعضهم إليه لفظ "بارابوتاميا" (Parapotamia) " أي ما وراء النهرين أو ما حولهما(7)، كما ورد هذا الاسم في سفر التكوين " ُثمَ اخَذ الْعبد عَشرَة جِمالٍ .....)(8). والمقصود بها في العهد القديم المنطقة التي تدعى "آرام نهاريم", والتي تدعى "أرام النهرين" وإن كان البعض يظن أنهما نهر الخابور (9) والفرات وليس الدجلة والفرات، ثم أصبحت كلمة ميزوبوتاميا مألوفة لدى قارئ التوراة نظرا لأنها تميز البلد الذي جاء منه إبراهيم عليه السلام (10).
وكان العرب يطلقون على القسم الجنوبي من العراق اسم أرض السواد أو العراق والقسم الشمالي الجزيرة، وهو ما يطابق هذه التسمية (11)، وترجع تسمية البلاد باسم السواد إلى كثرة المزروعات والأراضي السوداء المستغلة في الزراعة (12).
______________
(1) تقي الدباغ وآخرون، البيئة الطبيعية والإنسان، حضارة العراق، ج 1، دار الحرية، بغداد، 1985، ص 13- 14
(2) طه باقر، مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة -تاريخ العراق القديم-، ط 2، دار المعلمين العالمية، بغداد، 1955، ص 76. الهامش رقم (1).
(3) نفسه، ص 90.
(4) السوباريون: أو السوبارتو وكان هذا الاسم يطلق على موطن الأشوريين قبل ظهورهم بوجه بارز، وتذكر) النصوص التاريخية أنهم كانوا يعيشون في شمال بابل في المناطق الجبلية شرقي الدجلة في المنطقة الممتدة من دجلة إلى جبال زاجروس، وتجعل هذه النصوص مصطلح بلاد سوبارتو معادلا لبلاد أشور، أما الأشوريون فيعتبرونها بلاد أجنبية معادية، أما أصلهم فمن الأقوام الجبلية غير السامية. أنظر: طه باقر، المرجع السابق، ص166-167.
(5) أحمد أمين سليم، العصور الحجرية وما قبل الأسرات في مصر والشرق الأدنى القديم، دار المعرفة الجامعية، مصر، 2000، ص 98.
(6) 1936,177 Hérodote, Histoires, Livre I, traduit par : Legrand, Les belles lettres, paris,
(7) أحمد أمين سليم، المرجع السابق، ص 95 .
(8) سفر التكوين (24: 10).
(9) نهر الخابور: ينبع من جنوب شرقي تركيا ثم يعبر الحدود جنوبا إلى سوريا بناحية رأس العين، ويندمج بنهر جغجاق في الجزيرة السورية ثم يصبان في نهر الفرات، طوله 320 كم.
www.wikipedia.org.wiki/31-12:30-05/08/ أنظر:. 2008
(10) أحمد أمين سليم، المرجع السابق، ص 94.
(11) تقي الدباغ وآخرون، المرجع السابق، ص 15.
(12) أحمد أمين سليم، المرجع السابق، ص 98.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|