• العودة الى التخطيط مع الألفية الثالثة  

عادت المؤسسات الدولية الى التسليم بدور التخطيط في عام 2000 بعد ان اكدت الدراسات التطبيقية ان برامج التكيف الهيكلي لم تفرز نمواً ولم تحدث تنمية ذات معنى فتبنت الامم المتحدة الأهداف الإنمائية للألفية الثالثة التي تتمحور حول الإقلال من الفقر كهدف محوري للتنمية وانطوت صياغة الاهداف على مفهوم التخطيط الاستراتيجي لتنمية أشمل ضمن ما اشتمل عليه افق تخطيط طويل الأجل للمدة بين (2000-2015) وأهداف كمية محددة حول الفقر والتعليم والصحة والبيئة بآفاق زمنية محددة لتحقيقها فضلاً عن مؤشرات تجميعية لقياس مدى التقدم المحرز لكل هدف من الأهداف الرئيسية والفرعية لمتابعة ومراقبة وتقييم الانجاز التنموي ⁽¹⁾ وبعد انهيار ليمان برذرز وهي مؤسسة مصرفية امريكية أعلنت عن افلاسها الوقائي وعلى اثرها انبثقت الازمة المالية العالمية نتجت عن مشكلة الرهن العقاري في الولايات المتحدة الامريكية والتي تسببت فيها القروض العقارية الرديئة ، وهي من أسوء الازمات التي مر بها الاقتصاد العالمي منذ عقد الثلاثينات ، بداية الازمة مع اعلان الافلاس مؤسسة ليمان برذرز وهي مؤسسة مالية عملاقة ، وتأتي خطورة هذه الازمة من كون انطلاقها من اقتصاد الولايات المتحدة الامريكية الذي يشكل قاطرة النمو في الاقتصاد العالمي اذ تحتل السوق المالية الامريكية موقع القيادة للاسواق المالية العالمية ، لذا فإن اية مخاطر تتعرض لها هذه السوق تنتشر آثارها الى باقي الأسواق المالية الاخرى بسرعة كبيرة ، وقد استرجعت السياسة التدخلية الاقتصادية اهميتها بممازجة السياسات الكينزية على المستوى الكلي مع دعم راسمالية الدولة للشركات على المستوى الجزئي بعد ثلاثة عقود من تهميشها . 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

وليد عبد مولاه ، التخطيط الاستراتيجي للتنمية ، مجلة جسر التنمية ، العدد 114 ، الكويت ، 2012 ، ص4 .