أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-4-2016
6484
التاريخ: 19-5-2017
1989
التاريخ: 5-6-2017
2722
التاريخ: 2024-07-13
419
|
إنه شخصية إسلامية مشهورة ، فقد خطب إليه عبد الملك بن مروان ابنته إلى ولي عهده « الوليد بن عبد الملك » ، وكانت من أحسن النساء جمالا وكمالا وأعلمهن بكتاب الله وسنة رسوله ، ولكن سعيد بن المسيب لم يتردد في الاعتذار عن ذلك ، وأصر عليه رغم ما أوقعه به عبد الملك من إيذاء ، حتى ضربه مائة سوط لما عرف به الوليد من مجون واستهتار. وعاد سعيد بن المسيب إلى المدينة المنورة فزاره عبدالله بن أبي وداعة أحد تلامذته فسأله عن حاله ، وعلم منه وفاة زوجته فقال له : « هلا استحدثت امرأة ؟ » فقال : يرحمك الله تعالى ، ومن يزوجني وما أملك سوى درهمين أو ثلاثة ؟! فقال له سعيد : أنا أزوجك ..! قال : وتفعل ؟! قال : نعم. فزوجه ابنته على درهمين أو ثلاثة. وهكذا آثر سعيد بن المسيب الفقير التقى الذي توفرت له الكفاءة في الدين على الأمير الغني الذي يفتقر إليها. ولم يكتف بذلك بل بلغ به الاطمئنان والثقة في دين ذلك الفقير.
يقول عبدالله بن أبي وداعة : « فقمت وما أدري ما أصنع من الفرح .. فصرت إلى منزلي وجعلت أفكر ممن آخذ وممن أستدين ؟ فصليت المغرب وانصرفت إلى منزلي ، فأسرجت وكنت صائما فقدمت طعامي لأفطر وكان خبزاً وزيتا ، وإذا بابي يقرع فقلت : من هذا ؟ قال : سعيد. ففكرت في كل إنسان اسمه سعيد إلا سعيد بن المسيب ، وذلك أنه لم يُر أربعين سنة إلا بين داره والمسجد. فخرجت إليه فإذا به سعيد بن المسيب فظننت أنه قد بدا له. فقلت : يا ابا محمد .. لو أرسلت إليّ لأتيتك. فقال : لا .. أنت أحقّ أن تؤتى. قلت : فما تأمر ؟ قال إنك كنت رجلا عزباً فتزوّجت ، فكرهت أن تبيت هذه الليلة وحدك. وهذه امرأتك ..!! وإذا هي قائمة خلفه في طوله. ثم أخذ بيدها فدفعها في الباب وردّه ، فسقطت المرأة من الحياء. فصعدت السطح وناديت الجيران فجاءوني وقالوا : ما شأنك ؟ قلت : ويحكم !! زوجني سعيد بن المسيب ابنته اليوم !! وقد جاء بها الليلة على غفلة. فقالوا : أو سعيد زوجك ؟!! قلت : نعم. قالوا : وهي في الدار ؟!! قلت : نعم. فنزلوا إليها وبلغ ذلك أمي ، فجاءت وقالت : وجهي من وجهك حرام إن مسستها قبل أن أصلحها إلى ثلاثة أيام. فأقمت ثلاثا ثم تزوجتها ، فإذا هي من أجمل النساء وأحفظ الناس لكتاب الله تعالى وأعلمهم بسنة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأعرفهم بحق الزوج. فمكثت شهراً لا يأتيني سعيد ولا آتيه فلما كان بعد الشهر أتيته وهو في حلقته العلمية ، فسلّمت عليه فردّ عليّ السلام ولم يكلّمني حتى تفرق الناس من المجلس. فقال : ما حال ذلك الإنسان ؟ فقلت : بخير يا أبا محمد على ما يحب الصديق ويكره العدو. فانصرفت إلى منزلي فوجه إلي بعشرين ألف درهم ». فما أعظم اطمئنان ذلك الوالد إلى مصير ابنته ، حتى إنه لم يفكر في استقصاء أحوالها لأنّه علم أنها في كنف رجل تقى يخشى الله تعالى ، ويعرف حقها عليه ، ومكانتها منه.
أيها الآباء الأغنياء: متعوا بناتكم بحياة طيبة بتزويجهن للفقراء الأبراء وأغنوهم من أموالكم لتكسبوا ذرية مطيعة لربّ العالمين وذلك هو الفوز العظيم.
________________
(1) عن كتاب إحياء العلوم للغزالي (كسر الشهوتين).
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|