أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-11-2014
1704
التاريخ: 10-12-2014
2238
التاريخ: 2024-08-23
225
التاريخ: 16-6-2016
3024
|
لم يحظ كتاب على وجه البسيطة بالعناية والاهتمام كما حظي القرآن الكريم ، فمنذ بدأ الوحي وتلقّى النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم هذا الخطاب الإلهي المقدّس ، كان اهتمامه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم به عظيما ، وشغفه به فريدا ، وحبّه له منقطع النظير.
وقد خلّد الوحي الإلهي هذا الاهتمام النبوي بنص قوله : {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (16) إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ } [القيامة : 16 ، 17].
سجّل المؤرخون وكتاب السير ، والمهتمون بعلوم القرآن وتأريخه ، أن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم كان يدوّن كل ما ينزل عليه من وحي ، وأنّ عددا من الصحابة كان يحفظ القرآن. كما دلّت الروايات التأريخية أن عددا من الصحابة كانت لهم مصاحف يختلف ترتيب السور فيها من صحابي الى صحابي آخر ، وعدّوا مصحف الإمام علي عليه السّلام ، ومصحف عبد اللّه بن مسعود ، ومصحف ابي بن كعب رضى اللّه عنه ... الخ.
ولقد تلقّى المسلمون القرآن الكريم جيلا بعد جيل بالحفظ والقراءة والتفسير والمدارسة ، وبشكل متواتر ، لا يعطي مجالا لأحد أن يخفي ، أو يسقط شيئا منه ، كما ليس بوسع أحد أن يضيف إليه لنشوز المضاف ، وتميّزه عن كلام اللّه تعالى. ولوجود الحفّاظ والمصاحف المكتوبة.
ومما يؤكّد هذه الحقيقة هو قول اللّه سبحانه : {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ } [الحجر : 9] ، وقوله : {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (16) إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ} [القيامة : 16 ، 17] .
وبهاتين الآيتين تعهّد اللّه سبحانه بحفظ القرآن من التحريف والضياع ، فقد تعهّد بجمعه كاملا ، وبحفظه من التحريف والضياع والاندراس.
وناقش العلماء المختصون ما رواه البعض من روايات ضعيفة وموضوعة عن بعض الرواة المتّهمين ، من المنتمين الى المذاهب السنيّة والشيعية ، وأسقطوها من الاعتبار ، وأجمعوا على سلامة القرآن وصيانته من التحريف - وللّه الحمد -.
وقد عبّر أساطين العلماء من الشيعة الامامية عن سلامة القرآن وصيانته من التحريف.
ومن المفيد أن نورد بعضا منها.
قال الشيخ الطوسي مدافعا عن صيانة القرآن من التحريف وردّه على ما يردده البعض : (وأما الكلام في زيادته ونقصانه ، فممّا لا يليق به أيضا ، لأن الزيادة فيه مجمع على بطلانها ، والنقصان منه فالظاهر أيضا من مذهب المسلمين خلافه ، وهو الأليق بالصحيح من مذهبنا ، وهو الذي نصره المرتضى رضى اللّه عنه وهو الظاهر في الروايات. غير أنّه رويت روايات كثيرة من جهة الخاصة والعامة بنقصان كثير من آي القرآن ، ونقل شيء منه من موضع الى موضع ، طريقها الآحاد التي لا توجب علما ولا عملا) (1).
ويوضح العلماء المختصون أن ما ورد من روايات عن أئمة أهل البيت عليهم السّلام تتحدث عن التحريف إنّما هي تعني تحريف معنى القرآن بتفسيره أو قراءته على غير ما أنزل ، مما يغيّر معناه ودلالته ، وحذف ما ورد عن علي عليه السّلام من تفسيره وتأويله الذي تلقّاه عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وأثبته على المصحف الذي كتبه بيده.
وليس التحريف هو الحذف من حروفه وكلماته وآياته وسوره أو الإضافة إليه ، وقد وضّح الشيخ المفيد رحمه اللّه ذلك بقوله : (و قد قال جماعة من أهل الإمامة إنه لم ينقص من كلمة ، ولا من آية ، ولا من سورة ، ولكن حذف ما كان مثبتا في مصحف أمير المؤمنين عليه السّلام من تأويله وتفسير معانيه على حقيقة تنزيله) (2).
(2) أوائل المقالات : ص 94.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
اللجنتان العلمية والتحضيرية تناقش ملخصات الأبحاث المقدمة لمؤتمر العميد العالمي السابع
|
|
|