تنصح العديد من الفلسفات الروحية بالتعود على الحب غير المشروط ، ولم لا ؟ ان الحب غير المشروط هو اقصى تعبير عن الحب ، ومضمونة ، انا احبك لذاتك ، ولا يجب ان تكون شخصا مختلفا لتنال وتتضمن حبي ، ليس هناك اي شروط متعلقة بالحب ، لا يجب ان تنقص من وزنك  او ان تكسب قدرا معينا من المال ، أو ان توافق على كل اقواله لك او ان تتصرف وفق ما اريد او تشاركني كل اهدافي ، او ان تبتسم في وجهي عندما لا تريد ، حتى وعندما تشعر بالاكتئاب وعدم الامان او عندما ترتكب اخطاء لأنني احبك على كل حال .

قليل منا سيحب احدا اخر غير اطفاله بطريقة غير مشروطة تماما ( وخاصة عندما كان اولادنا صغارا جدا وبحاجة للحب غير المشروط ) وسواء ادركنا ذلك ام لا فأننا غالبا ما نضع بعض الشروط لحبنا ويكون لدينا عدد من التوقعات ( مثال ذلك : يجب ان تتصرفي بطريقة معينة لتامين حبي – يجب ان تضعيني في اول اهتماماتك – يجب ان تكون مخلصا – لا يجب ان يكون لديك اصدقاء – او ان تظهر اهتماما تجاه بعض افراد الجنس الاخر – يجب ان تفكر مثلي – الاولوية لأهدافي – وهكذا .

وكما هو الحال مع المساعي الاخرى التي تستحق الاهتمام ، والتي يكون فيها الوصول للكمال مستحيلا مثل مجال : الصحة ، اللياقة ، الاستقرار المالي ، ان تكون شديد النظام وذلك على سبيل المثال. تعتبر فكرة توجيه نفسك نحو تحقيق الاهداف فكرة جيدة حيث يكون لديك افكار جيدة حيث انك تدرك ان هناك حدودا معينة لمدى الاتقان في العمل الذي سوف تحققه.

ومثال ذلك انه بالرغم من مقدرتنا على ان نكون في اتم صحة ( أيا ما يعني ذلك ) الا ان هذا لا يقلل من اهمية تناول الطعام الجيد وان تمارس تمارين وتختار اسلوبا سليما لحياتنا ان اردنا ان نكون في افضل صحة , ايضا وعلى الرغم من عدم تمكنك ان تكون شديد التنظيم الا انه بإمكانك ان تحرز تقدما في هذا الشأن لو طبقت بعض الاستراتيجيات التي اثبتت فاعليتها مثل : استخدام الملفات ، تبسيط الامور ، وان تتخلص بانتظام من الاشياء التي لم تعد في حاجة اليها ، وكلما التزمت بان تكون شديد التنظيم سوف ينتهي بك الحال لان تصبح منظما بالفعل . كنت اهدف في احدى المرات ان اشارك في مارثون للركض مدته ثلاث ساعات ، وعلى الرغم من انني اخفقت لسوء الحظ في الوصول لهدفي بفارق تسع ثوان ، الا انني اقتربت كثيرا من تحقيق هدفي اكثر من احتمال فوزي بمارثون مدته اربع ساعات للركض .

وهكذا هو الحال مع الحب غير المشروط – فعلى الرغم من حقيقة اننا ليس مقدر لنا ان نصل للكمال، الا اننا وبكل تأكيد يمكن ان نقترب اكثر نحو تحقيق اهدافنا في الحب غير المشروط ، عندما نضع في حسابنا تحقيق هدف اسمى . على سبيل المثال : يمكننا ان نضبط انفسنا ونحن نتخذ موقف اصدار الاحكام على الاخرين او عندما نتصرف بطريقة غير ودودة عندئذ يمكننا ان نصبح اقل غيرة وان تقلل من طلباتك ، وان تبدل تلك التصرفات بالاعتراف بالجميل والتصرف برقة . ويمكننا ان نصبح منصتين جيدين ومتسامحين بصورة اكثر ، يمكنك ان تتعهد بان تكون اول من يبادر بالتصرف بصورة محبوبة حتى عندما لا يستطيع شريكنا او لا يريد ان يكون البادئ ، يمكن ان نبدأ في التماس الاعذار لحقيقة ان شريكنا سوف يشعر – في بعض الاحيان – بمزاج عام مكتئب ، وقد يقول او يفعل بعض الامور التي لن ترقى لما نحبه ، ويمكننا ان نحبهم عندما يبادلوننا الحب ويتصرفون بصورة لطيفة معنا .

وبصورة واقعية هناك العديد من الامور التي يمكن ان نقوم بها لكي نحب بصورة غير مشروطة ، وذلك بدءا من تلقي الدروس في التواصل الفعال او في مهارات الاستماع والانتهاء بسؤال شريكك عن التغيرات التي يجب او التي يحب ان يجدها لديك ، لو ان لدى شريك حياتك عصا سحرية لتحقيق ما تتمنى او ان تقرا في كتب تساهم في رفع الروح المعنوية وتخلق الدافعية لدى الافراد والتي صمت لتساعدك على ان تحب بدون شروط . وفي الحقيقة يمكنك ان تحيلها الى لعبة وان تعتبرها تحديا شخصيا لك لتعرف مدى الاتقان الذي يمكنك تحقيقه في هذا الشأن .

هناك نتيجة ثابتة يمكنك الاعتماد عليها – على الرغم من عدم وجود قواعد اساسية يمكنك اتباعها – وتلك النتيجة هي : تأكد انه مهما تكون مجهوداتك التي تبذلها لتصبح شريكا محبا لا يضع شروطا على حبه ، فانك سوف ترى نتائج مهمة في طبيعة علاقتك – وهذه هي احدى الاستراتيجيات والتي لن تخسر بسببها اي شيء بل ستربح الكثير .