المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17581 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

مفهوم الترويج
18-6-2022
إنشاء المرافق العامة الاقتصادية في مصر
1-4-2016
العقوبة والجزاء
2023-02-21
الملكية الفردي في مصر القديمة
28-5-2022
السعادة والحظ السعيد
12-6-2022
القول في كونه تعالى مريدا
4-08-2015


حفظ القرآن من التحريف‏  
  
1377   07:09 مساءاً   التاريخ: 27-04-2015
المؤلف : السيد هاشم الموسوي
الكتاب أو المصدر : القران في مدرسة اهل البيت
الجزء والصفحة : ص 43- 45.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / تاريخ القرآن / التحريف ونفيه عن القرآن /

لم يحظ كتاب على وجه البسيطة بالعناية والاهتمام كما حظي القرآن الكريم ، فمنذ بدأ الوحي وتلقّى النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم هذا الخطاب الإلهي المقدّس ، كان اهتمامه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم به عظيما ، وشغفه به فريدا ، وحبّه له منقطع النظير.

وقد خلّد الوحي الإلهي هذا الاهتمام النبوي بنص قوله : {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (16) إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ } [القيامة : 16 ، 17].

سجّل المؤرخون وكتاب السير ، والمهتمون بعلوم القرآن وتأريخه ، أن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم كان يدوّن كل ما ينزل عليه من وحي ، وأنّ عددا من الصحابة كان يحفظ القرآن. كما دلّت الروايات التأريخية أن عددا من الصحابة كانت لهم مصاحف يختلف ترتيب السور فيها من صحابي الى صحابي آخر ، وعدّوا مصحف الإمام علي عليه السّلام ، ومصحف عبد اللّه بن مسعود ، ومصحف ابي بن كعب رضى اللّه عنه ... الخ.

ولقد تلقّى المسلمون القرآن الكريم جيلا بعد جيل بالحفظ والقراءة والتفسير والمدارسة ، وبشكل متواتر ، لا يعطي مجالا لأحد أن يخفي ، أو يسقط شيئا منه ، كما ليس بوسع أحد أن يضيف إليه لنشوز المضاف ، وتميّزه عن كلام اللّه تعالى. ولوجود الحفّاظ والمصاحف المكتوبة.

ومما يؤكّد هذه الحقيقة هو قول اللّه سبحانه : {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ } [الحجر : 9] ‏ ، وقوله : {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (16) إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ} [القيامة : 16 ، 17] ‏.

وبهاتين الآيتين تعهّد اللّه سبحانه بحفظ القرآن من التحريف والضياع ، فقد تعهّد بجمعه كاملا ، وبحفظه من التحريف والضياع والاندراس.

وناقش العلماء المختصون ما رواه البعض من روايات ضعيفة وموضوعة عن بعض الرواة المتّهمين ، من المنتمين الى المذاهب السنيّة والشيعية ، وأسقطوها من الاعتبار ، وأجمعوا على سلامة القرآن وصيانته من التحريف - وللّه الحمد -.

وقد عبّر أساطين العلماء من الشيعة الامامية عن سلامة القرآن وصيانته من التحريف.

ومن المفيد أن نورد بعضا منها.

قال الشيخ الطوسي مدافعا عن صيانة القرآن من التحريف وردّه على ما يردده البعض :  (وأما الكلام في زيادته ونقصانه ، فممّا لا يليق به أيضا ، لأن الزيادة فيه مجمع على بطلانها ، والنقصان منه فالظاهر أيضا من مذهب المسلمين خلافه ، وهو الأليق بالصحيح من مذهبنا ، وهو الذي نصره المرتضى رضى اللّه عنه وهو الظاهر في الروايات. غير أنّه رويت روايات كثيرة من جهة الخاصة والعامة بنقصان كثير من آي القرآن ، ونقل شي‏ء منه من موضع الى موضع ، طريقها الآحاد التي لا توجب علما ولا عملا) (1).

ويوضح العلماء المختصون أن ما ورد من روايات عن أئمة أهل البيت عليهم السّلام تتحدث عن التحريف إنّما هي تعني تحريف معنى القرآن بتفسيره أو قراءته على غير ما أنزل ، مما يغيّر معناه ودلالته ، وحذف ما ورد عن علي عليه السّلام من تفسيره وتأويله الذي تلقّاه عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وأثبته على المصحف الذي كتبه بيده.

وليس التحريف هو الحذف من حروفه وكلماته وآياته وسوره أو الإضافة إليه ، وقد وضّح الشيخ المفيد رحمه اللّه ذلك بقوله : (و قد قال جماعة من أهل الإمامة إنه لم ينقص من كلمة ، ولا من آية ، ولا من سورة ، ولكن حذف ما كان مثبتا في مصحف أمير المؤمنين عليه السّلام من تأويله وتفسير معانيه على حقيقة تنزيله) (2).

______________________ 
(1) تفسير التبيان ، المقدمة : 1/ 3.

(2) أوائل المقالات : ص 94. 




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .